الحلو أسعاره علقم .. ألبسة الأطفال ممنوع اللبس للفقراء والحلويات «شوف ولا تذوق»
عشية عيد الفطر السعيد تضرب آلاف الأسر السورية الأخماس بالأسداس نتيجة ضيق ذات اليد أمام «التغول» المرعب في الأسعار والذي فاق كل توقع. ارتفاع أسعار المحروقات وصل إلى رفوف محلات الألبسة قبل أن يصل إلى المكنات التي صنعتها. استغلال وجشع ما بعده جشع. وجهات «تصريف الأعمال» مشغولة بتدبير أمورها في التجديد أو ربما في ضبضبة الأوراق قبل الرحيل. الأطفال وعدهم أهاليهم على مدى شهر رمضان وربما قبله بكثير بثياب جديدة على العيد. في المرة الأولى تجولت الأمهات في الأسواق التي تعتقد أن أسعارها مناسبة لما تدخره الأم لعيد أطفالها وعبثا تحاول ذلك وتعيد الكرة في جولات أخرى ربما تجد ما يناسب ما يتوفر في جيبها من مال ويحقق أحلام صغارها في جديد العيد.
رصدنا الأسعار يوم أمس في بداية أسبوع العيد في عدد من أسواق دمشق وحصلنا على النتيجة التالية: البداية من سوق الحميدية لأننا تجاوزنا الصالحية والحمراء وأبو رمانة لأننا ندرك أن محلاتها تعرض بضائع لزبائن محددين أغلب الشعب ليس منهم. في الحميدية قلة من المشترين وكثير من المتفرجين. أم نعيم قالت: والله يا ابني الأسعار نار كنا نتوقع الأسعار مرتفعة لكن ليس بهذا الشكل ثوب لطفلة عمرها 8 سنوات قيمته 7 آلاف ليرة والحذاء الذي كان سعره 700 ليرة في العام الماضي اليوم 3000 ليرة وأغلب البضاعة قديمة من السنة الماضية وكل الباعة متفقون علينا..؟! أبو حسام بائع في الحميدية قال: المشكلة أن المواطن يعتقد أن البائع هو الذي يرفع السعر، والحقيقة أننا نشتري البضاعة بسعر مرتفع ونضطر لرفع الأسعار وهذا لا يرضينا لكن ليس باليد حيلة. تماضر قالت: عندي 5 أطفال حتى الآن لم اشتر لهم أي شيء وذهبت إلى سوق «البالة» وأسعارها مرتفعة مثل السوق العادي، كسوة الطفل الواحد تحتاج في الحد الأدنى 10 آلاف ليرة سورية. في الحريقة دخلنا إلى محلات الجملة وأكد لنا عدد من التجار ومنهم صناعيون أن الأسعار ارتفعت نتيجة ارتفاع سعر الصرف وارتفاع الرواتب وغلاء المعيشة وحوامل الطاقة كل ذلك تسبب في ارتفاع أسعار الألبسة.
أما بالنسبة للحلويات كأحد مستلزمات العيد فحدث ولا حرج عن أسعارها فهي أكثر من كاوية لدرجة أن أبو محمد صاحب أحد محال الحلويات في سوق الميدان أكد أن أغلب الناس يمرون وينظرون إلى صفوف الحلويات «شذراً» ندعوهم كعادتنا للتذوق مجانا «طبعا بعد الإفطار» فيرفضون. أصحاب محلات الحلويات يبررون هذا الارتفاع المرعب بأن كل أسعار مكونات الحلويات ارتفعت، السكر أصبح بـ500 ليرة والطحين بـ250 ليرة والفستق الحلبي بـ15 آلاف ليرة والجوز بـ10 آلاف ليرة وكل شيء ارتفع حتى الكهرباء وكل مستلزمات المهنة. الغريبة 2500 ليرة البرازق 3000 ليرة سوار الست 3000 ليرة المبرومة حسب النوع والجيد منها 7000 ليرة وهكذا حال الأسعار في أغلب الأسواق في دمشق وقد تختلف من محافظة إلى أخرى وأرخصها كانت في حماة نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد