الغضب والحياة في موسيقى الهيب هوب... الفلسطينية
الفيلم يبدو أشبه بدائرة لا تنتهي.. واقع يولّد بعضه بعضاً. هم يغنون معاناة الشارع، وهي تصوّر أغانيهم.. وانبثاقها. لكن فيلم «هيب هوب فلسطيني» ينجح حتماً في تصوير الفلسطيني، في صورة أبعد ما تكون عن النمطية.
هي، المخرجة الفلسطينية الأصل جاكي سلوم تستوحي من كلمات أغنياتهم فيلما، وهم يستوحون أغنياتهم من معاناتهم في فلسطين، سواء في أراضي الـ48 أو الضفة الغربية، أو في غزة المحاصرة.
من حيث فكرة الأغاني، تبدو شوارع غزة أشبه بهارلم الاميركية، حيث ولدت موسيقى الراب أو الهيب هوب. بداية هذا النوع الموسيقي كانت بأغنية «أنا مش إرهابي». ظلّت التجربة فلسطينية، وفي أفضل الأحوال عربية.
لكن المخرجة جاكي سلوم، التي تقيم في الولايات المتحدة، نجحت في إخراج التجربة خارج الحصار، حيث جابت، بشريطها الحيوي لموسيقى «هيب هوب» حيث تروي الآلام التي يعيشها الفلسطينيون والعبثية والتي تطبع حياتهم، على مهرجانات عديدة، فشاركت في عروض مهرجان «ترافلينغ» في مدينة رين الفرنسية، وفي مهرجان «ساندانس» في الولايات المتحدة.
وكان مهرجان «ترافلينغ»، الذي افتُتح قبل أيام اختار مدينة القدس محورا لدورته العشرين الحالية، بعد مدينة بوينس آيرس العام الماضي، ويستعد لاستضافة اسطنبول في الدورة المقبلة.
ويرصد فيلم سلوم، على نحو شديد الإيقاع، يوميات حركة الهيب هوب الفلسطينية، والتطور الذي وصلت إليه بعد ولادة فرقة «دام» قبل سنوات، وصولا إلى فرقة «بي آر» التي ولدت قبل نحو عامين، رغم حصار غزة.
ويصور الفيلم الوثائقي تلك الموسيقى التي يؤمن بها الشباب كنوع من خشبة خلاص يلجأون إليها من ظلمة يومياتهم وربما عبثية ما يحيط بحياتهم، من عنف وقتل وحصار؛ ولكنه أيضاً يروي كيف يحوّل هؤلاء الشباب، يومياً، واقعهم إلى أغانٍ وقصائد وموسيقى، يريدون منها أن تصل إلى آذان الكثيرين في الخارج.
التجربة الفلسطينية الأولى في موسيقى الهيب هوب كانت في أراضي الـ48، عندما انبثقت فرقة «دام»، مطلقة أولى أغنياتها وأوسعها انتشاراً: «أنا مش إرهابي». وتدخل كاميرا سلوم إلى بيت أفراد فرقة «دام»، الذين يعيشون مع أهاليهم، وبينهم فتاة تلقّت تهديدات، لأنها تؤدي هذا النوع من الأغنيات. لكنها مجددا وبالأغنية تتمكن من الانتصار على الواقع.
كما يلقي الفيلم الضوء على أنشطة «دام» الاجتماعية، فيروي كيف يتحلّق أفرادها مع الأطفال في عكا وغيرها من مدن أراضي الـ48، لتوعيتهم ضد المخدرات والآفات الاجتماعية كالمخدرات والسرقة وغيرها.
عندما تنتهي كاميرا سلوم من قص حكاية دام، تنتقل إلى غزة، حيث فرقة «بي آر». هنا تنحصر التجربة في الأغاني، وجرأتها ومدى ملاصقتها بالواقع. هنا «لقاء أفراد الفرقة يعتبر مغامرة بحد ذاتها، تستحق التصوير». ففي أوقات الحصار والعنف الإسرائيلي، تعتمد الفرقة، في تواصل أفرادها، على الإنترنت، وتحميل أشرطة الفيديو.
في أغاني «الهيب هوب» الفلسطينية، حسبما تروي سلوم في فيلمها، تصبح قصيدة لمحمود درويش أو توفيق زياد أغنية، لتخليد صديق سقط بنيران الاحتلال، أو دفاعاً عن صديقين سيقا إلى سجون الاحتلال لرميهما الجنود بالحجارة.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد