الثروة الحيوانية في سورية انخفضت بين 30-50%
أسعار اللحوم كغيرها ركبت موجة الغلاء ومازالت مستمرة بل تصدرت المشهد مؤخراً وخاصة خلال شهر رمضان ولكي لا نذهب لتحديد أسعار مادة اللحوم في السوق ونسب الغلاء الذي طالها مؤخراً وتحميل التجارة الداخلية المسؤولية كاملة رغم أنها معنية بالرقابة والمتابعة، فضلنا التوجه نحو التعرف من المعنيين على قطاع الثروة الحيوانية على الأسباب والمعطيات التي تهيئ للارتفاعات السعرية التي لم تعد شريحة واسعة من المستهلكين مجاراتها.
معاون وزير الزراعة أحمد قاديش وبغير ما تظهره بعض نشرات وزارة الزراعة التي تصر على عدم تراجع الثروة الحيوانية في سورية رغم كل ظروف الحرب والأزمة التي تمر بها البلاد منذ سنوات، بين أن هناك تراجعاً ملحوظاً في أعداد قطعان الثروة الحيوانية خلال السنوات الأخيرة حيث انخفض قطيع الأبقار بنسبة 30% في حين انخفض قطيع الأغنام بنسبة 40% لترتفع نسبة الانخفاض في قطيع الدواجن لأكثر من 50%، وأن هذه الانخفاضات في أعداد القطعان من الثروة الحيوانية بمختلف أشكالها يؤثر مباشرة في تراجع حجم العرض من مادة اللحوم المطروحة في الأسواق وبالتالي يسهم في تحريك الأسعار وارتفاعها، علماً أنه ليس العامل الوحيد الذي يسهم في رفع أسعار مادة اللحوم فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في ذلك وأهمها ارتفاع مستلزمات التربية والإنتاج وخاصة المواد العلفية، وحول ما تقوم به الوزارة لدعم قطعان الثروة الحيوانية والمحافظة عليها وزيادة أعدادها أوضح أن الوزارة تعمل بكل طاقتها على دعم هذه الثروة وتعزيزها من خلال توفير الكثير من مستلزمات الإنتاج والتربية للمربين وخاصة المادة العلفية المقننة وفق أسعار تشجيعية ومدعومة لمساعدة المربين في تخفيف نفقات التربية وفي هذا الإطار تم دعم المربين في العام السابق بمواد علفية مقننة لقطعانهم تجاوزت قيمها 9 مليارات ليرة، إضافة إلى أن الوزارة تعمل على تأمين الرعاية الطبية واللقاحات مجاناً حيث تعمل مديرية الصحة البيطرية في الوزارة عبر وحداتها التابعة لها على تقديم كل الخدمات المتوافرة لديها وضمن إمكاناتها المتاحة للمربين بالتعاون مع مديرية الدواء البيطري وغيرها من المديريات المعنية.. لكن يرى معاون الوزير أن الحفاظ على الثروة الحيوانية وتطويرها وخاصة في الظروف الحالية يحتاج لتعاون العديد من الجهات العامة مع وزارة الزراعة وخاصة فيما يتعلق بتأمين المادة العلفية واستيرادها، وتأمينها للمربين بأسعار مناسبة حيث يعتبر توفر المادة العلفية العامل الأهم لاستقرار عمليات تربية القطعان والحفاظ عليها من المربين وخاصة أنها تشكل في العديد من المناطق مصدر الرزق الوحيد للمربي، كما تكمن أهمية المادة العلفية في الظروف الحالية جراء فقدان الكثير من المربين لمناطق الرعي التي كانت توفر جزءاً لا بأس به من مصادر تغذية رؤوس الماشية لديهم.. من جانبه اعتبر المدير العام للدواجن سراج خضر أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج في قطاع الدواجن لعب الدور الأبرز في خروج عدد كبير من مربي القطاع الخاص الذين لم يستطيعوا أن يصمدوا أمام زيادة تكاليف إنتاجهم التي لم يقابلها زيادات سعرية توازيها في السوق، وذلك رغم الارتفاعات التي سجلها الفروج ومادة البيض إلا أن حجم الزيادات التي طالت تكاليف الإنتاج لدى المربي كانت أكبر، وكل هذا يضاف إليه مسألة تأمين المادة العلفية والقرارات الأخيرة المتعلقة بالاستيراد التي طالت المواد العلفية، ما أثر في عدم القدرة على تأمين هذه المواد بشكل كاف للتربية أو إمكانية الحصول عليها بأسعار مرتفعة ومتذبذبة بسبب ارتباطها بسعر صرف الليرة أمام الدولار وبالتالي تعرض المربين لخسارات متتالية وخروجهم من العمل، وأنه يضاف إلى معاناة تأمين المادة العلفية ارتفاع أسعار المحروقات المتكرر خلال السنوات الأخيرة وآخرها ارتفاع مادة المازوت بنسبة 33% وخاصة أن هذه المادة من أهم مستلزمات الإنتاج لتربية الدواجن.
عبد الهادي شباط
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد