السفير الخيمي يصحح ما نسب إليه حول مصير الجولان
نفى سفير سوريا في بريطانيا سامي الخيمي ما نقلته وكالة «يو بي آي» عن صحيفة «هآرتس» بأن سوريا ستسمح ببقاء المستوطنين الإسرائيليين في هضبة الجولان بعد انسحاب إسرائيل منه، معتبراً أنه «غير دقيق».
وقال الخيمي إن «كلام يو بي آي غير دقيق»، وان المركز الإعلامي السوري في لندن نشر ما قاله والذي تضمن الرد على سؤال حول مصير المستوطنين في الجولان بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، فقال إن هؤلاء «قد يفضلون البقاء تحت السيادة السورية كون سوريا بلد مسالم بالنسبة لكل جيرانها، بلد علماني يحترم كل الأديان ويتمتع فيه كافة المواطنين بحقوق متساوية».
وبعدما أشار الخيمي إلى أن هؤلاء قد يفضلون البقاء، أضاف «على أن يرجعوا، وفق ما عليهم أن يفعلوا تبعاً للقانون الدولي، إلى إسرائيل، دولة النظام العنصري بمظاهر ديموقراطية مخادعة».
وبحسب «هآرتس» فإن أقوال الخيمي جاءت خلال ندوة في إطار برنامج إعلامي حمل عنوان: «هضبة الجولان: ننهي الاحتلال، وننشئ سلاماً»، لمناسبة مرور أربعين عاماً على احتلال الجولان عقد الأحد الماضي في «مركز الإعلام السوري» في لندن وشارك فيه طلاب جامعات وصحافيون.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن صحافيين حضروا ندوة الخيمي قوله إنه «تعيش في سوريا أقليات كثيرة، مسيحيون، وأرمن، وأكراد. ولا توجد أي مشكلة في أن يعيش إسرائيليون أيضاً».
وبحسب أحد الحاضرين فإن إجابة الخيمي جاءت رداً على سؤال حول مصير مستوطني الهضبة حيث قال: «إذا أجرت اسرائيل مفاوضة صادقة، فسيكون سلام. الجانب السوري مستعد لذلك استعداداً جدياً».
وأشارت «معاريف» إلى أن السفير الخيمي يعتبر أحد أبرز الدبلوماسيين السوريين في الخارج. وأنه شارك في السنة الاخيرة في سلسلة مداولات سرية، رمت إلى إحياء القناة السورية، بادر اليها وسطاء اوروبيون. وقالت إن الخيمي تناول ايضا توقعات اسرائيل من سوريا بالابتعاد عن ايران، اذا وقع اتفاق سلام. وذكر أن ايران دولة صديقة لسوريا، ولهذا فإن علاقات دمشق بها قد تكون لمصلحة اسرائيل خاصة. ونقلت عنه قوله «تستطيع سوريا أن تكون وسيطاً بين إيران ودول أُخرى في المنطقة».
وأشار الخيمي إلى أن دمشق لعبت دوراً مركزياً في التفاوض بين لندن وطهران لإطلاق أفراد البحرية البريطانيين الـ,15 الذين اُسروا قبل نحو ثلاثة أشهر في الخليج. وأضاف «تلقينا الى الآن شكراً كثيراً من دوائر رسمية في لندن... الحديث عن قطع العلاقات بإيران لا داعي له، لأن سوريا تستطيع أن تكون جسراً بين إيران ودول أُخرى».
وقد تناول الخيمي «حزب الله» ايضاً، فأوضح أن الحديث هو عن حزب مشروع ولهذا فإن سوريا لا تنوي أن تعلن محاربته. وقد عبّر عن ثقته بأن حل الاختلاف على مزارع شبعا واتفاق سلام مع سوريا، سيُزيلان تهديد اسرائيل من جهة لبنان. وفي ما يتعلق بقيادات منظمات الرفض الفلسطينية الموجودة في دمشق، يؤمن السفير أن سوريا تستطيع مساعدة اسرائيل في التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، تفضي الى أنه لا توجد حاجة الى كل تلك المنظمات وأن تختفي.
وأشارت «هآرتس» إلى أن السفير السوري تحدث في اللقاء الذي شارك فيه والد زوجة الرئيس بشار الأسد، فواز الأخرس، والخبير البريطاني بالشؤون السورية باتريك سيل. وقد عرض دافيد ساسون، وهو اسرائيلي يسكن في لندن ويمثل هناك الحركة من اجل السلام مع سوريا، نفسه على السفير السوري وحظي بتربيتات تشجيع. وتأثر ساسون تأثراً خاصاً بإجابة الخيمي للسؤال عن مصير المستوطنين اليهود في هضبة الجولان.
وفي «معاريف» تحت عنوان «اعطوا السلام فرصة»، كتب زعيم حركة ميرتس يوسي بيلين أن من الواجب فحص الخيار السوري قبل أن يعود للاختفاء مرة اخرى. وأشار إلى أنه «سيكون للتسوية مع سوريا مغزى بعيد المدى على مستقبل حماس وقدرة حزب الله على العمل والنشاط وعلى عزل ايران. الاتفاق مع سوريا الى جانب الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، سيجلبان للقدس 22 سفارة عربية ويغيّر مكانة اسرائيل استراتيجياً. ثمن السلام مع سوريا هو إعادة هضبة الجولان. هذا ثمن غير بسيط ولكن المقابل أكبر منه بكثير».
أما في «هآرتس» ففي تقرير عن الدور الأميركي في إفشال الاتصالات مع سوريا، كتب عكيفا إلدار أن «الحاجز الذي يقف في طريق المفاوضات هو رئيس الولايات المتحدة جورج بوش. أو من الأصح أن نقول ـ رفضه أن يحتل المكانة المحفوظة لرئيس الولايات المتحدة على رأس الطاولة». وأشار إلدار إلى أنه «نشأ انطباع عند اصدقاء تحدثوا مؤخراً الى اولمرت أنه يدرك أن اتفاق سلام حاسم هو احتماله الوحيد للخلاص من لجنة فينوغراد ولتخليص إيهود باراك من تعهداته بحل الشراكة معه. خفضت الفوضى في المناطق أسهم القناة الاسرائيلية ـ الفلسطينية حتى مستوى الارض ولم يبق له سوى أن يبذل جهده في سهم رئيس سوريا الأسد. ووضع الزعيم السوري ايضاً لا يثير الحسد. فالدكتور في الشمال لا يعرف من أين سيأتي الشر: هل من قرار حكم المحكمة الدولية في قضية مقتل الحريري، أم من حكومة إسرائيلية غاضبة، أم من متطرفي الإسلام».
وأضاف إلدار أنه «تصدر عن لقاء المصالح هذا على التوالي تصريحات مكشوفة ورسائل سرية بشأن شوق الرجلين الى تجديد التفاوض السلمي. يوجد عروسان، لكن من أين نأتي برجل الدين؟ تخلى الأسد منذ وقت عن طلب أن يبدأ التفاوض من المكان الذي وقف عنده قبل سبع سنين. وقد خفف اولمرت ايضاً من مطالبه. فرئيس الحكومة يستعمل شرط أن يُطلِّق الأسد محمود أحمدي نجاد، وأن يُدير ظهره لحسن نصر الله، وأن يطرد خالد مشعل عنه، في اللقاءات الصحافية. وكذلك أيضاً فإن ذريعة أن بوش لا يسمح له بدخول قبة العروس خرجت من مستودع الذرائع. قال بوش لاولمرت انه على الرغم من انه غير متحمس للفكرة، فإنه اذا أراد رئيس الحكومة محادثة الأسد فلن تقف الولايات المتحدة في طريقه. لكن ما تزال الطريق طويلة من هنا حتى تعيين موظف اميركي للجلوس الى الطاولة مع ممثل عن محور الشر. بل أصح من ذلك أن نقول إنها مسدودة».
وخلصت «هآرتس» إلى أن «كل شيء هنا عالق. خرج مايكل وليامز، مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الجديد للشرق الاوسط، في هذه الأيام من دمشق مع الانطباع نفسه الذي حصل عليه المتحسسون الأتراك (دارت الاتصالات بين تركيا وسوريا بواسطة الهاتف في الأساس). لم يكن يجب على وليامز أن يكون متفاجئاً. فقد التقى نائبه روبرت دان ليئال وسليمان في حديث طويل في غد ظهور الاثنين في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. وقد عرضا على دان التفاهمات التي صيغت في القناة السويسرية وأوضحا ما الذي ينبغي فعله لإتمام الناقص في ورقتهم ولجعلها اتفاقاً».
حلمي موسى- زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد