الجيش السوري من جنوب دمشق إلى جنوب سوريا.. لماذا نبش المسلحون فيه قبور شهداء الثورة ؟
بعد أن حرر الجيش السوري ومعه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” القيادة العامة” و”لواء القدس ” الذي شكل من أبناء مخيمات حلب الذي ساهم في منع سقوطها طوال سنوات الحرب، وساهم في منع سقوط مطار حلب ومن ثم تحرير مدينة حلب.
تتجه أنظار الاجئين الفلسطينين إلى العودة إلى عاصمة الشتات الفلسطيني وخزان الثورة الفلسطينية “مخيم اليرموك ” لكن هذه العودة لا تبدو أنها فورية ، فكما علمنا من مصادر في العاصمة السورية أن نسبة التدمير في أحباء المخيم كبيرة جدا تتجاوز 70 بالمئة. ما يعني أن المخيم بحاجة إلى إعادة إعمار يتمكن أبناء المخيم من العودة إليه.
وبدأت فعليا الاتصالات بين الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وسفارة فلسطين في دمشق ورئاسة هيئة وتشغيل الاجئين( الانوروا ) والحكومة السورية لانجاز معالجة سريعة للاضرار وتمكين الاجئين من العودة إلى بيوتهم.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كريس غانيس، إن “اليرموك اليوم غارق في الدمار، ويكاد لم يسلم أي منزل من الدمار”، مضيفًا أن “منظومة الصحة العامة، المياه، الكهرباء والخدمات الأساسية كلها تضررت بشكل كبير”.
وبلغ عدد الاجئين الفلسطينين الذين يقطنون المخيم عام 2011 قبل اندلاع الأحداث في سوريا حوالي 170 ألفا يضاف إليهم إعداد مماثلة لهذا الرقم من السوريين . حيث شكل المخيم قبل هذا التاريخ مركز نشاط تجاري وعمراني مهم ملاصق للعاصمة دمشق.
وبرغم الدمار ومؤشرات عدم إمكانية العودة السريعة الفلسطينيين الى مخيمهم إلا أن ثمة أفكار يتم تداولها الآن لإبراز الارتباط الكبير بين الاجئين واليرموك، وفي هذا الصدد قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة “أنور رجا” أن الجبهة بصدد بحث مجموعة من النشاطات والفعليات داخل المخيم خلال الأيام المقبلة . لتأكيد عودة الدور الوطني والنضالي لمخيم اليرموك ولو رمزيا.
وقال رجا أن الجبهة ندرس إمكانية أن أحياء “يوم القدس العالمي” في آخر جمعة من رمضان داخل المخيم كما كان سابقا طوال السنوات ما قبل الأزمة ، كما تدرس كذلك إمكانية عودة التقليد السنوي بزيارة الفصائل وأبناء المخيم وأسر الشهداء لمقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في أول أيام عيد الفطر.
وعن مقبرة الشهداء داخل المخيم والتي يعود تاريخ انشاؤها إلى منتصف الخمسينات من القرن الماضي والتي ضمنت رفات مئات القادة و الرموز الوطنية وعشرات الآلاف الشهداء خلال مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة فإن مصادر أفادت أن المسلحين نبشوا هذه الاضرحة واخرجوا رفات الشهداء و عبثوا بالقبور. واستغربت مصادر قيادية فلسطينية هذا العمل الشنيع الذي لايخدم إلا إسرائيل، وتعهدت هذه المصادر بإعادة الاعتبار إلى هذه المقبرة باعتبارها جزءا من تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله.
وعلمنا من مصادرها في دمشق بأن تحرير جنوب العاصمة دمشق لن يوقف عمليات الحسم الميداني، وأضافت المصادر أن وجة الجيش السوري المقبلة ستكون محافظة درعا، وكان الجيش السوري قد ألقى على مدار أربعة أيام مناشير فوق المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة في محافظة درعا، طالب فيها هذه المجموعات بإلقاء السلاح وترجيح لغة العقل وحقن الدماء. واضافت المصادر أن وحدات قتالية وعتاد للجيش السوري انتقل من محيط دمشق إلى الجنوب السوري تمهيدا لفتح معركة تحرير الجنوب . وتكتسب معارك الجنوب السوري خصوصية كبيرة، إذ أن درعا ومحيطها يلاصق الحدود الأردنية وكذلك الحدود مع فلسطين المحتلة، وهذا يعني أن العامل الاسرائيلي و الاردني سيكون حاضرا.وكانت تل أبيب قد حذرت مرارا من اقتراب عناصر حزب الله أو قوات موالية لإيران من الحدود، ولكن حتى اللحظة لا يبدو أن هناك مشاركة لحزب الله في معارك الجنوب السوري، وبانتظار ساعة الصفر لانطلاق العملية لتتضح معالم الأدوار ومصير جنوب سوريا، بعد حسم مصير جنوب العاصمة قبل أيام.
كمال خلف- راي اليوم
إضافة تعليق جديد