الدول الست تتفق على التحضير للعقوبات

اتفقت مجموعة الدول الست امس، على بدء العمل خلال ايام على مسودة قرار يشدد العقوبات المفروضة على طهران في مجلس الامن الدولي، وذلك عشية زيارة الى بكين يبدأها اليوم الخميس الأمين العام لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي، يجري خلالها محادثات نووية مع المسؤولين الصينيين.
وقال مصدر في لندن، ان ممثلين عن الدول الست اجروا محادثات «توصلوا خلالها الى اتفاق»، بمباركة بكين وموسكو، على بدء تحضير مسودة قرار عقوبات جديدة في مجلس الامن «خلال الايام القليلة المقبلة»، فيما ذكر البيت الابيض انه واثق من انه سيتمكن من العمل مع الصين «للتقدم بهذه المسألة».
ويبدأ جليلي اليوم في بكين «محادثات ثنائية ويبحث المسالة النووية» مع كبار المسؤولين الصينيين، بحسب ما اعلنت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية «ارنا». وسيعقد جليلي، وهو المسؤول عن الملف النووي، مؤتمراً صحافياً لتوضيح وجهات نظر ومواقف ايران حول القضايا الدولية والإقليمية والنووية. كما سيتفقد عددا من المراکز العلمية ويجري لقاءات ومحادثات مع الشخصيات العلمية وأصحاب الرأي في مراکز الدراسات والبحوث السياسية الصينية.
ولا تزال الصين، العضو الدائم في مجلس الامن الدولي وفي مجموعة الدول الست، تدعو الى الحوار مع طهران، خلافاً للقوى الغربية التي تعتبر ان الوقت قد حان لفرض عقوبات جديدة بغية الضغط على طهران من اجل تغيير سياستها النووية. وقد اصبحت بكين في 2009 الشريك الاقتصادي الرئيسي لإيران إثر أول عقوبات فرضها المجتمع الدولي تدريجياً على طهران.
وتأتي زيارة جليلي الى بكين بعد دعوة جديدة وجهها وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في كندا الى الأسرة الدولية من اجل اتخاذ إجراءات للضغط على ايران. كما تأتي الزيارة بعد قول الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يأمل بتبني عقوبات جديدة على طهران في غضون «بضعة أسابيع»، في وقت ذكر مسؤول اميركي ان الصين مستعدة لبحث عناصر العقوبات الجديدة المحتملة.
من جهة اخرى، نقلت قناة «إيه بي سي نيوز» الاميركية، عن مصادر مطلعة، أن العالم النووي الإيراني شهرام أميري، المفقود منذ حزيران الماضي، تمكن من الفرار في اطار عملية جرى التخطيط لها لفترة طويلة لتمكينه من مغادرة ايران والإقامة في الولايات المتحدة. وقالت عناصر من «وكالة الاستخبارات المركزية» للقناة، ان فرار اميري هو بمثابة انتصار للاستخبارات الاميركية.
وذكر تقرير «إيه بي سي» إن أميري، الباحث الجامعي متخصص في الفيزياء النووية الذي يعمل لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية، خضع لعملية استجواب مكثفة منذ انشقاقه، وانه ساعد في تأكيد تقديرات للاستخبارات الاميركية بشأن برنامج ايران النووي. واختفى أميري أثناء أداء العمرة في مكة المكرمة، بعد ثلاثة أشهر من كشف ايران النقاب عن وجود موقع ثان لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وفي كانون الاول الماضي اتهمت طهران السعودية بتسليم أميري، وهو في أوائل الثلاثينيات من العمر، الى الولايات المتحدة.

المصدر: وكالات