الجعفري: سورية تطالب باتخاذ تدابير لوقف تمويل أي أعمال إرهابية انطلاقا من أراضي دول مجاورة
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة ان العمليات الارهابية في سورية لا يمكن تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال أو السلاح أو الأشخاص أو من خلال تأمين التغطية السياسية والإعلامية للمجموعات الإرهابية التي تنفذ هذه العمليات وهناك بعض الدول العربية والإقليمية وغيرها تقوم بتوفير هذه التسهيلات للمجموعات الإرهابية المسلحة من أجل القيام بأعمال إرهابية في سورية.
وقال الدكتور الجعفري: إن سورية تهيب بجميع الدول العمل معها من أجل التنفيذ الدقيق لما نصت عليه استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وتطالب بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها ضد سورية انطلاقا من أراضي دول أخرى مجاورة وعدم توفير ملاذ آمن لمن يخططون للأعمال الإرهابية أو يدعمونها أو يرتكبونها.
فقد أكد الدكتور الجعفري في بيان أدلى به أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي خصص لمناقشة المراجعة الثالثة لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب أن سورية شهدت خلال الفترة الماضية أحداثا مؤلمة نتيجة للأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات إرهابية متطرفة تستخدم أساليب إجرامية غير معهودة استنادا إلى فتاوى تكفيرية ومتطرفة صادرة عن محرضين مقيمين في دول أضحت معروفة للجميع وتستخدم هذه المجموعات الانتحاريين والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة لضرب أهدافها من مرافق حيوية وبنى تحتية بهدف نشر الموت والدمار والذعر في صفوف المواطنين.
وقال الجعفري.. إن هذه العمليات الإرهابية لا يمكن تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال أو السلاح أو الأشخاص أو من خلال تأمين التغطية السياسية والإعلامية للمجموعات التي تنفذ هذه العمليات وإنه لمن دواعي الأسف قيام بعض الدول العربية والإقليمية وغيرها بتوفير هذه التسهيلات لمجموعات إرهابية مسلحة من أجل القيام بأعمال إرهابية في سورية بل وتعهد هذه الدول إياها علنا وعلى رؤوس الأشهاد وفي مؤتمرات يزعم منظموها صداقتهم للشعب السوري بتقديم الدعم بالسلاح والمال والتدريب وتأمين الملاذات الآمنة للإرهابيين والسماح لهم بتنفيذ عمليات إرهابية انطلاقا من أراضي هذه الدول المجاورة.
وتابع الجعفري.. لقد برهن ايقاف السفينة لطف الله 2 على انخراط دول بعينها عربية وغير عربية بإرسال أسلحة فتاكة إلى المجموعات الإرهابية في سورية لممارسة القتل والدمار وليس للمطالبة بالإصلاح فالاصلاح مطلب شرعي لكل السوريين ومكافحة الفساد مطلب معظم السوريين لكن ذلك لا يتم من خلال الإرهاب وقد نقلنا إلى الأمين العام ورئيس مجلس الامن كل الحيثيات المتعلقة بهذه الحادثة إضافة إلى المعلومات المنقولة بشأن عمليات تهريب السلاح والإرهابيين عبر الحدود.
وقال الجعفري.. إن التحريض الإعلامي على الإرهاب في سورية أصبح واقعا تدخليا مؤلما يعاني منه الشعب السوري بكامله ويستدعي التعامل معه بكل نزاهة وجدية مضيفا.. إنه ازداد مؤخرا استخدام الإرهابيين في سورية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي توفرها لهم علنا دول عانت هي نفسها من آفة الإرهاب ولكنها مع ذلك تسمي هذه التكنولوجيا /الأسحلة غير القاتلة/.
وتابع الجعفري.. شهدنا اطلاق قنوات تلفزيونية موجهة إلى الداخل السوري تبث أفكارا دينية متطرفة تحرض على الإرهاب والقتل والفتنة الطائفية والمذهبية مدعومة في ذلك من بعض الدول والمجموعات المتطرفة والمفارقة العجيبة في هذا السياق هي أنه في نفس الوقت يتم حظر بث القنوات الفضائية السورية بقرار صادر عن جامعة الدول العربية إضافة إلى العقوبات الأحادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون والعقوبات التي سبقت ذلك من قبل الإدارة الأمريكية على أجهزة إعلامية سورية.
وقال الجعفري.. إن هذه الحملة الشرسة على وسائل الإعلام السوري العامة والخاصة قد شجعت المجموعات الإرهابية /السلمية/ على تنفيذ هجوم إرهابي على مقر ومباني قناة الإخبارية الفضائية السورية واغتيال ثلاثة من الصحفيين السوريين الأبرياء إضافة إلى أربعة من إداريي القناة وحراسها بعد تقييدهم وتفجير كامل المبنى علاوة على قيام هذه المجموعات الإرهابية باختطاف عدد آخر من الإعلاميين العاملين في القناة.
وأضاف الجعفري.. من المحزن أنه في الوقت الذي نناقش فيه مسألة مراجعة الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لم يقم لا الأمين العام ولا رئيس الجمعية العامة بإدانة هذه الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة ضحايا أبرياء كما لم يقم أي منهما بتقديم التعازي لأهالي الضحايا.
وبين الجعفري.. أن عدد ضحايا الإرهاب الذي نفذته المجموعات الإرهابية في سورية في ازدياد مستمر حيث تقوم الحكومة السورية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المختصة والمنظمات غير الحكومية بتقديم المساعدات الإنسانية إلى هؤلاء الضحايا وكذلك إلى أولئك الذين أجبرتهم المجموعات المسلحة على ترك بيوتهم ودور عبادتهم على أسس طائفية أو مذهبية بغيضة تبتعد كل البعد عن أخلاق وقيم الشعب السوري الذي أرسى مثالا فريدا في المنطقة وعلى مر العصور في التعايش المثالي بين مختلف الطوائف والأديان والأعراق التي يتألف منها المجتمع السوري.
وقال الجعفري.. لقد تم تهجير مئات الألوف من سكان مدينتي حمص وحماة إلى خارج بيوتهم حيث تم طرد نحو 110 آلاف مواطن مسيحي من قراهم وأحيائهم وجرى احتلال كنائسهم وهددوا بالقتل في حال عودتهم إلى منازلهم هذا إضافة إلى مئات الألوف الأخرى ممن دمرت قراهم وجرى طردهم من بيوتهم.
وأكد الجعفري أن سورية تهيب بجميع الدول للعمل معها من أجل التنفيذ الدقيق لما نصت عليه استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وتطالب بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها ضد سورية انطلاقا من أراضي دول أخرى مجاورة وعدم توفير ملاذ آمن لمن يخططون للأعمال الإرهابية أو يدعمونها أو يرتكبونها.
وقال الجعفري.. لقد كلفتنا الأعمال الإرهابية دماء غالية من شعبنا من مدنيين وعسكريين وسوف يأتي يوم نسائل فيه كل من شارك في هذه الأعمال وحرض على ارتكابها ومولها وسهل تنفيذها.
وأضاف الجعفري.. إن ما يجري في سورية من أنشطة إرهابية تستهدف استقرار الدولة والشعب والمجتمع لا يقل خطورة أبدا عن الأعمال الإرهابية التي استهدفت العديد من الدول الأعضاء النامية منها والمتقدمة ولا يوجد هناك إرهاب حلال وإرهاب حرام وفقا للفتاوى ذات الصلة .. يوجد إرهاب واحد تجب مكافحته فالإرهاب الذي يستهدف سورية هو نفسه الإرهاب الذي استهدف وما زال يستهدف دولا أعضاء أخرى في هذه المنظمة الدولية .. هناك إرهاب نووي وإعلامي وثقافي وسياسي واقتصادي كل ذلك إرهاب وتبقى المعاناة واحدة.
سانا
إضافة تعليق جديد