الرشاقة عن طريق العقل
"سوزان هيبورن" مختصة في مجال التنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي و هي ترى أن هذا الأمر كان مجديا في أمور كثيرة من بينها الوصول إلى الرشاقة فتقول:
كلمة تنويم مغناطيسي مقترنة في أذهان الكثيرين بأشخاص غريبين يتحكمون بآخرين و يدفعونهم للقيام بأشياء مضحكة أو مخجلة.و لكن التنويم المغناطيسي في الحقيقة تقنية دقيقة ، فأنا لا أسيطر على الأشخاص أو أمارس حيلا على أدمغتهم ، بل ببساطة أعلمهم تقنيات توصلهم إلى حالة الاسترخاء العميق و الصافي . و عندما تكون في هذه الحالة التي يمكن أن يطلق عليها تنويم مغناطيسي أو إيحائي عندها قد تتجاوز العقل الواعي إلى العقل اللاوعي الأكثر تأثرا بالإيحاء، و هذا الجزء من الدماغ يحمل العادات المتجذرة بعمق و المعتقدات و النزوات التي تقوض أفضل نواياك.
و هكذا عن طريق"الحمية الإيحائية"ستعيد برمجة عقلك اللاواعي و هذا ليس بالادعاء المجنون أو اللا واقعي، إذ ثبت أن التنويم الإيحائي كان فعالا بشكل لا يصدقه العقل لدرجة المساعدة في الشفاء من أمراض خطيرة.
و على كل الأحوال يستطيع كل إنسان بسهولة القيام ببعض التقنيات التي تستفيد من قوة الدماغ لأجل التخلص من السمنة و ذلك عن طريق الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: كن واعيا, فالوعي أو الانتباه أداة نفسية فعالة جدا،فان أكلت بانتباه كامل، أي استمتعت بطعامك عندها ستأكل بهدوء و ستجد من السهولة تجنب الإفراط في الطعام.
و لكن كيف تأكل بانتباه؟أعطي كل اهتمامك لعملية الأكل ، أطفيء التلفاز أو المذياع، ضع جانبا أي صحيفة أو كتاب، فمن المهم الحصول على وقت هادئ للطعام . و عندما تجلس إلى الطاولة ركز تماما على وجبتك و امنحها التقدير ، رتبها بطريقة جميلة في الصحن و لا تكدسها بشكل عشوائي ، ثم حاول استيعاب ألوانها و نسيجها و رائحتها قبل البدء بأكلها و استمتع بكون الطعام جميلا. و عندما تضعه في فمك تذوقه شكل حقيقي و حاول أن تشعر بمذاقه و ملمسه على لسانك و جرب الإحساس بالمذاقات المختلفة ، انتبه و كأن كل لقمة هي خيار و ليست فعلا منعكسا أو مجرد عادة .و أمضغ كل لقمة عشر مرات و ستجد كم كنت سابقا سريعا في الأكل .و عندما تأكل ببطء و تمضغ الطعام و تتذوقه ستتناغم مع جسدك و حين يرسل الدماغ رسالة الشبع ستستطيع سماعها.و أنصحك بأن تكون واعيا للشعور الذي يخلقه الطعام في نفسك و أنت تأكل.
الخطوة الثانية: احتفظ بدفتر يوميات للطعام، فهذه أداة فعالة لخلق موقف أكثر وعيا للطعام. اكتب على الدفتر ما الذي تأكله و تشربه كل يوم و في أي وقت،فهذا الدفتر يريك فيما بعد نمط طعامك،الأمر الذي سيمنحك رؤية قيمة:فهل تمضي نهارك كله و أنت تأكل أم أنك قد تتجاوز عن وجبة ما،كما و أنصح بتدوين نشاطاتك البدنية يوميا و مدتها.و أخيرا أطلب منك أن تكتب جانب كل وجبة ما الشعور الذي كان ينتابك فالمشاعر يمكن أن تلعب دورا في التحفيز عل الطعام. و هكذا سيرسم لك الدفتر صورة كاملة عما تأكله و متى و لماذا .فعندما ترى الأمر مكتوبا بوضوح على ورقة ستفهم ما الذي يدفعك للأكل و أيضا ما الذي يشجعك على الأكل بشكل جيد و ما هي التمارين المفيدة لك.
الخطوة الثالثة : استخدم الأدوات البصرية، فلا يكفي أن تقول أريد أن أكون نحيفا بل عليك أن تكون أكثر تحديدا في كلامك.و للقيام بذلك من المفيد خلق صورة واضحة في دماغك عن كيف ستغدو و هذه العملية جزء هام جدا من يومك.عليك أولا أن تدرك تماما ما الذي يعنيه لك خسارة الوزن ، ثم قم بخلق صورة واضحة عما سيكون عليه شكلك بعد خسارة الوزن.و لعمل ذلك يجب أن تطور أدواتك البصرية.
قد تكون التقطت صورة و أنت في الوزن المثالي و إن لم تجد فقص صورة لإنسان يملك جسدا كالذي تحلم بأن تكون عليه و الصق صورة لوجهك بدلا عن وجهه، احتفظ بهذه الصورة معك وانظر إليها دوما ، ربما يبدو الأمر سخيفا و لكن معظم الناس يملكون أدمغة بصرية و من المفيد جدا رؤية ما الذي يهدفون لتحقيقه.
الخطوة الرابعة : تحرك دائما و تعامل مع الموضوع على أنه متعة لا واجب ممل و تذكر أن الحركة تعطيك طاقة و تعدل مزاجك و تحسن شكل جسدك و تحرق حريرات , و لا تنسى أن تحسن مزاجك هو بحد ذاته تغيير جذري ،فالجسد مع التمارين يفرز مادة اندروفين و التي تسمى هرمون الإحساس الجيد و عندما تكون سعيدا لن تندفع تجاه الطعام لأجل الشعور بالراحة أو السلوى ، و أفضل التمارين و أبسطها المشي فاعمل على المشي نصف ساعة خمسة أيام في الأسبوع على الأقل ومن الأفضل المشي بنشاط.و الأعمال المنزلية التي تتطلب طاقة تندرج ضمن نشاطك اليومي.كما و أنصحك بتغيير عاداتك اليومية ، فقف و أنت تتحدث بالهاتف و استغل فرص عرض الاعلانات التجارية في التلفاز للنهوض من مقعدك و التحرك قليلا ،اصعد السلالم عوضا عن المصعد و تذكر دائما أن التغييرات الصغيرة قد تأتي بنتائج كبير جدا.
ترجمة رنده القاسم
عن The Times
إضافة تعليق جديد