الشارع اليمني أمام امتحان الأمن بين «جمعة الإخاء» و«يوم الخلاص»
يسعى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى استعادة زمام المبادرة في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي تطالب بإسقاط نظامه، وذلك من خلال الدعوة الى تظاهرة مؤيدة له اليوم الجمعة تقابلها تحركات جديدة للمعارضة. خطوة تعيد المشهد اليمني الى المربع الأول مع استمرار جهود التفاوض على تخلّي الرئيس عن السلطة في غضون العام المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» ان «الجماهير من ابناء الشعب اليمني من علماء ومشايخ واعيان ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية وشباب من مختلف محافظات الجمهورية تتوافد للمشاركة في جمعة «الاخاء»، مضيفة ان هذه التظاهرة ستكون «للتعبير عن رفض الانقسام والاختلاف وتحقيق الاصطفاف الوطني لتحقيق التعاون والتكامل والتكافل والحفاظ على الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية وإنجاح الحوار».
وتأتي هذه التظاهرة بدعوة من صالح بعد اسبوع على الحشود الضخمة في العاصمة اليمنية في تجمعين متعارضين، أحدهما مؤيد للرئيس اليمني، والآخر مطالب بإسقاط نظامه. ونقل عن صالح دعوته «الشباب الى سرعة تشكيل حزبهم ليعبروا من خلاله عن أنفسهم وتطلعاتهم وألا يبقوا أدوات لدى احزاب اللقاء المشترك (المعارض) ونحن مع الشباب». كما تحدّث عن «ارهاب سياسي وارهاب فكري من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون».
في المقابل، يستعد المعتصمون في ما يطلقون عليه «ساحة التغيير» امام جامعة صنعاء، للمشاركة في «يوم الخلاص»، بعدما تخلّوا عن دعوتهم للزحف باتجاه القصر الجمهوري خشية وقوع اعمال عنف. وقال عادل الوليبي أحد اعضاء اللجنة المشرفة على الاعتصام «بدأنا منذ الأربعاء بالتصعيد من خلال تنظيم مسيرات حول الاعتصام القائم نفسه وفي اماكن قريبة من هذا التجمع ايضاً»، مضيفاً «نبحث في اقامة اعتصامات مصغرة قرب بعض الأماكن الحيوية في صنعاء». وشدد الوليبي على أن المعتصمين لا يريدون «حدوث صدام مع انصار الرئيس الذين من الممكن ان يكونوا مسلحين»، مشيراً الى أن صالح «يمثل نفسه حالياً وانصاره يأتون للتظاهر مقابل مبالغ مالية».
وأصبح حكم صالح على شفا الانهيار بعد أسابيع من الاحتجاجات في صنعاء وغيرها من المدن فيما تشعر الولايات المتحدة والسعودية بالقلق بشأن من قد يخلف حليفهما. وقال دبلوماسي غربي كبير إن صالح الذي بدت تصريحاته في بعض الأحيان وكأنه يستعد لترك الحكم قريباً وفي أحيان أخرى وكأنه يريد الانتظار حتى انتهاء ولايته الرئاسية مشتت بين الخيارين. وأضاف «أعتقد أنه مشتت للغاية بين كل هذه الأشياء وأن ما تسمعه منه هو نتيجة اضطراب داخلي».
في هذه الأثناء، توافد عشرات الآلاف من المحتجين لتأبين نحو 82 محتجاً قتلوا حتى الآن بينهم 52 قتلوا برصاص قناصة في 18 آذار المنصرم. وارتدى بعض المحتجين ملابس بيضاء كتبوا عليها أنهم شهداء المستقبل لتأكيد إصرارهم على رحيل صالح. وقال دبلوماسي «السيناريو الأفضل سيكون التوصل الى اتفاق وأن يذهب الطرفان الى البرلمان ويبدأ تنفيذ اتفاقهما».
وقال مسؤولون في صنعاء إن أفراد قبيلة يعارضون حكم صالح هاجموا أبراج الكهرباء في محافظة مأرب، وسط البلاد، ما أدى الى انقطاع الكهرباء عن مناطق في العاصمة. وطال انقطاع الكهرباء الذي استمر ساعتين تقريباً مدينة عدن الساحلية الجنوبية ومدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر. وقال مسؤول يمني إن القبائل في المحافظة فتحوا النار على أبراج الكهرباء، متهماً أبناء القبيلة الأعضاء «في حزب المعارضة» بشن الهجمات.
وفي الجنوب، سارت تظاهرات في تعز وأب شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام، فيما فرض قائد المنطقة الجنوبية في عدن اللواء مهدي مقوله، طوقاً على معهد الثلايا للعلوم العسكرية عقب اعلان مدير المعهد العميد ركن عبدالله محمد الشرفي وعشرات الضباط والجنود انضمامهم الى الاحتجاجات، حسبما افادت مصادر عسكرية في المعهد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد