السينما الإسرائيلية تقدم طرحاً جديداً لمسألة الفدائيين الفلسطينيين

13-09-2007

السينما الإسرائيلية تقدم طرحاً جديداً لمسألة الفدائيين الفلسطينيين

مهاجم انتحاري فلسطيني هو بطل غير متوقع لفيلم اسرائيلي جديد يصفهممثلان اسرائيليان خلال التصوير يوم 25 أبريل نيسان مخرجه بانه محاولة لتبديد التحامل الذي يؤجج الصراع في الشرق الاوسط.

ومن المقرر ان يعرض الفيلم في اوائل عام 2008 ومن شأنه أن يكون أحد العلامات في التاريخ السينمائي للدولة اليهودية حيث يميل صناع الافلام لتحاشي تناول اعمال العنف الاسرئيلية الفلسطينية المثيرة للجدل.

ويقول صناع الفيلم انهم يأملون من خلال تقديم شخصية المهاجم واسمه طارق ويصور على انه قادم من بلدة طولكرم بالضفة الغربية ان يبينوا للاسرائيليين الدوافع المعقدة لكثير من هذه الهجمات.

وصرح مخرج الفيلم درور زيهافي لرويترز خلال جلسة تصوير في تل ابيب في الاونة الاخيرة "خلف الاحزمة والمهاجمين الانتحاريين والضحايا هناك اشخاص حقيقيون لهم مشاعر ودوافع وتنتابهم مخاوف."

وطارق شاب فلسطيني يتسلل من الضفة الغربية مرتديا حزاما ملغوما يعتزم تفجيره بسوق مفتوح مزدحم في تل ابيب.

ويفشل طارق في تشغيل مفتاح التفجير ويلجأ لكهربائي اسرائيلي يساعده دون قصد وينتهي به المطاف بمصادقة الكهربائي واسرائيلية شابة تقيم في نفس المبنى.

ولا يتراجع عن خطته برمتها لاحساسه بانه ملزم بذلك لاسترضاء نشطاء في الضفة الغربية هددوا بقتل والده اذا تراجع.

ويقول صناع الفيلم انه يحاول ابعاد صديقيه الاسرائيليين عن طريق الخطر واطلق على الفيلم بشكل مبدئي اسم (شبات شالوم مارادونا) او (سبت الخير يامارادونا) في اشارة لشغف طارق بكرة القدم ونجم كرة القدم الارجنتيني الشهير دييجو مارادونا.

ويقول زيهافي "هدفنا من وراء الفيلم بناء جسر بين الاسرائيليين والفلسطينيين واليهود والعرب لاتاحة الفرصة للمصالحة رغم الاوضاع شديدة التوتر التي نحياها."

وقتلت عشرات من التفجيرات الانتحارية اكثر من 400 شخص في اسرائيل منذ عام 2000 وتراجعت وتيرة مثل هذه الهجمات في السنوات الاخيرة. واجمالا راح نحو 4200 فلسطيني و1030 اسرئيليا ضحية القتال والهجمات المسلحة في اعمال العنف التي اندلعت منذ فشل محادثات السلام قبل سبعة اعوام.

وفي الفيلم يقول زيهافي ان الحزام الناسف للمفجر المحتمل "يرمز الى الصورة النمطية التي ينبغي ان نفجرها."

ويضيف ان المهاجم "لا تحركه كراهيته لليهود او الرغبة في تدمير اسرائيل. انه يحاول انقاذ حياة ابيه."

ويعتمد الفيلم جزئيا على روايات كشف النقاب عنها ضباط امن اسرائيليون عقب احباط عدة تفجيرات حيث قال المشتبه بهم ان دوافعهم شخصية اكثر منها ايديولوجية.

وفي حين صور الكثير من الافلام الاسرائيلية الحرب والجيش الذي يحتل مكانة رفيعة في بلد خاض سبع حروب وتصدي لانتفاضتين فلسطينيتين على مدار ستين عاما فان زيهافي هو أول من عالج قضية التفجيرات الانتحارية المثيرة للجدل.

ومن المؤكد ان يثير فيلمه جدلا في اسرائيل وهاجم النقاد موضوعه بالفعل. ووصف مقال اخير في صحيفة معاريف الفيلم بانه "قنبلة ثقافية".

واحتج الاسرائيليون حين رشح الفيلم الفلسطيني (الجنة الان) الحائز على جوائز وهو يحكي قصة مهاجمين انتحاريين لجائزة اوسكار احسن فيلم اجنبي لعام 2005. وحصل على الجائزة فيلم (تسوتسي) من جنوب افريقيا.

ويلعب دور طارق شريدي جبارين وهو ممثل شاب من عرب اسرائيل ويتوقع ان يوجه اليه بعض النقد بسبب دوره ويقول "على ان العب شخصية يكرهها الجميع ومع ذلك ساحاول ان اجعل المشاهد يحبه. الامر معقد."

ويشير زيهافي للجهود الاسرائيلية الفلسطينية الاخيرة لاحياء محادثات السلام المتعثرة كمؤشر على استعداد اسرائيل لمثل هذا الفيلم.

ويأمل منتجو الفيلم ان يساعد نجم واحد على الاقل ذو شعبية يقوم بدور مساعد هام على تحقيق الفيلم ايرادات كبيرة .

وشلومو فيشينسكي عضو في واحدة من اكبر الفرق المسرحية في اسرائيل هي كامري وسوف يعطي شعبية لدور الكهربائي الذي يصادق طارق.

وقتل ابن فيشينسكي قبل عامين في تبادل لاطلاق النار مع نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة. ويقول ان مأساته الشخصية لم تزعزع ايمانه بالحاجة لتقديم تنازلات من أجل السلام.

وقال انه يأمل ان يبين الفيلم ان الفلسطينيين والاسرائيليين نزفوا الكثير من الدم من جراء الصراع.

ويضيف "لا تعرف ابدا ما يدور في رؤوسهم (الفلسطينيين). نعتقد انهم يريدون الشهادة فقط ولكن هذا الشخص تحركه اسباب شخصية اكثر منها سياسية.

"بعد كل ما حدث لا يريد معظم الناس سوي السلام."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...