الجيش السوري يتقدم في معركة السويداء والعين على قاعدة التنف
التطورات في سوريا حثيثة الخطى نحو إنجاز النصر التام على الارهاب، فالسويداء لملمت جراحها التي أصابها بها الارهاب، واكد الجيش السوري ان هذه المحافظة وريفها والبادية لن يبق فيها اي إرهابي.
وعلى وقع المعارك الدائرة في بادية السويداء، ينطلق الجيش السوري في عملياته العسكرية من 5 محاور، لاجتثاث "داعش" بشكل نهائي من بادية السويداء الشرقية، بجبهة نارية عرضها 75 كلم، من الخط الحربي مع الأردن قرب بلدة ملح جنوباً، إلى المحور الأول وهو محور القصر الساقية، وعلى المحور الثاني الجنينة رضيمة شرقية، وكلاهما شمال شرق السويداء، أما الثالث فهو العجيلات الغيضة شرق السويداء، على حين أن الرابع والخامس: هما بوسان السعنا، وقيصما خربة الدبينة تل قبارة جنوب شرق السويداء.
تقدمت قوات الجيش السوري من المحاور الخمسة وبسطت سيطرتها على عمق تجاوز 40 كيلومتراً، هذا التقدم بالتفاصيل جاء على محور رضيمة الشرقية حيث تقدمت القوات مسافة 8 كم باتجاه ارض منطقة الكراع، اما الوحدات العسكرية على محور رامي تقدمت مسافة 5كم شرق بئر الرصيعي وسيطرت على ارض الرصيعي وتلول الزبليات وارض رجم الدبس، وتابعت تقدمها باتجاه الزلف، وبمسار مواز تقدمت الوحدات ايضاً على محور دوما باتجاه مهرة راشد وتل سليم اللحف وتتابع تقدمها باتجاه تلول الصفا وطهرت منطقة مهرة راشد، اما وحدات الجيش على محور الاصفر كان انجزها سريعا حيث تقدمت باتجاه شمال بير الحصا ب 2 كم واستمرت في التقدم الى ما بعد خربة الامباشي والهيبرية.
يحرص الجيش السوري على قطع طرق امداد "داعش" من مخيم الركبان وقاعدة التنف، وفصلها جغرافيا عنهامعارك المساحات الصحراوية المفتوحة تلك التي تدور في بادية السويداء، هي محور مفصلي في الحرب على الارهاب وانهاء وجود "داعش" المتصل بقاعدة التنف الامريكية، وهذه المعارك جاءت سريعة نتيجة توفر بنك اهداف لدى الجيش السوري، ومعلومات رصد عن تحركات تنظيم "داعش" وتجميعه لمسلحيه من جديد في تلك المنطقة، كون هذه البادية تمتد من ريف السويداء والحدود الاردنية، حتى الحدود العراقية شرقاً، والتي تعتبر من اعقد التضاريس الجغرافية في المعارك التي يخوضها الجيش، نظرا لوجود وديان وتلال بركانية وسهول منبسطة مليئة بالصخور والتجاويف التي تسمح لـ"داعش" بالاختباء والاختفاء ونصب الكمائن والاشراك، واتباع اسلوب الاغارة وهذا ما استدعى من الجيش السوري التثبيت الليلي واتباع اسلوب القصف الناري المستمر، وعدم توقف العمليات، مع جهد هندسي واضح لوحدات الهندسة لإزالة الالغام التي تزرعها "داعش" على طرق امداد الجيش، بعد الادراك الكامل لاسلوب "داعش" في تلك المنطقة واستغلالها للطبيعة الجغرافية للمنطقة وامتداد المناطق الصحراوية وصعوبة الرؤية في مناطق الوديان، إضافة الى ذلك حرص الجيش السوري على قطع طرق امداد "داعش" من مخيم الركبان وقاعدة التنف، وفصلها جغرافيا عنها.
وبالعلم العسكري تعتبر طرق الامداد لأي قوة عسكرية متقدمة هو نصف المعركة، هذا الامر استدعى من الجيش السوري للتعامل مع طرق امداده في قلب صحراء مترامية بطريقة مختلفة، وحماية طرق امداده والممتدة لمسافات طويلة، وتجنب الوقوع بكمائن واشراك "داعش"، ما يضمن استمرار القوات على خمس محاور متزامنة ضمن تنسيق عال، تكتيك يعتمد فيه الجيش مبدأ خلق الظروف الميدانية الملائمة لبدء العمليات الواسعة، من خلال الهجوم على "داعش" في عدة جبهات، وتشكيل قوس انتشار واسع يمنع تلك المجموعات من الاقتراب من اطراف ريف السويداء وريف دمشق وقاعدة التنف ومخيم الركبان، وهذا يؤسس الى انهاك تلك المجموعات وإفقادها القدرة على التنسيق فيما بينها والمناورة العسكرية، بالطبع كل ذلك يتكامل مع وجود امكانيات استطلاع دقيقة للجيش، مع قدرة على الملاحقة الالكترونية للهواتف واجهزة الاتصالات، ومعلومات استخباراتية دقيقة تصل من جنود على الارض، كان الجيش قد زرعهم داخل تلك المنطقة.
إن عملية إنهاء "داعش" في ريف السويداء تأتي في اطار قرار حاسم لدى القيادة السورية، لاقفال هذا الملف، ضمن عمليات عسكرية تواجه فيها جماعات ارهابية مدعومة من قبل قاعدة التنف، وتتحرك في صحراء شاسعة تمتد من حدود السويداء الشرقية حتى اطرف دير الزور والبوكمال.
العهد -حسين مرتضى
إضافة تعليق جديد