الجيش اللبناني يحاصر المجموعات الإرهابية داخل الأسواق في مدينة طرابلس
يواصل الجيش اللبناني محاصرة المجموعات الإرهابية المسلحة ومنها مجموعات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في طرابلس شمال لبنان في الأسواق الداخلية للمدينة.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن حدة المواجهات بين عناصر الجيش اللبناني والمسلحين المنتشرين داخل الأسواق القديمة في طرابلس قد ارتفعت وسمع دوي أكثر من 12 قذيفة صاروخية إضافة إلى الرشقات النارية الغزيرة من أسلحة خفيفة ومتوسطة ولاسيما في السوق العريض وسوق النحاسين.
وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع استمرار الاشتباكات عدة أيام نظرا للطبيعة العمرانية للمنطقة والتي هي عبارة عن عمارة مملوكية قديمة في داخلها أقنية ودهاليز ما يصعب حسم المعركة سريعا ولاسيما أن الجيش اللبناني حريص على عدم وقوع إصابات في صفوف السكان المدنيين.
وأضافت أن المجموعة الإرهابية حاولت طلب المساعدة من مجموعات أخرى تابعة لـ جبهة النصرة لكنها لم تلق أي تجاوب أو دعم موضحة أن الجيش اللبناني مصر على متابعة المعركة حتى القضاء على هذه المجموعة الإرهابية نهائيا.
وأكدت الوكالة أن الجيش اللبناني أحكم الطوق على المسلحين ويعمل على تضييق الخناق عليهم وأدت الاشتباكات منذ ليل أمس وحتى اللحظة إلى إصابة 9 عسكريين بينهم ملازم أول إصاباتهم طفيفة و4 مدنيين بينهم مصور صحفي.
وكان ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني أصيبوا الليلة الماضية في تجدد الاشتباكات بين الجيش وإرهابيين في أسواق وأحياء طرابلس شمال لبنان.
وكان الجبش اللبناني بدأ الليلة الماضية عملية عسكرية لمطاردة وملاحقة الإرهابيين في طرابلس.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن نحو 50 مسلحا على الأقل قاموا بالاعتداء على مواقع الجيش في مدينة طرابلس وراحوا يفرون في اتجاهات متعددة لتشتيت القوات التي كانت تطاردهم ما دفع الجيش إلى إقفال عدد من الطرق ما حال دون تمكنهم من الاستعانة بمسلحين آخرين مؤكدة أن هذه التحركات تشير إلى “أن تفجير الوضع كان معدا سلفا”.
وأوضحت أن الاشتباكات بين الجيش اللبناني والإرهابيين جرت في الأسواق الداخلية القديمة فيما القيت عدة قنابل في مناطق القبة والملولة ومحرم حيث استطاع عناصر الجيش تطويق الأسواق الداخلية من كل الجهات واستقدم تعزيزات إلى المنطقة وعمل على حصر المسلحين ومطاردتهم.
وقام عدد من المسلحين بالدخول إلى كنيسة السريان الكائنة في شارع الكنائس في الزاهرية التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن منطقة الأسواق القديمة والتحصن فيها حيث قام الجيش بفرض طوق أمني حولها.
ولفتت المعلومات الواردة إلى أن ضابطا برتبة ملازم أول وخمسة عسكريين ومدنيين اثنين أصيبوا في الاشتباكات التي بدأت ليل أمس مع الإرهابيين في شوارع واحياء طرابلس والأسواق الداخلية كما أصيب مصور صحفي بشظية في يده بينما كان يلتقط الصور عند مدخل الأسواق في طرابلس حيث سقطت قذيفة إلى جانبه نقل على أثرها إلى المستشفى للمعالجة.
وتشير آخر المعلومات إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين إرهابيين وعناصر الجيش اللبناني في الأسواق الداخلية لمدينة طرابلس وتحديدا سوق العريض وسوق النحاسين ومنطقة التربيعة وباب الحديد وخان العسكر حيث تعمل وحدات الجيش اللبناني على محاصرتهم داخل الأسواق وتضييق الخناق عليهم بعدما استقدمت تعزيزات للمنطقة وقطعت كل الطرق المؤدية إلى الأسواق.
بدورها قالت صحيفة الأخبار إن الوضع الأمني انفجر على نحو خطير في طرابلس مساء أمس بعد أقل من 48 ساعة على الضربة الأمنية الاستباقية التي وجهها الجيش لخلية بلدة عاصون في الضنية وإلقائه القبض على أحمد سليم الميقاتي الرأس المدبر للخلية المرتبطة بتنظيم /داعش/ الإرهابي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وزارية لبنانية قولها إن “من يقود هذا التمرد هم المسلحون التابعون لـ /جبهة النصرة/ و/داعش/ وبعض القوى المحلية السلفية” موضحة أن الجيش اللبناني كان يتوقع حدوث اعتداءات عليه بعد عملية عاصون أول من أمس.
وأكدت المصادر أن “المسكنات لم تعد تنفع في طرابلس حيث نحتاج إلى عملية أمنية واسعة لإنهاء هذا الوضع” مشددة على “وجود قرار لدى قيادة الجيش والسلطة السياسية لتخليص المدينة من المظاهر المسلحة وعن بدء الإعداد لهذه العملية”.
وأشارت المصادر إلى أن “التحقيقات بشأن خلية عاصون أظهرت وجود تواصل بين الموقوف الميقاتي وعضو كتلة تيار المستقبل النائب اللبناني خالد ضاهر الذي أسهم في تشجيع عمليات الفرار من الجيش اللبناني”.
واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن “اشتباكات أمس في طرابلس تهدف في الأساس إلى الاصطدام بالجيش بعد حملة منظمة من التحريض عليه وإجباره على الخروج من المدينة أو من بعض أنحائها تمهيدا لسيطرة تنظيمات ارهابية على طرابلس وتحويلها إلى قاعدة لهم” مرجحة أن “تشهد الساعات والأيام المقبلة سخونة أمنية لافتة”.
ومن جهتها كشفت مصادر لبنانية عن أن “التحرك المسلح ضد الجيش اللبناني في طرابلس بدأ بعد صلاة الجمعة بعد دعوة عدد من متزعمي التيار السلفي إلى العصيان المسلح ضد الجيش اللبناني وإلقائهم خطبا نارية تضمنت تحريضا على الجيش اللبناني”.
وكان عدد من المسلحين المقنعين انتشروا في الأسواق الداخلية في طرابلس بعد ظهر امس وحمل بعضهم أسلحة صاروخية ورشاشات متوسطة وقاموا مساء باستهداف دورية للجيش قرب خان العسكر داخل منطقة الأسواق القديمة خلال قيام الجيش بعملية دهم في المنطقة بحثا عن مطلوبين ليتطور الاعتداء إلى اشتباكات عنيفة امتدت خلال أقل من نصف ساعة لتشمل معظم منطقة الأسواق من السويقة إلى أسواق البازركان والنحاسين والكندرجية والسوق العريض وخان الخياطين والسرايا العتيقة وسوق الصاغة والتربيعة.
وفي سياق متصل قالت صحيفة البناء اللبنانية إن الجيش اللبناني ألقى القبض مساء أمس على الإرهابي أحمد محمد شهاب وهو سوري الجنسية من مدينة القصير والمعروف بانتمائه إلى التنظيمات الإرهابية التي خطفت الجنود اللبنانيين في عرسال الشهر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أنه تم توقيف شهاب على حاجز ضهر البيدر عندما تم التعرف عليه من قبل أحد الذين كانوا ضمن الجنود والشرطة اللبنانيين المخطوفين.
وبحسب المعلومات المتوافرة اعترف شهاب بالمشاركة بخطف الجنود اللبنانيين واقتيد إلى وزارة الدفاع للتحقيق معه.
ووفقا لمصادر أمنية فإن شهاب كان في بيروت وكان يحمل بطاقة هوية لبنانية مزورة عند توقيفه.
يذكر أن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية بدات منذ فترة حملة أمنية واسعة ضد التنظيمات والخلايا الارهابية في مختلف المناطق اللبنانية حيث تمكنت أول أمس بعد مداهمة منزل فى منطقة الضنية شمال لبنان من القضاء على ثلاثة ارهابيين والقاء القبض على رابع انشأ خلايا مرتبطة بتنظيم /داعش/ الارهابي في المنطقة و خطط لتنفيذ أعمال إرهابية عدة.
وكالات
إضافة تعليق جديد