السعودية وإسرائيل معاً ضد الاتفاق مع إيران
مع دخول المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى مرحلة حساسة قبل التوصل إلى اتفاق إطار، تحرّكت كل من السعودية وإسرائيل، على جبهتين مختلفتين، لاستغلال اللحظات الأخيرة في سبيل عرقلة أي اتفاق محتمل. ورغم أن الدولة العبرية والمملكة العربية ليستا قوّتين مفاوضتين، لكنهما عملتا على «التأليب» ضد الاتفاق، أمس، عبر بريطانيا وفرنسا اللتين تقارب آراؤهما وجهتا النظر الإسرائيلية والسعودية.
وعلى هذا الصعيد، بدا لافتاً التقاطع الإسرائيلي السعودي بالدعوة إلى عدم إتمام اتفاق. ففي الوقت الذي طالب فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعدم منح إيران «صفقات لا تستحقها» في مفاوضات الملف النووي، جدّد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، تأكيد حكومته أن الاتفاق الذي سيبرم بين إيران والقوى الكبرى سيكون سيئاً.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، في الرياض، اتهم سعود الفيصل الجار الإيراني بانتهاج «سياسات عدوانية» تجاه المنطقة. ورأى، في معرض تطرقه إلى موضوع المفاوضات النووية مع إيران، أنّ «من غير الممكن منح إيران صفقات لا تستحقها بالمقابل». كذلك شدّد على ضرورة «العمل على ضمان عدم تحوّل هذا البرنامج (النووي الإيراني) إلى سلاح نووي من شأنه تهديد أمن المنطقة والعالم، خصوصاً في ظل السياسات العدوانية التي تنتهجها إيران في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ومحاولة إثارة النزاعات الطائفية في المنطقة».
يأتي ذلك رغم الإشارة اللافتة التي تمثلت في إرسال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أمس، برقيّة عزاء ومواساة للرئيس الإيراني حسن روحاني، في وفاة والدته.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن سلمان قال في برقيته «علمنا ببالغ الأسى بنبأ وفاة والدتكم ـ رحمها الله ـ وإننا إذ نبعث لفخامتكم بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنها فسيح جناته».
وأمس أيضاً، قدم يوفال شتاينتز ذرائعه ضد الاتفاق النووي، ليجدد الإعلان عنها من باريس. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» قبل اجتماعه بمسؤولين فرنسيين، رأى أن «من المرجّح» أن تبرم القوى العالمية وإيران «اتفاقاً سيّئاً» بشأن برنامج إيران النووي، مؤكداً أنه سيواصل الضغط لتشديد شروط أي اتفاق قبل استئناف المحادثات هذا الأسبوع.
وقال شتاينتز «نعتقد أنه سيكون اتفاقاً سيئاً ومنقوصاً»، مضيفاً أنه «يبدو من المرجّح جداً أن يحدث ذلك للأسف».
وأوضح الوزير الإسرائيلي أنه «رغم أننا ضد الاتفاق بشكل عام، إلا أنه إلى حين الانتهاء منه فإننا سنشير إلى الثغرات والمصاعب»، معتبراً أن القضيّتين الرئيسيتين اللتين تحتاجان إلى تشديدهما، هما عدد أجهزة الطرد المركزي وأي قدرة تمنح لإيران لمتابعة الأبحاث والتطوير. وأضاف «ستحصلون على اتفاق قوي ومعقّد يمكّن إيران من الاحتفاظ بقدراتها ويسمح لها بأن تظل على أعتاب أن تصبح دولة نووية».
أما في ما يتعلق بالخلافات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية الملف النووي، فقد قال شتاينتز «لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخلى عن واحدة من أوثق حلفائها وأكثر حليف ديموقراطي في الشرق الأوسط بأكمله، لأننا نعبّر عن اختلافنا في الرأي بشأن الاتفاق الإيراني».
إلى ذلك، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في رسالة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، عن شكره وتقديره لتوجهاته ودعوته الشعب إلى دعم الحكومة، وحثّ جميع المواطنين والمسؤولين على الاهتمام والالتزام الكامل بتوصيات المرشد.
وشكر روحاني الدعم المفتوح، من المرشد الأعلى والشعب الإيراني، لتسوية الملف النووي عبر المفاوضات، مؤكداً في هذا الإطار أن من «المكاسب الكبيرة لهذه المفاوضات، لهذه المرحلة، هي إقبال الرأي العام العالمي على التفاهم والتعاطي مع إيران وإقرار القوى العظمى بحق إيران في حفظ وتطوير برنامجها النووي».
وأوضح أن «من الطبيعي أن يبادر الفريق النووي المفاوض إلى الدفاع عن استقلال البلاد والمصالح الوطنية لإيران، بما أوتي من قوة، وصولاً إلى تعزيز شموخ هذا الشعب العملاق». وأكد الرئيس الإيراني أنه «في ظل الضغوط الدولية والتحديات الإقليمية، تمكّنت الحكومة من تحويل ظروف الحظر إلى مسرح للمقاومة الاقتصادية من قبل الشعب».
الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد