الفلسـطينيون يقـدّمـون 300 مصـاب جـديـد للنكـبـة
أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الرابعة والستين للنكبة، حيث خرج الآلاف في تظاهرات عمّت مدن الضفة الغربية وبلداتها وقراها، وداخل القدس المحتلة، وأراضي العام 1948، وقطاع غزة، رافعين شعاراً واحداً «راجعين راجعين»، فيما امتلأت المستشفيات الفلسطينية بالجرحى الذين سقطوا في مواجهات مع جنود الاحتلال عند نقاط التماس.
وأصيب أكثر من 300 فلسطيني خلال مواجهات بالقرب من سجن «عوفر» في غربي مدينة رام الله، وبالقرب من حاجز قلنديا العسكري في شمالي القدس المحتلة.
وانطلقت مسيرة من مدينة رام الله في الضفة باتجاه سجن «عوفر»، ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة، وللتأكيد على دعم الأسرى، وللتشديد على أن نجاحهم في تحقيق أهدافهم، ضمن إطار معركة «الأمعاء الخاوية»، لا يعني توقف الفعاليات الداعمة لهم.
ودفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها الى المكان، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بغزارة شديدة.
كذلك، شهدت أنحاء عديدة في الضفة مواجهات كان أبرزها حين حاول مئات الفلسطينيين اجتياز أحد الحواجز العسكرية في غربي رام الله، محاولين «الزحف نحو مدينة الرملة المحتلة». وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على المشاركين في الفعاليات قبل اعتقال عدد منهم.
وفي مدينة بيت لحم، أصيب أكثر من خمسين فلسطينياً بجروح بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المطاط وقنابل الغاز. وحاول شبان فلسطينيون اقتحام مسجد «بلال بن رباح» في بيت لحم قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتمنعهم، بعدما هددت باقتحام المدينة بالكامل في حال لم ينسحب الشبان من محيط المسجد الذي تحتله إسرائيل وتزعم أنه «آثار يهودية».
إلى ذلك، شهدت مدينة القدس المحتلة منذ ساعات الفجر الأولى مواجهات عنيفة في منطقة العيسوية ومعبر قلنديا في شمالي القدس، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال العيسوية، وانتشرت في شوارعها وأحيائها.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مواجهات سجلت في ثلاثة أماكن رئيسية هي حاجز قلنديا، وحاجز بيتونيا بالقرب من سجن «عوفر»، وعند «قبر راحيل» في بيت لحم، حيث اشتبك نحو 200 شخص مع الجيش، مشيراً إلى إصابة جنديين إسرائيليين.
وأصيب أكثر من 25 فلسطينياً بحالات إغماء واختناق في المنطقة الزراعية في شمالي قطاع غزة إثر إطلاق الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل مفاجئ في بلدة بيت حانون.
وبعيداً عن المواجهات، شاركت حشود من الفلسطينيين في تظاهرة مركزية في مدينة رام الله.
وفي نابلس في شمالي الضفة، تجمع الآلاف أمام مقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لتأكيد حق العودة. وفي الخليل في جنوبي الضفة، خرج الآلاف للتظاهر حاملين الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى.
وفي هذه الأثناء، تظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة أمام مقر الأمم المتحدة وسط الدعوة لعدم العودة للمفاوضات مع إسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة.
وفي أراضي العام 1948، نظمت تظاهرة مركزية أخرى في قرية اللجون المهجّرة المحاذية لمدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، حيث شارك المئات إحياءً لذكرى النكبة.
وشهد المهرجان، الذي دعت له لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، مشاركة مجموعة من القيادات السياسية والدينية والشبابية في الداخل الفلسطيني، حيث أكّد المشاركون على ضرورة التمسّك بحق العودة.
وفي السياق، نفذت مختلف المدن والبلدات الفلسطينية داخل أراضي 1948 إضراباً عاماً، في وقت انطلقت مسيرات شعبية من مراكز المدن رافعة الأعلام الفلسطينية وأسماء أكثر من 500 قرية ومدينة دمّرتها العصابات الصهيونية وهجّرت سكانها.
في هذا الوقت، أعلن الأسرى الإداريون الخمسة، ومن بينهم بلال ذياب وثائر حلاحلة، موافقتهم على اتفاق إنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام، اعتباراً من فجر أمس.
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد