الجولة الثانية من المفاوضات الصومالية وتحديات تواجه المصالحة
بدأت أمس الجولة الثانية للمفاوضات بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة برعاية دولية في جيبوتي، فيما أعلنت مصادر مطلعة أن النازحين الصوماليين يعانون أوضاعاً صعبة جدا، بعد تعرضهم لموجة أمطار غزيرة اجتاحت مخيماتهم خلال اليومين الماضيين.
ويتوقع أن يشارك وفد من مجلس الأمن الدولي في المحادثات لاستطلاع آراء الطرفين حول تولي المنظمة الدولية مهام حفظ السلام في لقاءات منفصلة مع الرئيس الصومالي والمعارضة.
وعلقت شخصيات صومالية بارزة آمالا كبيرة على التحركات الجارية في جيبوتي وعبرت عن ثقتها بخروجها بنتائج مرضية، وأوضح السياسي الصومالي المخضرم عبدالله أحمد عدو أن الحكومة والمعارضة أدركتا أن المشكلة لن تحل بالقوة، ووصف سياسات حكومة نور عدي والتصريحات التي أدلى بها الرئيس عبد الله يوسف مؤخرا بأنها تشجع على المضي قدما في جهود السلام وأشاد بالمرونة التي أبداها رئيس اللجنة التنفيذية للتحالف الشيخ شريف شيخ أحمد وغيره من قيادات المعارضة، وحث الطرفين على الشروع في محادثات مباشرة، وأوضح أن واشنطن جادة في حل الأزمة رغم قلقها من جماعات تقول إنها متطرفة. غير أن هذه الآمال تصطدم بتحديات حقيقية تواجه مسيرة السلام بعد أن ظهرت خلافات حادة داخل تحالف المعارضة الذي انقسم على نفسه إزاء جهود المصالحة وتحدثت القيادة الميدانية للتحالف أمس لأول مرة عن موقفها من الخلافات، وأشار الناطق باسم المحاكم الإسلامية الشيخ محمود الشيخ إبراهيم سولي في بيان إلى استيائهم من الانقسامات الداخلية، وأكد أنها لن تؤثر في ما سماه الكفاح المسلح ضد القوات الإثيوبية وعملائها، مشيرا إلى أنهم يرحبون بمواصلة الحوار مع الأمم المتحدة من أجل إجبار القوات الإثيوبية على الانسحاب من البلاد.
من جهة أخرى، أدت أمطار غزيرة هطلت على العاصمة مقديشو ونواحيها في اليومين الماضيين إلى تردي أوضاع النازحين وأسفرت عن مصرع أطفال، وأشارت مصادر تفقدت المخيمات المنتشرة على الطريق بين العاصمة مقديشو ومدينة “أفجوي” إلى أن كثيرا من النازحين يبيتون في العراء ولا يجدون ما يقتاتون به وأن الوضع الإنساني سيئ للغاية وعبرت عن خشيتها من وقوع كارثة إنسانية إذا لم يتم إيصال مساعدات عاجلة للنازحين.
في سياق متصل، نشبت خلافات حادة بين إدارتي بنت لاند شمال شرق الصومال و”غل مدق” التي تحكم مناطق من إقليمي “مدق” و”جلجدود” وسط الصومال إثر هجوم بالقذائف المضادة للطائرات أمس على مطار مدينة “جالكعيو” المقسمة، ودعا عمدة “جالكعيو” أحمد علي صلاد مسؤولي “غل مدق” إلى إلقاء القبض على الميليشيات التي نفذت الهجوم، ولم تعلق الأخيرة على الحادث. وأفادت مصادر في “جالكعيو” بأن الميليشيات التي هاجمت المطار تعزز مواقعها على مقربة منه كما كشفت عن مساع يبذلها الوجهاء والأعيان للحيلولة دون وقوع حرب بين الطرفين المسيطرين على “جالكعيو”، التي أوضحت مصادر فيها أن الهجوم ناجم عن خلافات حول إدارة الشؤون المالية في المطار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد