السلطة تحب الحياة والمعارضة تريدها بكرامة وشرف بلا ديون
لم يقتصر التعبير عن حدة الانقسام الذي يشهده الشارع اللبناني بين قوى السلطة والمعارضة على التصريحات والسجالات الكلامية بين سياسيي كلا الفريقين.
فقد امتد هذا الانقسام ليطال وسائل الإعلام والإعلان، من خلال تنظيم فريقي السلطة والمعارضة حملات إعلانية للترويج لأفكارهما، وللتعبير عن وجهة نظرهما من الخلاف الحاصل بينهما، ولكن هذه المرة في إطار إعلاني.
المبادرة جاءت أولاً من قبل أفراد ومؤسسات اقتصادية مقربة من قوى السلطة التي أطلقت حملة إعلانية شعارها "أحب الحياة" وكانت باكورة تحركها تنظيم حفلة فنية ليلة رأس السنة في قاعة البيال المجاورة لساحة اعتصام قوى المعارضة.
وأراد منظمو الحفل إيصال رسالة مفادها أن اللبنانيين سئموا الخلافات والنزاعات، وأنهم شعب يحب الحياة.
وتابعت أحب الحياة حملتها الإعلانية من خلال نشر لافتات تتضمن الشعار، أضافت إليها في وقت لاحق كلمات تعبر عن أفكار منظّمي الحملة. فكانت عبارات: باقي هون، رايح أسهر، عندي صف، راجع من السفر، نازل عالشغل، وكلها موقّعة بـ "أحب الحياة".
من جانبها قوى المعارضة قابلت الحملة بتبني شعار حملة قوى السلطة وأضافت إليها كلمات: بكرامة، بشرف، بسلام، بأمان، بكلّ ألوانها، رأسنا مرفوع، بلا ديون، بلبنان، تعبيراً عن طريقتها في حبها للحياة.
هلا ديب إحدى منسقات أحب الحياة قالت: إن القائمين على الحملة توجّهوا لإيصال رسالة حب الحياة لجميع اللبنانيين.
وتضيف "أردنا القول بأننا مواطنون لبنانيون نؤمن بحقنا في العيش بلبنان وبقدرتنا على العيش سوياً، انطلاقاً من ثقافة انفتاح وحب وازدهار".
ونفت المنسقة أن تكون قوى 14 آذار هي من أطلقت شعارها، مشددة على أن الحملة لا تدّعي احتكار حب الحياة فهو ملك الجميع.
وأضافت: لم نكن نتوقع أن يكون الشعار مستفزاً للطرف الآخر، لأننا نعتقد أن "حب الحياة" هو شعار يتوافق عليه الجميع لكن المعارضة شعرت أنها مقصودة بهذا الشعار.
بدوره يقول مسؤول اللجنة الإعلامية بالتيار الوطني الحر أنطوان نصرالله إن قوى المعارضة اعتبرت أن قوى السلطة أرادت الإيحاء من حملة "أحب الحياة" وكأن قوى المعارضة قوم يحبون الموت.
وأكد "الجميع يحب الحياة، حتى الحيوان والنبات، وبذلك نحن متوافقون معهم من حيث المبدأ، بل إننا بذلنا الكثير من التضحيات من أجل هذه الحياة، وعملنا من أجلها طوال السنوات الماضية".
وأضاف "لكن الفرق بيننا وبين الحيوان، أننا نعمل لتحسين هذه الحياة التي نحبها ولا نريد لها أن تكون كيفما كان.. نحن وجدنا أن حملة "أحب الحياة" صحيحة لكنها ناقصة، فحبنا للحياة لا يمنع من سعينا لتحسينها، وأن نعمل لنعيش حياتنا بكرامة وشرف..".
واعتبر نصرالله أن قوى السلطة أرادت من الحملة "إلهاء اللبنانيين بأمورهم اليومية كالسهر والعمل والدراسة.. أما الأمور الهامة والمصيرية فلا تريد من أحد التدخل فيها".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد