الصحافة الأمريكية اليوم
سلطت الصحف الأميركية اليوم الاثنين الضوء على معاملة المعتقلين حيث يرى أحد المعلقين أن الإرهاب يمكن مكافحته بالأخلاق لا بالجنود، ودعا كاتب آخر أميركا إلى تبني سياسة الصبر مع إيران، كما وجهت إحدى الصحف انتقادا لحلف الناتو على تقاعسه عن التجاوب مع ما أسمته التحديات في أفغانستان.
كتب المدير التنفيذي للمحاربين الأميركيين القدامي بول ريكوف، وصاحب كتاب "ملاحقة الأشباح.. قتال جندي من أجل أميركا من بغداد إلى واشنطن" مقالا في نيويورك تايمز يعلق فيه على محاولة إدارة بوش إجراء تعديل على تفسير بند من بنود جنيف يختص بمعاملة المعتقلين الأجانب لدى أميركا.
وقال الكاتب: إذا ما استمرت أميركا بالنهش في بنود جنيف "فإننا سنضطر للتخلي عن الأرضية التي نعتمد عليها في محاكمة المستبدين وأمراء الحرب".
كما أن ذلك من شأنه أن "يعرض جنودنا للخطر إذا ما نظر إليهم على أنهم ينتهكون حكم القانون شأنهم شأن المستبدين وأمراء الحرب أنفسهم".
والسؤال الذي تواجهه أميركا اليوم- في رأي الكاتب- هو ليس مسألة المضي في قتال الأعداء بالعراق وغيرها بل كيف تقوم بذلك على خير ما يرام، مشيرا إلى أن نجاح أميركا في مكافحة الإرهاب يعتمد على قوة الأخلاقيات أكثر من أعداد الجنود بالعراق أو المرونة في خيارات التحقيق.
وفي هذا الإطار أيضا قالت يو أس إي توداي في افتتاحيتها: إن ما تريده الأمة هو إيجاد قانون يحدد كيفية حماية المواطنين من الإرهاب دون المساس بقيمهم، مؤكدة أن صياغة القانون بشكل صحيح أكثر أهمية من السرعة في صياغته.
وذكرت الصحيفة أن الجمهوريين هرعوا لتبني اتفاقية دام النقاش فيها أربعة أيام، في محاولة لردم الهوة بين البيت الأبيض وثلاثة أعضاء جمهوريين من مجلس الشيوخ وسط خشية الديمقراطيين من وصمهم باللين حيال الإرهاب.
ثم تساءلت الصحيفة قائلة: هل تستطيع أميركا أن تخترع نظاما لانتزاع معلومات من المشتبه فيهم بالإرهاب دون تعريضه للتعذيب أو تعريض الجنود الأميركيين لخطر وقوعهم سجناء؟ وهل تستطيع أميركا أن تحتجز أولئك الذين سببوا لنا الأذى بينما تمنح المتهمين خطأ حق الطعن في احتجازهم؟
وفي الشأن الإيراني كتب فريد زكريا تعليقا في واشنطن بوست تحت عنوان "بالنسبة لإيران، سياسة الصبر" يدعو فيه الإدارة الأميركية إلى التحلي بالصبر وعدم التسرع في التعاطي مع الملف النووي الإيراني.
وقال إن على أميركا أن تنظر إلى طهران بجرعة من الهدوء والثقة، سيما أن ثروات إيران ستضمحل وستتراجع أسعار النفط، وقد لا يصبح العراق عبئا بطريقة ما أو بأخرى، وقد تكون الأنظمة العربية أكثر صرامة في ردهم على ظهور القوة الإيرانية.
وأوضح زكريا أنه بإمكان واشنطن أن تتخذ مبادرة بشأن لبنان وفلسطين من شأنها أن تحسن الجو السياسي، داعيا الرئيس جورج بوش إلى تطوير جملة من الخيارات لا تصل إلى حد الضربة العسكرية التي قد تعمل على إرجاء البرنامج النووي الإيراني وليس إنهائه، إذا ما مضت طهران في رفضها تعليق عملية تخصيب اليورانيوم.
واقترح الكاتب على بوش فتح سفارة لبلاده في طهران والبدء بتبادل للدارسين مع الشباب الإيرانيين، مشيرا إلى أن الشوق للاتصال بالخارج ربما يجعل القادة الإيرانيين من رجال الدين في موقف دفاعي.
وخلص إلى أن إيران "ترزح تحت حكم نظام فاشل لا يستطيع أن يعمل على تحديث البلاد" ولجأ إلى أساليب رخيصة لفرض الهيمنة، غير أن "تلك الأساليب لم تنجح في روسيا والصين، وإذا ما تحلينا بمزيد من الصبر، فلن تنجح في طهران".
تحت عنوان «التحديات بأفغانستان» وجهت واشنطن تايمز في افتتاحيتها انتقادا لدول حلف الناتو على تقاعسها عن تقديم المساعدة للقوات الدولية بأفغانستان.
وقالت إن الأخبار القادمة من أفغانستان بالأشهر الأخيرة ليست جيدة، مضيفة أن الحيثية التي تستجيب بها الناتو -في النشر الفوري للجنود والاستعداد للمكوث لفترات طويلة الأمد- قد تحدد مإ إذا كانت أفغانستان ستتحول إلى ديمقراطية قابلة للحياة أو تعود إلى الفوضى التي زرعت بذور أحداث 11سبتمبر/ أيلول.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المقبول أن يبدو أكبر تحالف عسكري –قوة وغنى- في تاريخ العالم عاجزا، بل غير مستعد لمواجهة التحديات التي تشهدها أفغانستان اليوم.
واختتمت بدعوة أميركا إلى بذل كل ما هو ضروري لمواجهة التحديات في أفغانستان، حتى وإن رفض الحلفاء في الناتو القيام بالتزاماتهم.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد