الجيش والأكراد يخنقون «داعش» في احسكة والمياه تعود إلى حلب

20-07-2015

الجيش والأكراد يخنقون «داعش» في احسكة والمياه تعود إلى حلب

بعد شهر من الظمأ عاشته مدينة حلب، جاء عيد الفطر حاملاً معه «عيدية» لأبناء المدينة، عبر إعادة وصل التيار الكهربائي وضخ المياه في أنابيب المدينة التي كاد يأكلها الصدأ، في وقت نجح فيه الجيش السوري والوحدات الكردية من إطباق الحصار على مسلحي «داعش» الذين تسللوا إلى عدد من أحياء الحسكة قبل نحو شهر تمهيدا لاستعادة كامل مدينة الحسكة.
وقال مصدر عسكري، لوكالة «سانا» إن «وحدة من الجيش قضت، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، على 20 إرهابياً على الأقل خلال عملية نوعية نفذتها في مدينة الزبداني»، موضحاً أن «الإرهابيين كانوا يحاولون الفرار من الزبداني». وأضاف: «كانت وحدة من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية نصبت أمس (الأول) كمينا محكما للإرهابيين في مدينة الزبداني أسفر عن مقتل 40 إرهابيا على الأقل وإصابة آخرين».
وزار رئيس هيئة الأركان العماد علي عبد الله المنطقة الجنوبية لتهنئة الجنود بعيد الفطر، مثمنا «الجهود التي يبذلونها  والنجاحات التي يحققونها في التصدي للمجموعات الإرهابية وملاحقة فلولها».
ففي حلب، التي أنهكها العطش خلال رمضان، بعد أن تعرضت محولات الكهرباء لأضرار بالغة في منطقة الزربة خلال استهداف فصائل مسلحة للمحولات أثناء محاولة اجتياح المدينة بداية رمضان، نجحت وساطات أهلية في إعادة وصل التيار الكهربائي للمدينة وتغذية محطات ضخ المياه في حي سليمان الحلبي الخاضع لسيطرة «جبهة النصرة»، الأمر الذي أعاد الحياة للمدينة.
وقال مصدر أهلي إن الوساطات تركزت حول تشغيل المحطة الحرارية، الواقعة شرق مدينة حلب تحت سيطرة تنظيم «داعش»، حيث أفلحت الوساطات بتشغيل المحطة، قبل أن تتوقف بسبب عطل تقني، الأمر الذي دفع للبحث عن بدائل أخرى، تمثلت بإعادة تفعيل خط الزربة، حيث تولت «مبادرة أهالي حلب» الوساطات لإصلاح الأعطال، لتنتهي الجهود بعودة التيار الكهربائي، ومعه مياه الشرب.
وفي السياق ذاته، اتهم مصدر أهلي «جبهة النصرة» بافتعال أزمتي الكهرباء والمياه في حلب بهدف استجرار الوقود للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، والتي تعيش في ظل أزمة وقود جراء منع «داعش» وصول الوقود إلى تلك المناطق، موضحا أن «جبهة النصرة جلبت في الأيام الأولى كميات كبيرة من المازوت عن طريق المنظمات الدولية بحجة تشغيل مولدات الكهرباء لضخ مياه الشرب، فقامت بتشغيل المضخات بضع ساعات قبل أن توقفها، وتستفيد من الوقود الذي تم إدخاله للمحطة لاستعمالاتها الشخصية».
إلى ذلك، نجح الجيش السوري، والوحدات الكردية، في إحكام الطوق حول مواقع تمركز مسلحي «داعش» داخل أحياء الحسكة التي يسيطر عليها التنظيم، وذلك عن طريق تقسيم جبهات القتال، حيث تولى الجيش السوري المحور الشمالي، في حين تولت الوحدات الكردية الجبهة الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى قطع طرق الإمداد على مسلحي «داعش»، الذين باتوا محاصرين داخل الأحياء التي يسيطرون عليها.
وكان التكفيريون تسللوا إلى حي غويران بعد أن سيطروا على أحياء النشوة والشريعة ومحيطها في جنوب المدينة، وتمكن الجيش السوري من إخراجهم من غويران والنشوة الشرقية بعد معارك عنيفة، استخدم خلالها مسلحو التنظيم عددا كبيرا من المفخخات بعد استقدامه تعزيزات من مدينة الشدادي التي يسيطر عليها.
وفي هذا السياق، قال مصدر ميداني إن العملية العسكرية المشتركة التي نفذها الجيش السوري والقوات الكردية جاءت بعد اتفاق موسع بين الطرفين، تم بموجبه تزويد الوحدات الكردية بآليات وأسلحة ثقيلة، الأمر الذي ساهم بانجاز الطوق بسرعة، موضحاً أن حيي النشوة الغربية والزهور أصبحا بمتناول يد الجيش، إلا أن قيام مسلحي «داعش» بزرع الألغام وتفخيخ المباني سيبطئ من تقدمه.
وعلى الرغم من تأكيد المصادر العسكرية والميدانية الاتفاق مع الوحدات الكردية، فإن القيادات الكردية تنفي توقيع أي اتفاق، كما تنفي التزود بأية أسلحة، الأمر الذي أعاده المصدر العسكري إلى «خشية الأكراد من توقف الدعم الأميركي لهم عن طريق طائرات التحالف والإسناد الجوي في حربهم ضد داعش في حال أقروا بالاتفاق».
وفي حمص، وسط سوريا، هدأت وتيرة الاشتباكات بعد التقدم الكبير للجيش إلى تخوم مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها «داعش»، حيث انحصرت الاشتباكات خلال اليومين الماضيين في منطقة المثلث بعد أن سيطر الجيش على قصر الحير الغربي وجبل أبو طوالة، في حين دمرت مدفعية الجيش سيارة للمسلحين شمال شرق جبل شاعر في البادية. وزار وزيرا النفط والكهرباء معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى بعد أن فجر المسلحون خط غاز يمر عبر منطقة حنورة للمرة الثالثة خلال أسبوعين.
وفي سياق متصل، قال مصدر ميداني إن وحدة من قوات «الدفاع الوطني» دمرت سيارة تقل مسلحين في قرية عين عيسى في ريف حمص الشرقي، الأمر الذي أدى إلى مقتل قائد في فصيل «أحفاد عثمان»، وهو ضابط منشق، في حين هدأت وتيرة الاشتباكات في محيط مطار «تي فور» العسكري، بعد أن كثف الجيش السوري استهداف تحركات مسلحي «داعش» في المنطقة.
وفي اللاذقية، تمكن الجيش السوري والفصائل التي تؤازره من السيطرة على نقاط وتلال إستراتيجية عدة في الريف الشمالي، بعد عملية عسكرية، وصفها مصدر عسكري، بأنها مباغتة، انتهت بالسيطرة على بيت زيفا ـ جبل السنديان ـ تلة الخضر.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...