الفاتيكان يقبل قريبا دعوة علماء مسلمين للحوار
قال كرادلة كاثوليك وباحثون مسلمون ان الفاتيكان يعتزم الرد بالايجاب وبسرعة على نداء وجهه علماء مسلمون من أجل اجراء حوار لا سابق له بين المسيحية والاسلام.
ولم ترد الكنيسة الكاثوليكية التي تمثل أكثر من نصف المسيحيين في العالم وعددهم مليارا شخص بشكل رسمي على النداء الذي وجهه علماء مسلمون الشهر الماضي وأشاد به معظم زعماء الكنائس المسيحية الاخرى.
لكن الكرادلة في روما ومسؤولين في الفاتيكان أبلغوا رويترز أن كثيرا من زعماء الكاثوليك يريدون حوارا جادا مع زعماء المسلمين للتغلب على أوجه سوء التفاهم.
وقال كبير أساقفة دكار الكردينال ثيودور أدريان سار الذي يمثل المسلمون في بلده السنغال نحو 95 في المئة "الفاتيكان سيرد بالايجاب وقريبا جدا...لن نضيع هذه الفرصة."
وقال كردينال كبير طلب عدم نشر اسمه "ترقبوا الامر خلال هذا الاسبوع". ووصل الاساقفة الى روما لحضور مراسم الحاق 23 عضوا جديدا بكلية الكرادلة.
وذكر كبير أساقفة باريس الكردينال أندريه الثالث والعشرين أن اجراء حوار جاد وشامل بين المسيحيين والمسلمين سيساعد على تعزيز العلاقات بين أصحاب الديانتين في فرنسا حيث تعيش أكبر جالية مسلمة في أوروبا.
ووصف النداء الاسلامي بانه "خطوة مهمة".
وقال "أتذكر أنه قبل أعوام قليلة فحسب كنا نأسف لانه لم يكن هناك زعماء مسلمون بامكانهم أن يتخذوا موقفا ضد الارهاب على سبيل المثال."
وقال كبير أساقفة مومباي الكردينال أوزوالد جراسياس " هذه فرصة منحها الرب لنا ووضعها في قلوب الناس للعمل معا. كلنا (الكرادلة) سعداء للغاية."
ووجه 138 عالما مسلما يمثلون أغلبية كبيرة من المذاهب الاسلامية دعوة لزعماء مسيحيين لاجراء حوار على أساس الاعتقاد المشترك بينهما بأن محبة الله والاخرين هي حجر الزاوية في عقيدتهما.
وكانت هذه الدعوة هي الاولى من نوعها لانه لا توجد سلطة مركزية في الاسلام تتحدث بالنيابة عن جميع المسلمين ولا سيما الاغلبية الصامتة التي لا تتفق مع المتطرفين الذين كثيرا ما يتصدرون عناوين الصحف.
وقال سار ان الفاتيكان يعتزم دعوة مجموعة صغيرة من العلماء الذين وقعوا النداء لاجرء محادثات بهدف استكشاف سبل المضي قدما.
وقال "سنجتمع معهم لتوضيح ما نريد عمله. وبعد ذلك سنرى ما يمكن عمله."
وجاءت ردود فعل الكثير من زعماء المسيحيين ايجابية لكن الكردينال جان لوي توران المسؤول عن العلاقات مع الاسلام في الفاتيكان عبر عن شكه في أن الحوار قد يؤدي لاتفاق الجانبين في قضايا مثل الله والحب وكيفية قراءة النصوص المقدسة.
لكن خبراء كاثوليكيين بارزين في شؤون الاسلام رحبوا بالمبادرة المسلمة مما جعل توران الذي أبرزت شكوكه التحفظات التي عبر عنها البابا بنديكت بشأن الاسلام في السابق يبدو في عزلة متزايدة.
وبيد الفاتيكان أن يحسم أمر هذه المبادرة. فأتباع المذهب الكاثوليكي وحده يبلغ عددهم 1.1 مليار شخص أي مثل المسلمين تقريبا الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة. وسيكون أي حوار بين المسلمين والكنائس المسيحية الاخرى فقط غير مكتمل.
وقال عارف علي نايد وهو من الموقعين على النداء ان علماء مسلمين يدركون أن الفاتيكان بحاجة للوقت كي يرد وان الرد بالايجاب "سيكون علامة أمل واضحة للعالم."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد