الجيش يستوعب خسارة تدمر ... ويحصّن «مطار T4»
سادت حالة من التخبّط الشارع السوري، إثر سقوط مدينة تدمر في يد تنظيم «داعش» للمرة الثانية، بين من يلوم الحلفاء الروس وطائراتهم التي لم تتدخل إلا متأخرة، ومن يستهجن السيناريو «المستهلك والمكشوف» لسقوط المدينة وما حولها من حقول نفط وغاز استراتيجية.
ومع تقاذف التحليلات حول من يتحمّل المسؤولية عن هذه الخسارة العسكرية، يقول أحد العسكريين في المنطقة إن «آلاف المسلحين هاجموا المحور الشمالي لتمركز قواتنا، غربي تدمر»، وهو ما دفع بالجنود إلى الانسحاب تحت وطأة الإصابات والضغط العنيف لمقاتلي التنظيم المتقدمين.
يشرح أحد المصادر العسكرية أن «ضعف الرصد ولّد حالة من التخبّط، الذي طال حتى استوعبت القوات الهجوم المفاجئ وبدأت تحاول تخفيف الخسائر». النتائج قاسية، بحسب المصدر العسكري، في ظل وجود عدد من الشهداء والمصابين والمفقودين، إضافة إلى خسارة نقاط محورية، ستضاعف صعوبة بدء عملية عسكرية سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وعلى خلاف ما أشيع من أخبار، أكدت مصادر ميدانية أن حركة الإقلاع والهبوط في «مطار T4» العسكري طبيعية، ونفت بشكل كامل إمكان تحقيق «داعش» إصابات لطائرات متوقفة داخل حرم المطار.
وعلى الرغم من وصول مسلحي التنظيم إلى كتيبة الدفاع الجوي، شمال طريق T4 ــ الفرقلس، غير أن قوات الجيش وحلفائه لا تزال متمركزة في محيط سد أبو قلة، شمال المطار العسكري. وتتابع المصادر الميدانية أن قوات الجيش استطاعت تأمين خط دفاعي يبعد عن المطار مسافة 7 كلم من الشرق، مع استمرار فتح طريق المطار، باتجاه الفرقلس على عكس ما يشاع عن حصار للمطار، وإغلاق الطريق المؤدي إليه، الأمر الذي يُفشل مخطط «داعش» في إحداث خرق، شرقي المطار، ويسد الثغر ويحصّن نقاط ضعف الجيش في المنطقة، حسب تعبير المصادر. وبحسب المصادر أيضاً، فإن انسحاب قوات الجيش من قرى الباردة ومهرطان وتلة السيرياتل، يقابله تمركز للقوات السورية في قصر الحير، إلى الجنوب من المطار العسكري، ما يؤمن بوابة المطار الجنوبية، ويكشف هذه القرى أمام مدفعية الجيش.
العسكريون في المنطقة وضعوا خططهم العسكرية بناءً على بنك الأهداف المحددة لدى «داعش»، إذ توضح محاولات الهجوم الأخيرة أن هدف التنظيم الأول «مطار T4» العسكري، الذي يبعد عن مدينة حمص 90 كلم شرقاً، وعن مدينة تدمر 50 كلم غرباً، ما يعني شلّ دفاعات الجيش وإبطال سيطرته النارية على المنطقة. وهو ما يوضح أهداف التنظيم على المدى الأبعد، بإقامة خط هجومي يصل إلى القريتين، أقصى جنوب حمص، تكون وظيفته الضغط على مدينة حسياء الصناعية، ما يكفل وصوله إلى الأوتوستراد الدولي ومنطقة القلمون، وحتى سلسلة الجبال الغربية الواصلة إلى عرسال اللبنانية.
أهداف التنظيم الواضحة تسهّل، بحسب العسكريين، وضع خطط سريعة، بما يتناسب مع تحركات العدو المتوقعة، لكن المشكلة تكمن في سرعة اتخاذ القرار بالتحرك. أحوال الطقس التي تنبئ بمنخفض جوي يزور المنطقة اليوم، «لا تبشّر بالخير» بالنسبة إلى القوات السورية، إذ إن المرجّح إغلاق المطارات بالكامل، ومنع الطائرات من المشاركة في عمليات الجيش وحلفائه. وعلى الرغم من ذلك، فإن المصادر تؤكد أن إرادة القتال لدى الجيش السوري باتت أقوى، بهدف دفع الخطر المتسارع لمسلحي التنظيم على الوجود السوري، ومنعهم من تحقيق أهدافهم.
مرح ماشي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد