الفضائيات العربية: لكل حربه!
ربما لا تشبه الحربُ على لبنان، في قناة «العربية»، الحربَ نفسها، في قناة «الجزيرة»! حتى لو تشابهت الصور، والأخبار، وأعداد الضحايا، ووجوه النازحين والأرامل واليتامى... وربما ينعدم الشبه بين الحرب على لبنان في القناتين، والحرب في قناة «المنار».
لعل الاختلاف بين الحروب الثلاث بسيط، لا يلحظ بالعين المجردة. ينتظر بعض مشاهدي «العربية» تحليلاً ورأياً وحوارات وأسئلة وأجوبة... تختلف عما ينتظره بعض مشاهدي «الجزيرة». فيما ينتظر بعض مشاهدي «المنار» صورة مبسّطة تتجاوز تعقيدات التحليلات والتوجهات السياسية. ربما صورة تكتفي بمفردات تلائم مشاهدين بعينهم، وتشفي غليلهم نتيجة «العدوان الصهيوني»، وتخفف من احباطات وضغوط يعانونها منذ زمن طويل.
لا يقف ما ينتظره مشاهدو «المنار» عند حد مفردات وعبارات مثل «العدو الصهيوني» و «النصر» و «أبطال المقاومة» و «انجازات» وسواها. بل لا ينحصر مشاهدو هذه القناة بمن تروق له تلك العبارات، ويروق له سماع متصلين يوافقونه الرأي بشأن الحرب، والمقاومة، وإسرائيل وأميركا، والعرب. هناك مشاهدون آخرون ينتظرون ما تنفرد به «المنار» ويُنقل عنها في «العربية» و «الجزيرة» وسواهما. ينتظرون خطاباً للسيد حسن نصر الله. ينتظرون بياناً للمقاومة. ينتظرون صوتاً ناطقاً بالعربية يحلل ويعلق على صورة في قناة عبرية (اسرائيلية).
ضيوف برامج ونشرات «العربية» التي تتحدث عن الحرب، يختلفون عن ضيوف «الجزيرة» وضيوف «المنار». يتحدثون عن الموضوع ذاته. يحللون الحرب ذاتها. لكن آراءهم تختلف. على رغم ذلك الاختلاف في الضيوف والآراء، فإن رسالة الصورة لا تتغير في كل قناة على حدة، ربما لأن هناك من يجلس وراء الكواليس وينتقي الضيف، عن قصد أو غير قصد.
هل ينسحب الكلام عن الشبه وانعدامه بين الحرب على لبنان في الفضائيات الثلاث والحرب في فضائيات أخرى (في «الحرة»، «تلفزيون الجديد»، «المستقبل»، «الإخبارية» وسواها)؟ ماذا عن الحرب في القنوات الرسمية (في قناة «سورية»، وفي «الأولى» و «الثانية» السعوديتين، والقنوات المصرية، والقنوات الإيرانية)؟
بعيداً من كل ذلك الاختلاف ومدى حقيقته، هناك مشاهدون يفضلون متابعة كل الحروب على لبنان في كل الفضائيات والقنوات، ولا يكتفون بحرب واحدة. ربما كي تكتمل الصورة أو كي «تتشوش».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد