التيار الديني يعترف بفضل الدراما السورية والأخيرة تغازله وتخطب وده

07-10-2007

التيار الديني يعترف بفضل الدراما السورية والأخيرة تغازله وتخطب وده

الجمل- أحمد الخليل: لأول مرة في سورية يقوم أحد المراكز الدينية بتكريم الدراما السورية، فقد دعا مجمع كفتارو الاسلامي منذ عدة أيام أكثر من عشرين فنانا وفنانة الى مأدبة افطار رمضانية تضمنت اناشيد وموشحات قدمها أطفال أيتام يقيمون فى دار الرحمة التابع للمجمع..
وخلال المأدبة اكد الدكتور صلاح الدين كفتارو المدير العام لمجمع الشيخ احمد كفتارو على اهمية دور الفن فى تقديم رسالة تربوية وفى الدعوة الى القيم المجتمعية السليمة وفى الارتقاء بذوق المشاهد وفكره (حسب ما أوردته وكالة سانا السورية للانباء)، ونوه كفتارو (بالنجاحات التي حققتها الدراما السورية على الصعد كافة ووصلت الى الريادة عربيا واقليميا).
لقد أصبح تطرق المسلسلات السورية للمواضيع الدينية ملفتا في السنوات الاخيرة ففي أغلب المسلسلات هناك تواجد كبير للشخصيات النسائية المحجبة اضافة لرجل الدين والجامع والطقوس الدينية كالصلاة والصيام...هذا غير تركيز بعض الاعمال على قيم الاسرة والعلاقات الاجتماعية من منظور ديني (باب الحارة، ليالي الصالحية، جرن الشاويش،....)
فأحد الفنانين المشاركين في مسلسل باب الحارة أكد خلال مأدبة الافطار  (...على الرسالة التثقيفية والاجتماعية والتربوية التى ينقلها الفنان...).
بدوره عزا رجل دين حضر التكريم اهتمام الجمهور العربي بالدراما السورية الى كونها (خاطبته بسلسلة قيمية تربوية هامة).
 سابقا لم يكن يتواجد في أغلب مسلسلات الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي هذه الظواهر الاسلامية التي ربط بعض النقاد الاهتمام بها بينها وبين تزايد ظاهرة التدين والحركات الاسلامية في السنوات الاخيرة وانعكاس هذا الميل العام في المجتمع السوري في الفن عامة والدراما خاصة اضافة الى المناخ السياسي العام الذي يوفر للتيار الاسلامي المعتدل حرية الحركة والعمل الدعوي الامر الذي التقطه صناع الدراما الباحثين عن ارضاء الجمهور ودغدغة عواطفه وقناعاته بهدف تسويق الاعمال الدرامية داخل سورية وفي الفضائيات العربية وخاصة الخليجية منها!!
والامر الاخر أن الدراما السورية التي اشتد عودها في العقود الماضية بفضل مخرجين يساريين محسوبين على التيار العلماني (الذي يحاصر الان) من خريجي الدول الاشتراكية سابقا (المخرج هيثم حقي ومأمون البني ...) حيث أنتج هؤلاء أعمالا كثيرة تكرس قيم العدالة والانسانية والحب والحرية ومناهضة الظلم ...(الوسيط – دائرة النار- هجرة القلوب الى القلوب- نساء بلا أجنحة-
أما الان فكثير من الاعمال تكرس الطاعة والولاء والخضوع لرب الاسرة والرجل الذي يحاول المؤلفون والمخرجون تعزيز قيمه وقيم الذكورة المستندة على تسويغات دينية واجتماعية ومثال هذه الاعمال الفاقع (باب الحارة..)
كما أن المناخ العالمي والصراع الذي يأخذ في كثير من الاحيان طابعا دينيا قد أثر على الانتاج الفني (موجة الاعمال التي تدافع عن الاسلام بعد 11 أيلول والرسوم المسيئة للنبي محمد ) ففي مشهد الحوار في الجامع بين الشيخ وشابين (عروة العربي وأدهم مرشد) يناقشان الدعوة لمقاطعة البضائع الدانماركية في مسلسل سقف العالم) يقول أحد الشابين ان فلان قد طبع الكثير من اللافتات التي تدعو لمقاطعة البضائع ...فيجيب الشيخ هذا (العلماني الملعون) فيدافع الشاب عنه بأن قضية الرسوم تمس جميع أبناء الامة...) طبعا كتب (سقف العالم) كاتب محسوب على الفكر العلماني..
اذاً رضخت الدراما أخيرا لقناعات المجتمع وقواه المسيطرة فنزلت اليه تسترضيه علّه يشفع لها خطاياها السابقة!!

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...