الثورة :القراءة ليست للجميع لكن مبيعات هيئة الكتاب بلغت 800 الف!!

22-08-2007

الثورة :القراءة ليست للجميع لكن مبيعات هيئة الكتاب بلغت 800 الف!!

من زار معرض الكتاب الاخير.. ورأى الجموع الكبيرة والازدحام فيه , يحسب ان القراءة لدينا لا تزال بألف خير.. لكن الواقع الذي يؤكده بعض القائمين على المعرض, ان مبيعاته هبطت هذا العام قياسا بالعام الماضي رغم الحرب.
حال معرض الكتاب هذا .. ذكرني بحملة اقرأ التي قامت بها الهيئة الاستشارية للكتاب, واراد القائمون عليها ان يكون الكتاب بمتناول الجميع, ايمانا منهم بكونه قيمة تحتفظ بحجمها وفاعليتها مدى العصور, وقد شرعت الهيئة فعلا بانتاج سلسلة من الكتب القيمة التي نشرت في العقود الماضية,وتعذر وصولها الى القارئ اليوم, بهدف اشاعة المعرفة وتيسير وسائلها , وتمكن القارئ من الوصول الى الينابيع الفكرية ذات التأثير في حركة الثقافة وتاريخ الفكر بأيسر السبل واقل التكاليف.‏
وكانت صحيفة الثورة من الصحف التي شملهم المشروع .. اذ وزعت مجانا مع اعدادها واحدا وعشرين نسخة من كتب التراث كان اولها عام 2002 كتاب حي بن يقظان لكن المشروع توقف بعد اشهر من الاصدار فقط, وان آخر كتاب وزع مع صحيفتنا عام 2003 (صندوق الدنيا) لابراهيم عبد القادر المازني.. ورغم انه لا يزال مستمرا في بعض الصحف العربية التي توزع كتب التراث في سلسلة شهرية كالحياة والسفير اللبنانية كما لا تزال دار المدى مستمرة في اشاعة المعرفة واحياء عادة القراءة بأسعارها المنخفضة وعناوينها البارزة وخصوصا أدب امريكا اللاتينية فيما باقي الدور لم تنفذ اي حسم في معرض الكتاب, في ظل انعدام الرقابة على اسعار الكتب, وعدم وضع اي ضابط لها, البعض اقترح ان يكون لاتحاد الناشرين العرب دور كجهة رقابية تحدد تعرفة معينة للكتب, فبعض الدور وهذا الكلام من تجربتي الشخصية فيها - لا تزال تعتقد ان لا سمها المشهور ضريبة على القارئ ان يدفعها , ففي احدها وبعد لأي شديد خفض لي احد موظفيها سعر الكتاب من 750 الى 500 واستطعت بعد جهد جهيد ان احصل على حقي بأخذ ايصال بثمنها فأين الضوابط اذا.‏
ناهيك عن عدم وجود ختم مكتبة الاسد عليها, والذي من المفروض ان يوزع على جميع الدور وألا يخرج اي كتاب إلا ممهوراً به منعا للسرقة او التلاعب.‏
وفي الوقت الذي تنتشر فيه المكتبات الالكترونية في العالم, لازلنا نفتقد في معارضنا التقليدية لوجود دليل مؤتمت يحمل اسم الكتاب والكاتب والدار الناشرة حسب الابجدية يعين الزائر ويوفر عليه عناء البحث والتنقيب.. عدا عن ان الكتب المسجلة في الدليل التقليدي والتي يبلغ عددها 70 الف عنوان لا يوجد منها حقيقة على ارض المعرض سوى 229 الف عنوان فقط.‏
وبما انني من عشاق اللغة العربية والمهتمين بها فقد لفتني جناح مجمع اللغة العربية العتيد العتيق الذي لا يزال محتفظا بكتبه ذاتها منذ سنوات دون اضافة اي عنوان جديد لا بل حتى دون قص او تجليد- فالعناوين ذاتها تكرر كل عام وفي كل معرض وهي : كتاب الانواء فهرس شرح المفصل لابن يعيش -فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ( والله محيي الثابت).‏
اما جناح الهيئة السورية للكتاب فقد حقق اعلى مبيعات في المعرض-اذ بلغت مبيعاته - كما اوضحت د. سمر عمران مديرة المعرض والتنسيق - نحو 800 الف ليرة سورية اي بزيادة 70 الف ليرة عن العام الماضي, والامر مرده ان العناوين ارضت أذواق جميع الشرائح- والحسم وصل فيه الى 50% اي يكاد يكون اقل من سعر التكلفة, وهذا كله رغم صغر حجم الجناح وهي المشكلة التي شكا منها معظم اصحاب الدور المشاركة.‏
والجديد في المعرض كانت نسخة المبدعين التي اضيفت الى البرنامج الثقافي بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب وهي لقاء مفتوح مع جمهور الكاتب شارك فيه مختصون بمجالات ابداعية.‏
اضافة الى ا قامة ندوات عن اعمال تحولت الى مسلسلات تلفزيونية, مثل حسيبة لخير الدين الذهبي, ووردة الصباح لعادل ابو شنب و دمشق يابسمة الحزن لألفة الادلبي-ولدى دخولك الى الجناح الاول في المعرض, تصادفك لوحة كبيرة كتب عليها بالخط العريض عبارة: لقاء مفتوح مع الاديبة الفة الادلبي يوم الاربعاء 5/8/.2007‏
طبعا التاريخ صحيح, وكذلك المكان وهو قاعة المحاضرات الثانية, لكن العبارة استوقفتني وفكرت لو ان الاديبة الراحلة حضرت معرض الكتاب هل كانت ستختار الموت عطشا في شهر آب اللهاب, ام صدمة من اسعار الكتب التي كانت تغلي مع غليان حرارة الطقس, من يدري ربما كانت ستعود الروح لها ثانية عندما تعرف بأن مسلسلها الدمشقي قد تحول الى فيلم سينمائي. فيتم اللقاء بها فعلا

فادية مصارع
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...