الضفة والقدس في مواجهة نقمة إسرائيلية
يبدو أن سلطات الاحتلال لم تكتف بالرد على إطلاق سراح الأسرى، بتصعيد النشاط الاستيطاني الذي وصل إلى خمسة آلاف وحدة استيطانية في القدس والضفة الغربية المحتلة، وإنما واكبت ذلك بشن حملات اعتقال واسعة، أسفرت أمس، عن استشهاد شاب فلسطيني كان يعمل في سوق الخضار في بلدته قباطية في جنين.
وفي ساعة متأخرة من فجر أمس، استشهد الشاب أحمد عماد يوسف طزازعة (22 عاماً) جراء إصابته برصاصة في صدره أطلقها عليه جنود الاحتلال بعد اقتحام بلدته قباطية في جنين في شمال الضفة الغربية. الشاب طزازعة لم يكن له علاقة بالسياسة، ولم يكن ينتمي إلى أي فصيل، بل كان يسعى وراء لقمة العيش، حيث كانت تقع عليه مسؤولية توفيرها لأسرته، وهو معيلها الوحيد.
و قال رئيس بلدية قباطية علي زكارنة إن الشاب طزازعة كان في سوق الخضار المركزي حيث يعمل منذ فترة، وهو قريب من الشارع الذي انسحبت منه قوات الاحتلال بعد تنفيذها عملية اعتقالات في البلدة، و«اثناء انسحابها قامت بإطلاق زخات من الرصاص تجاه السوق فأصيب الشاب أحمد، ولم ننجح في اسعافه».
وأكد رئيس البلدية أن الشهيد «شاب مسالم، ولم يكن يشكل تهديداً... لقد قتلوه عمداً، وبدم بارد، من أجل أن يرعبونا»، مشيراً إلى أنه «كان معيل اسرته الوحيد، يعيل أمه وشقيقاته الاربع، ووالده المريض».
وكانت عشرات الاليات الاسرائيلية توغلت في بلدة قباطية واعتقلت اربعة فلسطينيين، وذلك ضمن حملة اعتقالات ضخمة شنتها أمس، في الضفة الغربية طالت 13 فلسطينياً، من بينهم قيادات من حركة حماس. وجاء في بيان للحركة إن الاعتقالات هذه تستهدف « المقاومة في الضفة الغربية وتحاول شلها».
وتزامناً مع ذلك كله، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى في مشهد يتكرر يومياً، وقاموا باستفزاز المصلّين الفلسطينيين، بحسب ما أفاد بيان لـ«مؤسسة الأقصى للوقف والتراث».
وبحسب بيان لـ«مؤسسة القدس للتنمية» فإن إسرائيل تسعى لتسريع تنفيذ مخطط إقامة «الهيكل التوراتي» جنوب المسجد الأقصى، وهو «سيربط بشبكات انفاق تمر من تحت المسجد الاقصى، وسيقام على خمسة دونمات صودرت من أرض القدس».
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تكثيف الاستيطان الاسرائيلي، الذي تبع الإفراج عن الدفعة الثانية من معتقلي ما قبل اتفاق أوسلو. ويجري الحديث حالياً عن مخططات لبناء خمسة آلاف وحدة استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية، من بينها 1500 وحدة في «رامات شلومو» صادق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عليها مساء أمس الأول. وستبدأ الحكومة بتخطيط الأراضي لبناء 800 وحدة في الكتل الاستيطانية الأساسية، وستطرح عدة مشاريع أخرى لبناء 2500 وحدة أيضاً في الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، ولكن تلك الوحدات ستمر بعدة مراحل من التخطيط قبل بدء البناء.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن المخططات الجديدة تتضمن ثلاثة مشاريع مختلفة:
÷ سيبدأ بناء 860 وحدة مباشرة بعد تخطيط الأراضي في الكتل الأساسية، ومن بينها «آرئيل»، و«معاليم أدوميم»، و«جفعاط زئيف»، و«بتار إيليت».
÷ ستطرح مشاريع جديدة لبناء 1400 وحدة للجنة التخطيط المدني. وتعتبر تلك المرحلة الأولى في العملية، وبالتالي من المفترض أن تمر عدة سنوات قبل البدء فعلياً بالبناء. وسيتم بناء بعض تلك الوحدات في الكتل الأسياسية، وأخرى في المستوطنات المعزولة مثل «تالمون»، و«آلي زهاف»، و«ألموغ».
÷ الشروع بالمرحلة الثانية من مخططات بناء 1100 وحدة كانت قدمت في السابق إلى لجنة التخطيط. وسيبنى العديد من تلك الوحدات في المستوطنات المعزولة، ومن بينها «شيلوح» و«نوقديم». وفي هذه الحالة، من المفترض أن يبدأ البناء بعد عام من الآن في أحسن الأحوال.
ولم تقف الأمور عند ذلك الحد، إذ سلّمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس تُرافقها قوة معززة من جنود الاحتلال إخطارات بهدم 15 بناية سكنية في حيّي رأس شحادة ورأس خميس المُلاصقين لمخيم شعفاط وسط القدس المحتلة.
وقال رئيس لجنة تطوير حي رأس خميس جميل صندوقة، إن فترة الهدم حددت بـ30 يوماً، مشيراً إلى أن الأبنية المستهدفة تضم عشرات الشقق السكنية، وقد بنيت قبل سنوات قليلة، وهي تقع خارج جدار الفصل العنصري، ولم يحصل أصحابها على رخص للبناء بسبب إخراج مخيم شعفاط من القدس بمقاطع جدار الضم، ولم تعط بلدية الاحتلال أي رخص لتلك المنطقة منذ أكثر من سبع سنوات.
رابط الفيديو أدناه يظهر لحظة استشهاد الشاب طزازعة:
http://www.youtube.com/watch?v=Fxt33C_KuyU
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد