الشباب الإسبان يتحدون السلطات رغم حظر الاعتصام

20-05-2011

الشباب الإسبان يتحدون السلطات رغم حظر الاعتصام

تعهد آلاف الشباب الإسبان في وسط العاصمة مدريد بتحدي الحظر الذي فرضته مفوضية الانتخابات الإسبانية على خيام الاعتصام التي أقاموها وواصلوا اعتصامهم المفتوح.يقول أحد المحتجين إن الشباب قلقون بشأن المستقبل

وقررت مفوضية الانتخابات أن التجمع لا يمكن أن يتواصل حتى نهاية الأسبوع لأنه يمكن أن يؤثر سلبا على الناخبين الذين سيشاركون في الانتخابات المحلية والإقليمية المقررة يوم الأحد المقبل.
واستقبل الشباب المعتصمون في وسط مدريد قرار مفوضية الانتخابات بهتافات الاستنكار حيث يتظاهر الآلاف كل مساء علما بأن مئات المحتجين يواصلون اعتصامهم لليوم الخامس على التوالي.

وبدأت الاحتجاجات يوم الأحد الماضي وتنعت بأنها "الثورة الإسبانية" التي يقودها شباب غاضبون من تفشي البطالة وإجراءات التقشف الحكومية والفساد السياسي.

وتحولت الاحتجاجات في مدريد إلى اعتصامات عفوية. ويقول منظمون إن محتجين في 57 مدينة إسبانية أخرى استلهموا هذه الاعتصامات ونظموا احتجاجات مماثلة.

ونظم الشباب الإسبان هذه الاحتجاجات التي تزايد المشاركون فيها بمعزل عن مشاركة النقابات العمالية والأحزاب السياسية. وينظمون نشاطاتهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وموقع تويتر.

وقال خوان لوبيز وهو ناطق باسم المعتصمين الإسبان يبلغ من العمر 30 عاما "أخيرا خرج الشعب الإسباني إلى الشوارع".

وأضاف قائلا "الشباب هنا لأنهم قلقون بشأن المستقبل. لا يمكن أن نتساهل مع هذا الوضع. 43 في المئة من الشباب لا عمل لهم. يجب أن يكون توفير فرص العمل قمة أولوية مجتمعنا".

وفقد لوبيز عمله قبل ستة أشهر عندما لجأت الشركة التي يعمل فيها إلى تخفيض عدد العمال بسبب الأزمة الاقتصادية.
وتضرر الشباب بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت إسبانيا، ومعظمهم يعملون بموجب عقود مؤقتة فقط ما يجعلهم عرضة للاستغلال والطرد من العمل.

ويضطر الكثير من الخريجين الجامعيين إلى العمل برواتب متدنية لسنوات وعادت أعداد متنامية منهم إلى العيش مع آبائهم مرة أخرى.

ووفر المنظمون تسهيلات للمحتجين من قبيل أرائك ووسائد وطاولات وضعت عليها فواكه وحلويات تركية وبسكويت وعلب حليب وسمك ورقائق البطاطس.

وقالت إحدى المحتجات وتدعى ليتيسيا مويا وتبلغ من العمر 28 عاما وهي عاطلة عن العمل وكانت تعمل سابقا في إحدى دور الحضانة: "جلبت الخبز والطماطم والجبن والحمص".

وأضافت قائلة "نشعر أننا نتعاون جميعا...لا يمكنني أن أنام هنا خلال الليل لكن على الأقل يمكن أن أجلب الطعام. ليس عندي الكثير منه. أفضل إنفاق مالي على شراء الأغراض المطلوبة".

وكان الميدان الذي يعتصم فيه المحتجون قبلة للفنانين والسياح والمتسوقين لكنه أصبح الآن يغص بالمحتجين الذين حولوا الميدان إلى "مخيم ديمقراطي كبير".

وينضم إلى المناقشات التي يجريها المحتجون بعض السكان المحليين والكثير منهم متقاعدون.

وهناك لجان خاصة بالمواد الغذائية والنظافة والشؤون القانونية والتواصل والاجتماعات اليومية. وتستمع هذه اللجان إلى الاقتراحات وتنسق عملية اتخاذ القرار على نحو جماعي.
ويشارك بعض الشباب في خيام الاعتصام بشكل متواصل منذ يوم الأحد الماضي في حين يأتي شباب آخرون ممن يعملون أو يدرسون عندما تسمح لهم الظروف بذلك.

وفشلت محاولة سابقة من قبل الشرطة ليلة الأحد الماضي لإفراغ المخيم من المعتصمين إذ تدفق عليه المزيد من المحتجين.

وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية الحزب الاشتراكي الحاكم ستتضرر خلال انتخابات الأحد المقبل لكن المعتصمين لن يكونوا سعداء في حال وصول الحزب الشعبي اليميني إلى السلطة.

سارة راينسفورد

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...