التلوث البيئي في محافظة دمشق
حدد المهندس بسام خيربك المشاكل البيئية في محافظة دمشق في الندوة التي أُقيمت مؤخراً في مبنى محافظة دمشق حول التوعية البيئية حسب أولوياتها... تبدأ باستنزاف وتلوث الموارد المائية والسطحية والجوفية وتلوث التربة والهواء والتلوث البصري والضجيج... بالاضافة الى التخلص غير السليم من النفايات الصلبة الخطرة وغير الخطرة وتلوث البيئة الحضرية والتراثية في دمشق القديمة، ونقص التوعية والتربية والاعلام البيئي.
وأوضح السيد خيربك بأن جوهر هذه المشاكل البيئية هي الهدر في صرف المياه والسكن العشوائي والتعدي على شبكة المياه، والاعتداء على حرمة الانهار وزيادة حفر الآبار غير المرخصة والضخ الجائر، والاستخدام الزائد للأسمدة وترسب المعادن الثقيلة مثل الرصاص والسقاية بمياه الصرف الصحي غير المعالج والزيادة في استخدام مبيدات الاعشاب والغازات الناتجة عن عوادم السيارات والمنشآت الصناعية والتدفئة.
وبيّن ان تلوث البيئة الحضرية والتراثية في مدينة دمشق القديمة ينحصر في وجود صناعات وفعاليات لا تتناسب مع طبيعة المدينة التراثية والكثافة السكانية، ووضع الخدمات من كهرباء وهاتف ومياه الصرف الصحي بطريقة عشوائية ومشوّهة للمنظر العام... ويُضاف الى ذلك تلوث الهواء الناتج عن وسائل النقل وتجمع المدارس ودخول آليات التفريغ والتحميل ضمن الأسواق، وارتفاع نسب الضجيج عن الحدود ا لمسموح بها.
وقدّم مدير شؤون البيئة في المحافظة جملةً من الصعوبات والعوائق الادارية التي تعترض مديرية البيئة لمهامها، وهي عدم التعاون والتزام الجهات الحكومية قبل الخاصة بتنفيذ الاشتراطات البيئية...مشيراً الى القانون (49-50)على سبيل المثال لا الحصر، وعدم وجود بُنى تحتية ذات صفة علمية وعدم تعاون الجهات المختصة بالبيئة بإعطاء المعلومات والدراسات الموجودة لديها منوهاً في حال تم اعطاؤها تكون قديمةً وغير دقيقة.
ومن الصعوبات أيضاً عدم تقديم دراسة بيئية للمشاريع الحكومية أو الخاصة ونقص الكادر الفني وعدم رفد المديرية بخريجين شباب ذوي اختصاصات متنوّعة... ولا يوجد ربط للمديرية بشبكة تبادل المعلومات مع الوزارة وعدم تشغيل نظام (GIS) لاعداد قاعدة بيانات .
وتحدث السيد مازن نفاع مدير الاعلام التنموي في وزارة الاعلام عن الدور الذي يمكن ان يقوم به الاعلام في التوعية البيئية مشيراً الى تفعيل الوعي البيئى ببناء شراكة حقيقية دائمة بين الاعلام والجهات المعنية بالبيئة، والعمل على تعزيز قدرات وسائل الاعلام في توصيل الرسائل المتعلقة بقضايا البيئة... واعتباره إحدى أدوات التنمية وعنصرها الأساسي، كونه يتوجه الى كل شرائح المجتمع فهذه الشرائح معنية بالتنمية من خلال تغيير نمط السلوك الفردي وتغيير عاداته وسلوكياته السيئة والمضرة بالبيئة... لا سيما الشباب والمرأة والطفل.
وتضاف الى اعتبار الاعلام إحدى أدوات التنمية التأثير على أصحاب القرار وصانعي السياسيات، لابراز بقايا البيئة ومشاكلها والبحث عن الحلول المناسبة ومخاطبة العلماء والمفكرين المثقفين عموماً ومخاطبة الصناعيين لاقناعهم بأن حسن التعامل مع البيئة قد لا يحتاج الى تكاليف اضافية.
ومن المقترحات التي تقدم بها السيد نفاع تكوين شبكات اعلامية تعمل على نشر وتطوير الوعي بالقضايا البيئية على المستوى الوطني وتنظيم دورات تدريبية للاعلاميين العاملين في مجال البيئة، وبناء الشراكة الاقليمية والدولية من خلال الترابط والتواصل بين الاعلام على المستوى الوطني، والاقليمي ومنظمات التنمية الدولية وفروعها الاقليمية ومؤسسات الاعلام الغربية.
وأكد في ختام حديثه على ضرورة احترام أذواق الجمهور وتقديم المعلومات بشكل واضح وصريح وشفاف .
تحدث الدكتور ياسر محمد عن دور الجمعيات الأهلية في التوعية البيئية، كونها تشكّل حلقة الوصل بين المؤسسات الحكومية والناس وتؤدي واجبها بشكل طوعي مشيراً... الى دور جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة بإقامة ورشة عمل لمدرسي العلوم والجغرافية في سبع مدارس في دمشق، والنتائج الجيدة التي تحققت من خلال ورشة العمل المذكورة، وبناءً على ذلك تم وضع خطة للجمعية في برنامج عملها السنوي، يشمل عشر مدارس ويتضمن اقامة دورة تدريبية مختصرة لمدرسي العلوم والجغرافيا، واحداث نادٍ بيئي، وعرض فيلم بيئي للطلاب، واقامة معرض رسوم بيئية ورحلة ترفيهية بالاضافة الى النشاطات في فرز النفايات والمسابقات البيئية.
وأوجز الدكتور ياسر محمد الصعوبات والعوائق في المجال البيئي بضعف ثقافة العمل التطوعي لدى الناس، والقدرات المادية للجمعيات وضعف الاستثمار في المجال البيئي، وغياب آلية واضحة للتعاون والتنسيق والتكامل بين الجمعيات البيئية الوطنية، وعدم مراعاة الشروط والاعتبارات البيئية عند وضع خطط العمل في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك في القطاعين: الحكومي والخاص.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد