الفلسطينيون ينتفضون ضد جرائم الاحتلال ومستوطنيه

05-10-2015

الفلسطينيون ينتفضون ضد جرائم الاحتلال ومستوطنيه

عاشت الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال اليومين الماضيين هبّة شعبية، أعادت إلى الأذهان انتفاضة الحجارة في أواخر الثمانينيات، وانتفاضة الأقصى في العام 2000.
وفي خضم الإجراءات القمعية التي انتهجتها سلطات الاحتلال، والتي بلغت ذروتها بعد عملية «إيتمار» ليل الخميس الماضي في الضفة الغربية، والتي قتل فيها اثنان من أكثر المستوطنين تشدداً، وفي ظل استمرار الهجمات الهستيرية للمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، جاء الرد الفلسطيني قوياً حيث نفذ شابان عمليتَي طعن جديدتين في القدس المحتلة، فصلت بينهما ساعات قليلة، واسفرتا عن مقتل إسرائيليين، وإصابة ثلاثة.فلسطينيون خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل، امس (ا ف ب)
وفي العملية الأولى، قتل إسرائيليان أحدهما حاخام من سكان الحي اليهودي، والثاني مجند من الضفة الغربية، فيما اصيب إثنان آخران بجروح هما طفل وإمراة نقلت إلى المستشفى في حالة «الخطر».
وقتلت الشرطة الإسرائيلية منفذ العملية، وهو فتى في التاسعة عشرة من العمر، يتحدر من قرية البيرة قرب رام الله في الضفة الغربية، ويدعى مهند الحلبي. وقد أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» أنه من عناصرها.
وبعد ساعات، هاجم فلسطيني ثان بسكين أحد المارة في القدس الغربية وأصابه بجروح خطرة قبل أن يُقتل برصاص الشرطة الإسرائيلية.
وقالت وسائل الإعلام الفلسطينية إن الشاب يدعى فادي علون (19 عاما) من بلدة العيسوية في القدس الشرقية المحتلة.
ودُفن القتيلان الإسرائيليان، وهما الحاخام نحميا افي (41 عاماً) والمجند أهارون بينيت (21 عاماً) في جنازة حضرها آلاف المشيعين في مقبرة بالقدس.
واندلعت اشتباكات في الحي الواقع بالقدس الشرقية عندما أطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من الشبان الفلسطينيين الذين ألقوا بالطوب والحجارة على قوات الاحتلال.
إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة في القدس ليومَين.
وبدت البلدة القديمة، المزدحمة عادة، مدينة أشباح صباح أمس، حيث أقفلت المحلات التجارية أبوابها، وظلت الشوارع مقفرة إلّا من بعض السياح ومئات من رجال الشرطة الإسرائيليين الذين يحرسون أبوابها.
وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي تغلق فيها إسرائيل البلدة القديمة أمام الفلسطينيين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن هذا الإجراء يشمل الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة غير المقيمين في البلدة القديمة. وأوضحت الشرطة أنه على مدى يومَين لن يُسمح بالدخول سوى للإسرائيليين والمقيمين في البلدة القديمة والسياح وأصحاب المحلات والتلاميذ.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات عند كل مداخل البلدة القديمة، ولم يتمكن سوى حملة جوازات السفر الأجنبية أو حملة الهوية الإسرائيلية بصفة «مواطن» من دخول البلدة القديمة.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية عند باب الأسباط قنابل الصوت والرصاص المطاطي لقمع تظاهرة شارك فيها العشرات من الذين تمكنوا من دخول البلدة القديمة للاحتجاج على القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت، مساء أمس الأول، المسجد الأقصى وأرغمت المرابطين فيه على مغادرته. وقال مكتب الأحوال الخاص بالأقصى إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت المسجد، وأخلت المرابطين فيه عنوة، وحاصرت 20 آخرين داخل المصلى القبلي. وأضاف أن قوات الاحتلال كسرت باب مئذنة باب المغاربة واعتلت سطح المصلى القبلي، قبل أن تنسحب مرغمة دائرة الأوقاف على التعامل مع قضية اعتكاف الشبان.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصلت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وشن الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات في مخيم جنين للاجئين في محاولة لاعتقال قيس السعدي، القيادي في حركة «حماس»، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية.
وقال مصدر طبي في جنين إن 22 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحي خلال المداهمة.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي اعتقل ثلاثة فلسطينيين لكنه لم يتمكن من اعتقال قيس السعدي.
وفي نابلس، أصيب عشرة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية توغل، في إطار بحثه المستمر عن المسؤولين عن مقتل مستوطن وزوجته قرب مستوطنة «إيتمار». واندلعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين أدت إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح «جراء رصاص أطلق على الساقين أو البطن»، بينما «أصيب أربعة آخرون بجروح بعد تعرضهم للضرب»، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، في حين قالت الشرطة الفلسطينية إن «ثمانية أشخاص أوقفوا»، وإن الجيش الإسرائيلي «دهم منازل عنوة وألحق أضرارا فيها»، بينما تحدثت مصادر أخرى عن اعتقال 12 شخصاً.
وأحبط أهالي بلدة حوارة، جنوب نابلس، هجوما للمستوطنين على أحد المنازل الواقعة على أطراف البلدة، في حين أبلغ عن إصابة أم وإبنتها بجروح إثر هجوم للمستوطنين على مركبتهما.
كما اندلعت مواجهات بين أهالي قرية بورين، جنوب نابلس، وعدد من المستوطنين، الذين هاجموا القرية بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأحرقوا حقولا زراعية في منطقة جبل السبع.
وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح خلال مواجهات بين جنود الاحتلال ومستوطنين من جهة، ومواطني قرية صرة غرب نابلس.
وفي بلدة كفر قدوم، الواقعة جنوب مدينة قلقيلية، أصيب شاب بالرصاص الحي خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، فيما أصيب خمسة مواطنين، بينهم إمرأة حامل، بالاختناق، نتيجة استنشاقها الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدتها قرية جيت شرق قلقيلية. وكان أهالي القرية تصدوا لمحاولة اقتحامها من قبل مستوطنين، وأجبروهم على التراجع.
وفي رام الله، هاجم مستوطنون منزلَين على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات سقط بنتيجتها العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال على مدخل مخيم الجلزون شمال رام الله.
وفي الخليل، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة بيت أمر، فيما هاجم المستوطنون حارس متنزه بلدية يطا، في حين تجمهر آخرون في محيط مفترق بيت عينون شرق الخليل.
وفي السياق ذاته، أصيب خمسة شبان بالرصاص «المطاطي»، وُصفت إصابة أحدهم بالمتوسطة خلال مواجهات في منطقة باب الزاوية وسط الخليل.
كما أصيب عدد من المواطنين، أمس الأحد، بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة بيت لحم وبلدة تقوع.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 77 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي خلال 24 ساعة. وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر عراب فقهاء إن من بين الإصابات 18 بالرصاص الحي، و59 بالرصاص المطاطي، إضافة إلى 139 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع و6 حالات تعرض للضرب.
واستنكرت الحكومة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي مطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان إنها تستنكر «سياسة التصعيد التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية»، مطالبة المجتمع الدولي «بالتدخل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها».
وفي اتصال هاتفي طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل على «توفير حماية دولية» للشعب الفلسطيني، إثر تفاقم المواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية مع القوات الإسرائيلية.
من جهته، اتهم المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري الحكومة الإسرائيلية بدعم تحركات المستوطنين. وقال: «حتى الآن، واضح أن هناك تصعيدا من المستوطنين تحميه الحكومة الإسرائيلية، لأن المستوطنين لا يمارسون ما يقومون به دون غطاء من الحكومة الإسرائيلية». وبحسب الضميري، فإن قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية سيعقدون اجتماعا اليوم مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله والرئيس محمود عباس لبحث التصعيد.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...