السجن مصير التايوانيين الذين يهملون ذويهم

كانت التايوانية لي هوا تعتقد أن شيخوختها مؤمّنة بما أن لديها أربعة أولاد راشدين ومنزلاً باسمها وحساباً مصرفياً... لكنها اليوم وفي سن السابعة والسبعين، تجمع النفايات لتأمين لقمة عيشها!

وتعتبر لي من بين كثيرين في المجتمع التايواني ممن يعانون اليوم من تقطع أوصال الأسرة، بعدما كان الأولاد يأخذون على عاتقهم الاعتناء بذويهم في شيخوختهم. وكان الأبناء في شكل خاص يعيشون مع ذويهم وإن كانوا متزوجين.

قبل 13 سنة، تمكّن صُهر لي وابنتها البكر من إقناعها بإقراضهما كل أموالها. ومذاك، لم تر نقودها مجدداً ولا حتى ابنتها، علماً أن ابنتها الثانية تتجاهلها، فيما لا تجني الثالثة ما يكفي لمساعدتها. أما ابنها، فدخل السجن. اضطرت هذه الأرملة السبعينية لمغادرة منزلها والعيش في مأوى للمشردين في ضاحية تايبيه. وتقول العجوز وهي تجلس وسط علب من الكرتون وزجاجات بلاستيكية تجمعها من الشارع لتعيد بيعها إلى شركات لإعادة التدوير، «بكيت كثيراً إلى أن تضررت عيناي. أحاول ألا أفكر كثيراً في ما حصل».

وأظهرت الأرقام الأخيرة التي نشرتها الحكومة أن نحو 2800 عجوز رفعوا شكوى بالإهمال أو الهجر عام 2010 مقابل 2100 عام 2009.

وعلى رغم أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، فإن عدداً كبيراً من العجزة التايوانيين يترددون قبل الاعتراف بأن أولادهم هجروهم، حفاظاً على ماء الوجه، كما تقول لي هسيونغ التي تدير جمعية من أجل العجزة في تايبيه.

ويحصل العجزة على ثلاثة آلاف دولار تايواني (77 يورو) شهرياً من الدولة. أما إذا كان لديهم أولاد، فلا تعتبرهم الدولة أشخاصاً بلا دخل، وينطبق ذلك أيضاً على الأرامل اللواتي لم يعملن يوماً.

وفيما كان التايوانيون يؤمنون طوال أجيال بأن الأولاد يضمنون لهم شيخوختهم، انخفض عدد الأولاد في العائلات اليوم ولم يعد البالغون يشعرون بأن من واجبهم مساعدة ذويهم.

ويبلغ 10,7 في المئة من سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، 65 سنة وما فوق، علماً أن هذه النسبة أعلى بكثير من نسبة الـ 7 في المئة التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية لاعتبار أي مجتمع «شائخاً».

ونظراً إلى تزايد الحالات الشبيهة بحالة لي هوا، تفكر الحكومة في سنّ قانون يعاقب الأولاد الذين يهجرون ذويهم بالسجن.

المصدر:  أ ف ب