"الحياة" تقرأ في الفنجان ما دار بين الأسد وكوفي أنان
الجمل: نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية تقريراً سياسياً في عددها الصادر اليوم الأثنين، كشفت فيه عن تفاصيل بعض ما جرى خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والوفد المرافق، أخذت تارة شكل التسريبات وتارة أخرى أخذت شكل التكهنات أو القراءة في الفنجان، إذ خلا التقرير من ذكر لمصدر تلك المعلومات فيما إذا كان مصدراً مسؤولاً أو مقرباً أو حتى مطلعاً، ما يؤكد أن مصدرها غير سوري، حيث قالت "الحياة": أن التصريحات السورية التي أعقبت مغادرة الوفد الأممي دمشق، ربطت تطبيق هذه الإجراءات التي تمت الموافقة عليها معه بخصوص القرار 1701 بتوقيت لاحق، كمثل القول "إن الموافقة السورية على ترسيم (أو تحديد) الحدود تستند إلى ما سبق أن أبلغته سورية لبنان رسمياً، أي بدء الترسيم من الشمال، وصولاً إلى مزارع شبعا، أو أن إقامة العلاقات الديبلوماسية مرتبط بتحسن الأجواء بين البلدين".
وتابعت " الحياة" وجد أعضاء في الوفد الدولي في التصريحات السورية ما يوحي بأن ما أبلغته دمشق من تعاون مع الأمم المتحدة بناء لطلب أنان، "مشروط، وليس قابلاً للتنفيذ في القريب المنظور"، خصوصاً أن الأجوبة الإيجابية المبدئية، هي تكرار لمواقف سابقة من جانبها حيال قرارات مؤتمر الحوار الوطني التي بقيت حبراً على ورق.
وتكهنت "الحياة" بفراستها السياسية: أن الوفد الدولي المرافق لأنان أبدى "حذراً ضمنياً وغير علني" إزاء الأجوبة السورية، فإن الأخير أراد تسجيل الإعلان السوري المبدئي عن التعاون في تنفيذ القرار الدولي، في تصريحاته، لاعتقاده بأنه بهذه الطريقة يشجع المسؤولين السوريين على التجاوب مع المطالب الدولية. فالجواب السوري حول صيغة التعاون في ما يخص منع تسرب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية – السورية ذكّر بعض أعضاء الوفد بالجواب السوري نفسه منذ عام 2003 حول التعاون لوقف تسريب المقاتلين عبر الحدود العراقية – السورية !! إذ كانت دمشق تتحدث عن زيادة قواتها على الحدود وحاجتها إلى تعاون مع الجهة المقابلة (الأميركيين) والى أجهزة مراقبة. وعلى رغم ذلك فإن المشكلة استمرت إلى أن تراجعت قبل أشهر قليلة!!.
وأكدت "الحياة" أن بعض وقائع اجتماعات أنان مع المسؤولين السوريين أظهرت بعض التشدد من جانبهم في التعاطي مع الموضوع اللبناني، على رغم «الديبلوماسية» التي لاحظها الدوليون في سلوك وزير الخارجية وليد المعلم و «عقلانيته».
ومن هذه الوقائع يمكن ذكر الآتي:
- إن الرئيس الأسد رفض اقتراحاً من أنان بعقد اجتماع بينه وبين رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، في حضوره، وفضل أن يكون اجتماعاً ثنائياً لبنانياً – سورياً من دون وجود الأمين العام للأمم المتحدة، حتى لا يقال «أنكم تراقبوننا».
- إن الرئيس السوري فضل، عند دعوة أنان له إلى تحديد جدول أعمال لاجتماعه الذي أبدى استعداداً لعقده مع السنيورة، إبقاء جدول الأعمال مفتوحاً، وعدم حصر المواضيع القابلة للبحث.
- أن تقويم الجانب السوري هو أن الرئيس السنيورة كان يمكن أن يزور دمشق بناء لاستعداد الأسد منذ مدة لاستقباله حيث عرض الجانب السوري كيف سبق له أن وجه الدعوة إليه مؤكداً أن أبواب دمشق مفتوحة له، لكن ما يمنعه من ذلك هو موقف سلبي من زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط. حتى أن الوزير المعلم رأى أن السنيورة كرئيس للحكومة عليه أن يفصل قيادته ودوره عن مواقف الحريري وجنبلاط حيال سورية.
وأفادت "الحياة" أن الدوليون لاحظوا أن الالتزامات التي أعلن أنان في ختام زيارته دمشق عن أنها ستتعاون لتنفيذها، في شأن الوضع اللبناني (إقامة العلاقات الديبلوماسية – ترسيم الحدود – اجراءات منع تسرب السلاح عبر الحدود والتعاون في تنفيذ الـ1701...) لم تقترن بجدول زمني للإجراءات وبالتالي هي متروكة من دون توقيت لترجمتها العملية.
وتنقل "الحياة" عن المرافقين لأنان، تفسيرهم لحرص الأسد على إبراز الجوانب الإيجابية من التزام سورية التعاون في القرار 1701، على رغم الأسئلة المطروحة حول كيفية ترجمة هذه الجوانب بعوامل عدة، منها:
- إن انفتاح أنان على دمشق وزيارته إياها، الذي نظر إليه الجانب السوري بارتياح يفترض أن يقابله تعاون إيجابي من جانبه، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، بحيث تسلف سورية الأمم المتحدة بعض المواقف، في مقابل عدم اعتمادها سياسة العزل الدولية والأميركية لدمشق.
- ان أنان أراد تسجيل الالتزامات التي حصل عليها من الأسد علناً، ليضمنها تقريره الى مجلس الأمن المنتظر في 11 الجاري، عن اقتراحاته للحل الدائم في الجنوب وفق القرار 1701. وبالتالي أراد البناء على ما أعلن لمراجعة دمشق لاحقاً بالتزاماتها.
- ان الأمين العام، على رغم الملاحظات في شأن بعض التشدد السوري، ما زال يرى أن في استطاعته اعتماد لغة الاقناع والحوار مع الدول التي هي في حال خلاف أو مواجهة مع المجتمع الدولي. ويقول الدوليون انه ربما يراهن على وعود ايجابية قد يكون حصل عليها في خلوته (50 دقيقة) مع الأسد والتي لم يطّلع على نتائجها الدوليون المرافقون له (كما يقولون).
- ان الجانب السوري أظهر موقفاً أقل سلبية تجاه السنيورة هذه المرة خلافاً لمواقفه السابقة على رغم مواقفه المتشددة تجاه غيره
الجمل
إضافة تعليق جديد