القاهـرة: فيلـم يفجّر غضباً اقتحـام السـفارة الأميركيـة
اقتحم متظاهرون مصريون غاضبون، مساء أمس، مقر السفارة الأميركية في وسط القاهرة، حيث انتزعوا العلم الأميركي، ورفعوا مكانه علم تنظيم «القاعدة»، وذلك احتجاجا على فيلم يقولون انه مسيء للإسلام أنتجه مصريون أقباط مهاجرون في الولايات المتحدة.
وتجمّع قرابة ثلاثة آلاف متظاهر من الإسلاميين السلفيين بالاضافة الى مجموعات من الاقباط ومن مشجعي (التراس) فريقي كرة القدم الأهلي والزمالك أمام السفارة، وتسلق عشرات منهم سورها الخارجي، ونزع واحد منهم العلم الأميركي المعلق على المبنى، ووضع بدلا منه علم تنظيم «القاعدة» الأسود، والمكتوب عليه «لا اله إلا الله محمد رسول الله».
ورفع المتظاهرون لافتات «لبيك رسول الله»، و«فداك نفسي يا رسول الله»، و«تسقط أميركا»، وصوراً لعدد من منتجي الفيلم تشبههم بالخنازير، مرددين هتافات «إنتج فيلم وارسم رسمة... انتو كلاب ولا ليكم لزمة»، و«يا موريس يا جبان يا عميل الأمريكان» في إشارة إلى موريس صادق المعروف باسم «زعيم أقباط المهجر».
وتدخلت الشرطة لفض المتظاهرين من دون استخدام العنف، وطلبت من أولئك الذين تسلقوا سور السفارة ان ينزلوا فاستجابوا لطلبها.
وكانت مختلف الفعاليات المصرية وفي مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والبروتستانتية دانت في بيانات أصدرتها على مدى اليومين الأخيرين قيام عدد من أقباط المهجر برئاسة المحامي موريس صادق رئيس ما يُعرف بـ«الهيئة العُليا للدولة القبطية» بإنتاج الفيلم السينمائي، الذي بدأ عرضه يوم أمس بالتزامن مع ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة.
وأعلن «حزب المصريين الأحرار»، الذي أسسه رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس،
مشاركته في التظاهرة أمام السفارة الأميركية. ودان الحزب إنتاج أو عرض أي فيلم يسيء إلى الإسلام، ورفض كل ما من شأنه الإساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية بحجة التعبير عن الرأي.
لكن العديد من الناشطين المؤيدين للديموقراطية ومن بينهم وائل غنيم ابدوا مساء الثلاثاء استياءهم من هذه التظاهرة. وكتب غنيم على صفحته على موقع «فيسبوك» إن «الهجوم على السفارة الأميركية يوم 11 أيلول بأعلام ارتبطت في ذاكرة المواطن الأميركي العادي بتنظيم القاعدة، لن يفهم عند الرأي العام لديهم على أنه حملة غضب ضد الفيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل سيفهم على أنه حملة احتفال بما حدث من جريمة يوم 11 أيلول، فالمواطن الأميركي العادي ارتبط في ذهنه هذا التاريخ بذكرى أليمة مات فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وهو لن يفهم أساساً علاقة السفارة الأميركية بالفيلم».
وفي محاولة لاحتواء الموقف، أصدرت سفارة الولايات المتحدة في القاهرة بيانا دانت فيه استمرار محاولات بعض الأفراد إيذاء مشاعر المسلمين الدينية، مستنكرة محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان.
وأشار البيان إلى أنه «في الذكرى السنوية الحادية عشرة للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة يوم 11 أيلول 2001 ، يكرم الشعب الأميركي مواطنينا والذين يخدمون أمتنا كرد مناسب على أعداء الديموقراطية». وأضاف البيان «إن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية للديموقراطية الأميركية، ونحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمي لحرية التعبير للإساءة إلى المعتقدات الدينية».
من جهته، قال مدير مباحث القاهرة اللواء سيد شفيق إن أجهزة الأمن تفاوضت مع كل من نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم «حزب النور» السلفي، وممدوح إسماعيل، عضو مجلس الشعب المنحل عن «حزب الأصالة» السلفي، لصرف المتظاهرين، من أمام السفارة الأميركية.
ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن شفيق ان «بكار وعد أجهزة الأمن بصرف المتظاهرين». وأضاف ان «أجهزة الأمن عززت تواجدها أمام السفارة الأميركية، ورفـعت حالة الطوارئ في جميع الشوارع المحيطة وكذلك الخــدمات الأمنية في محيط النادي الأهـلي ومبنى اتحاد كرة القدم».
وشدد على أن أجهزة الأمن لم تلق القبض على أحد من المتظاهرين، مشيراً إلى أن «الهدف الآن هو تفريقهم، وإبعادهم عن مبنى السفارة، وعدم وقوع أي تلفيات في المباني العامة أو الخاصة المحيطة».
شفيق
من جهة ثانية، أعلن قاضي تحقيق مصري أنه أحال مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق على محكمة الجنايات بتهمة تسهيل استيلاء ابني الرئيس السابق حسني مبارك، جمال وعلاء، على 40 ألف متر مربع من أرض جمعية تعاونية لإسكان الضباط الطيارين.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد