العقوبات الأمريكية الجديدة على سوريا: النوايا والأهداف
الجمل: أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قراراً بفرض العقوبات ضد 14 شركة ومنشأة أجنبية غير أمريكية، استناداً إلى مزاعم أمريكية بأنها تتعامل مع سوريا وإيران:
قائمة العقوبات الأمريكية الجديدة شملت:
• ثلاث شركات صينية، هي:
- China National P.M Import/ Export Corp.
- Shanghai Non-Ferrons Metal P.D.t Company.
- Zibo Chemet Equipment Company.
• شركتين ماليزيتين، هما:
- Challenger Corp.
- Malaysia's Target Airfreight.
• شركة سنغافورية، هي:
- Singapore's Sokkia Company.
• شركة مكسيكية، هي:
- Mexico's Aerospace Logistics Services.
• مؤسسات سورية: هي:
- القوات البحرية السورية.
- القوات الجوية السورية.
- لجنة الإمداد في الجيش السوري.
- مؤسسة معامل الدفاع.
• شخص باكستاني هو: عريف دوراني.
تذرعت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها حصلت على معلومات مؤكدة بأن هذه الأطراف تتعامل مع سوريا وإيران في مجالات بيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المرتبطة بالأنظمة الصاروخية وأسلحة الدمار الشامل.
العقوبات تنص على حرمان هذه الأطراف من أي مساعدة أمريكية، أو عقود أمريكية تتعلق بعمليات الصادر أو الوارد، وذلك لفترة عامين قابلة للتجديد في أي وقت.
العقوبات الأمريكية الحالية تأتي ضمن مسلسل عقوبات أمريكية، بدأ قبل فترة، وقد سبق أن فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات نصّت على:
• تجميد أموال خمسة مواطنين سوريين.
• تجميد أموال شركة سيس انترناشونال
• مطالبة المؤسسات المالية الأمريكية بقطع علاقاتها مع المصرف التجاري السوري.
• تجميد رصيد ثلاثة مؤسسات حكومية، هي:
- المعهد العالي للعلوم التطبيعية والتكنولوجيا.
- معهد الالكترونيات.
- هيئة المواصفات والمقاييس العربية السورية.
وقد شملت العقوبات الأمريكية إضافة إلى سوريا، حزب الله اللبناني وإيران.
النوايا والأهداف الأمريكية القريبة الأجل:
لا يختلف اثنان في أن العقوبات، أيا كان نوعها، تهدف إلى الضغط بواسطة الطرف (أو الأطراف الفارضة)، على الطرف (أو الأطراف المفروضة عليها العقوبات)، وذلك من أجل كسر إرادتها حتى تستجيب لمطالب الطرف أو الأطراف الفارضة للعقوبات، وأبرز المؤشرات على النوايا الأمريكية يتمثل في الآتي:
• توجد الكثير من أنواع العقوبات، فهناك عقوبات فردية من طرف واحد، وأخرى جماعية، وهناك عقوبات كلية شاملة وأخرى جزئية... وغير ذلك. وما قامت به الإدارة الأمريكية بالأمس، وقبل ذلك، يندرج ضمن نوع العقوبات الجزئية من طرف واحد، فهي جزئية لأنها حددت بعض الأطراف وليس الكل، وهي من طرف واحد، لأن الذي فرضها هو دولة واحدة، وبالتالي ليست عقوبات ثنائية أو متعددة الأطراف.. الإدارة الأمريكية تدرك تماماً مدى عجزها في الوقت الحالي عن القيام بفرض عقوبات شاملة أو متعددة الأطراف ضد سوريا.
• إن فرض العقوبات ضد سوريا في هذا الوقت الهدف منه التلميح بالرسائل ونقل الإشارات إلى الأطراف الآتية:
- بالنسبة لسوريا تهدف الإدارة الأمريكية إلى تأكيد سعيها المصمم على مواصلة ضغوطها ضد سوريا.
- بالنسبة لحلفاء أمريكا تهدف الإدارة الأمريكية إلى التلميح لهم بضرورة التحسب والاستعداد للوقوف بجانب أمريكا والعمل على اتخاذ الإجراءات المشابهة، خاصة دول غرب أوروبا وكندا.
- بالنسبة للأطراف الأمريكية المعارضة لسياسة بوش، والمطالبة بضرورة التفاهم مع سوريا، تهدف الإدارة الأمريكية إلى نقل الخلافات مع سوريا إلى مرحلة متقدمة بحيث يصعب التراجع عنها.
النوايا والأهداف الأمريكية طويلة الأجل:
من المعلوم أن الإدارة الأمريكية الحالية أصبح عمرها قصيراً داخل السلطة، وبالتالي فإن إدارة بوش تسعى إلى بناء ترسانة من العقوبات والقيود الإجرائية التي تعرقل محاولات الإدارة الأمريكية القادمة، أياً كانت من الدخول والانخراط في التفاهم والتعامل مع سوريا، وذلك لأن القرارات التنفيذية والتشريعية، لا يتم التراجع عنها –بحسب القيود الدستورية والقانونية- بشكل فوري، وإنما تتطلب الكثير من الإجراءات القانونية والتشريعية.. وهو أمر سوف يتطلب الوقت والجهد من الإدارات الأمريكية القادمة.
تأثير العقوبات الأمريكية:
تختلف تأثيرات العقوبات بحسب شدتها ونطاقها ودرجة إحكام تنفيذها والالتزام بها، وبالنسبة لسوريا فإن العقوبات الأمريكية حتى الآن محتملة، وذلك بسبب ضعف المعاملات السورية- الأمريكية، وذلك على خلفية أن الأداء السلوكي العدواني للإدارة الأمريكية الحالية قد دفع سوريا إلى خيار تقليل معاملاتها مع أمريكا واللجوء للبدائل العالمية الأخرى، وهو نفس الخيار الذي لجأت إليه كل بلدان العالم الأخرى التي توجهت إليها الإدارة الأمريكية بالعداء.
وإذا كان هناك تأثير للعقوبات الأمريكية، فهو يتمثل في الإضرار بالمصالح الأمريكية، وذلك من جراء ضياع الفرصة المتاحة الآن أمام الشركات الأمريكية للانتفاع والاستفادة من مزايا الاستثمار في سوريا.
وعموما، هناك توقعات بقيام الإدارة الأمريكية بالمزيد من فرض العقوبات على سوريا، ومن المحاولات المتوقعة أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى توسيع نطاق العقوبات بحيث تصل إلى حد إيقاف المعاملات المصرفية مع البنوك السورية، وفرض القيود المشددة على سفر الأفراد السوريين إلى أمريكا.. كذلك هناك توقعات بأن تطلب الإدارة الأمريكية من حلفائها في غرب أوروبا وكندا واستراليا بفرض عقوبات مماثلة ضد سوريا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد