الرحيل غير المشرف من العراق
فرض التقرير الذي قدمه الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية في العراق وريان كروكر، سفير واشنطن في بغداد إلى الكونغرس، نفسه على صدر الصحف العربية الصادرة الثلاثاء، فعنت بنقل أبرز تفاصيله إلى جانب المقالات التحليلية التي حفلت بنقد جارح للسياسة الأمريكية في العراق ودعوتها إلى إعلان الهزيمة.
كما عنت صحف أخرى بكشف النقاب عن مبادرة قطرية سبقت سقوط مخيم نهر البارد في لبنان، حاولت خلالها الدوحة التوسط لحل الأزمة بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام، فيما تابعت بعض الصحف تطورات الملف التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
- وركزت صحيفة الحياة على تقرير الوضع في العراق، الذي عرض أمام الكونغرس الاثنين، فجاء في عناوينها: "المالكي يزور واشنطن نهاية الشهر ويتحدث عن 'نجاح في وقف الحرب الأهلية' ... بترايوس: خفض القوات الصيف المقبل وإيران تشن 'حرباً بالوكالة' على العراق."
وقالت الصحيفة إن الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الامريكية في العراق، "أعلن ان الولايات المتحدة تحقق أهدافها العسكرية، وان حجم القوات في العراق يمكن البدء في خفضه بحلول الصيف المقبل، وقال، في إفادة مشتركة أعدها مع السفير الأميركي في بغداد، ريان كروكر، إن الأهداف العسكرية لزيادة حجم القوات تتحقق إلى حد كبير."
ونقلت الحياة عن الجنرال الأمريكي قوله إن إيران: "تشن حرباً بالوكالة عبر ميليشيات شيعية، ضد الدولة العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وأوضح انه يتضح أكثر فأكثر للتحالف وللقادة العراقيين أن إيران (...) تسعى إلى تحويل ميليشيات عراقية إلى قوة شبيهة بحزب الله."
وأضافت الحياة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، "شدد قبل ساعات من تقديم بترايوس وكروكر تقريرهما على الحاجة الماسة إلى القوات الأمريكية لان القوات العراقية 'غير مستعدة بعد للدفاع عن البلاد،' وقال إن حكومته نجحت في وقف انزلاق البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية."
- من جهتها انفردت صحيفة الشرق الأوسط بنقل تقارير عن وساطة قطرية جاءت في آخر أيام معارك نهر البارد فعنونت: "آخر أيام نهر البارد: تعثر وساطة قطرية لإخراج أسر قيادات فتح الإسلام إلى خارج لبنان.. مصادر عبرت للشرق الأوسط عن استغرابها من التوقيت والأهداف والقائم بالأعمال القطري في بيروت يرفض التعليق."
وقالت الشرق الأوسط إن مصادر، "كشفت لها عن وساطة قطرية مع فتح الإسلام ليلة مداهمة نهر البارد من قبل الجيش اللبناني، لإجلاء عوائل قيادات التنظيم إلى خارج لبنان، ولم تستبعد المصادر أن يكون ذلك من أجل إجلائهم إلى سورية، إلا أن محاولة هروب بعض قيادات التنظيم من المخيم عجلت بالمداهمة."
وقالت مصادر الشرق الأوسط إن هناك "حالة من الاستغراب والاستياء لدى أطراف لبنانية حيال تدخل القطريين ومصلحتهم من ذلك، علماً أن التحرك القطري كان يقوم على عدة محاور منها إخراج جرحى فتح الإسلام، وخروج المقاتلين المستسلمين من المخيم شرط ألا يكون عبر سيارات الجيش اللبناني."
- أما في صحيفة القدس العربي فقد برز مقال تحليلي لعبد الباري عطوان، تناول ما جاء في تقرير بتريوس - كروكر حول العراق بعنوان: "الهزيمة تحققت.. والرحيل أزف."
وقال عطوان:" يوم أمس نشرت صحيفة نيويورك تايمز إعلانا على أربع صفحات تقول خلاصته أن تقرير ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق سيكون دعاية للبيت الأبيض، ومضللا للشعب الأمريكي، وأضاف في عنوان كبير بارز بترايوس يخوننا."
وأضاف: "تقرير بترايوس كان نموذجا في ليّ عنق الحقائق وتضخيم انجازات صغيرة جدا، للتغطية علي الانتكاسات الضخمة، والدفاع عن مصداقية إدارة انخفضت إلى الحضيض في أعين الغالبية الساحقة من الشعب الأمريكي التي باتت تعتقد، وحسب استطلاعات الرأي، أن غزو العراق كان خطأ كارثيا."
وتابع: "عمليات القتل الطائفي انخفضت فعلا في بغداد، هذا صحيح، ليس بسبب كفاءة القوات الأمريكية، وقوات الأمن العراقية المتعاونة معها، وإنما لان عمليات التطهير الطائفي أعطت ثمارها، وحققت أهدافها، فلم يبق حي واحد مختلط في العاصمة العراقية، فقد أصبحت هناك مناطق سنية كاملة وأخرى شيعية صرفة."
وخلص عطوان إلى القول: "الغزو الأمريكي لم يحقق أي تقدم على الصعيد العسكري في العراق، وبالتالي لن يحقق أي تقدم سياسي مهما طال أمد بقاء القوات الأمريكية. إنها لحظة الحقيقة التي يرفض الرئيس بوش الاعتراف بها، وهي أن الهزيمة قد تأكدت، وحان وقت الرحيل غير المشرف من العراق."
- من جهتها، تابعت صحيفة البيان الإماراتية تطورات الموقف في المسار التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين فعنونت: "فرق فنية فلسطينية إسرائيلية لصياغة حل الدولتين."
وقالت الصحيفة: "اتفق رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، في ختام القمة الخامسة والأخيرة بينهما قبل مؤتمر الخريف للسلام الذي اقترحته واشنطن، على تشكيل فرق عمل فنية لصياغة تفصيلات حل الدولتين، والإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين لمناسبة رمضان."
وقالت الصحيفة إن البعض وصف القمة بأنها 'لقاء صيانة' للعملية السياسية "التي ترغب في تنشيطها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تصل إلى المنطقة خلال أيام، فقد جاء في بيان مشترك صدر عن المسؤولين 'نؤكد من باب الإسهام في المؤتمر الدولي المقرر التزامنا من اجل حل على أساس دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان'."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد