القدرات الصاروخية الإيرانية ومفاوضات جنيف
الجمل: تركز مفاوضات جنيف الجارية حالياً بواسطة مجموعة الـ"5+1" مع إيران على ملف البرنامج النووي الإيراني ولكن لما كان البرنامج النووي الإيراني يرتبط بشكل وثيق بالبرنامج الصاروخي الإيراني ولما كان الهدف الرئيس لمجموعة الستّة القضاء على قدرات الدمار الشامل الإيرانية، فإن مجرد التوصل إلى الحصول على تنازل طهران في وقف تخصيب اليورانيوم والتخلي عن البرنامج النووي أمر يثير الكثير من التساؤلات حول إبقاء البرنامج الصاروخي الإيراني.
* القدرات الصاروخية الإيرانية:
حققت إيران نجاحات حقيقية في بناء قدراتها الصاروخية التي تتيح لها قدرة الرد القوي على أي اعتداء يمكن أن تتعرض لها، وحالياً تملك إيران ترسانة الصواريخ التالية:
• الصواريخ البالستية قصيرة المدى (1000 كلم) وهي «فتح 110» و«شهاب-2».
• الصواريخ البالستية متوسطة المدى (1000 إلى 5500 كلم) وهي «شهاب-3» و«شهاب-3 ب» و«سجّيل».
• الصواريخ البالستية العابرة للقارات (أكثر من 5500 كلم) وهي «شهاب-6» و«سفير».
وتجدر الإشارة إلى وجود انقسامات بين خبراء الصواريخ الأمريكيين والغربيين حول مصداقية امتلاك إيران للصواريخ البالستية العابرة للقارات فهناك طرف يقول أن هذا النوع من الصواريخ موجود لدى الإيرانيين ولكنه لا يتمتع بالقدرة على حمل رؤوس حربية يزيد وزنها عن 1000 كغ، أما الطرف الآخر فيقول أن إيران لا تمتلك حالياً هذا النوع من القدرات الصاروخية ولكنها وفي ظل وتائر تطورها السريع من الممكن أن تصل قريباً إلى مرحلة امتلاك الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تستطيع حمل الرؤوس التي يبلغ وزنها أكثر من 1000 كغ.
* النوايا الأمريكية إزاء قدرات إيران الصاروخية:
تقول المعلومات والتسريبات أن واشنطن تسعى للتفاهم مع موسكو حول كيفية احتواء القدرات الصاروخية الإيرانية ومن أبرز الاحتمالات المتوقعة نشير إلى الآتي:
• أن تسعى واشنطن لفرض المزيد من الضغوط على طهران بشأن قدراتها الصاروخية إذا استطاعت واشنطن تحقيق النجاح في مفاوضات جنيف الحالية وبكلمات أخرى فإن واشنطن تحتفظ بملف القدرات الصاروخية الإيرانية إلى حين الانتهاء من ملف القدرات النووية الإيرانية.
• أن تسعى واشنطن لطرح مشروع نظام صاروخي دولي يهدف إلى الحد من انتشار الصواريخ وفرضه على دول العالم ضمن معاهدة على غرار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والقيام بإنجاز هذه الخطوة يتطلب تفاهماً مع موسكو وبكين وفرنسا وبريطانيا إضافة لبقية الدول ذات القدرات الصاروخية كباكستان والهند.
إضافة لذلك تشير المعلومات والتقارير إلى أن الإدارة الأمريكية نقلت المزيد من تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي التي تضمنت الإشارات المتزايدة إلى القدرات الصاروخية الإيرانية باعتبارها لا تقل أهمية عن البرنامج النووي الإيراني.
أشار تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إلى أن إيران تقوم حالياً بتطوير قدراتها الصاروخية بفعل المساعدات التي ظلت تتلقاها من روسيا والصين وكوريا الشمالية لأن كل الصواريخ الإيرانية تتطابق بقدر كبير مع صواريخ هذه الدول وعلى سبيل المثال فإن الصاروخ «شهاب-3» هو صورة معدلة عن صاروخ «نودونغ» الكوري الشمالي.
تشير التوقعات أيضاً إلى أن إيران تملك القدرات والمهارات الكافية لتطوير هذه المنظومات الصاروخية (التي حصلت عليها من روسيا والصين وكوريا) ضمن منظومة صاروخية إيرانية تتميز بالتطور والخصوصية الإضافية.
يعتقد العديد من الخبراء الأمريكيين أن تطوير وتفعيل إيران لقدراتها الصاروخية سيترتب عليه إحداث المزيد من الإرباكات والمشاكل في مشروع شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكي، وأضافت التسريبات أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز أشار إلى هذه النقطة في تصريحه الذي قال فيه أن تطور القدرات الصاروخية الإيرانية استمر بوتائر أقل من توقعات وتخمينات المخابرات الأمريكية عام 2006 وأن مجرد تطوير هذه القدرات سيكون كافياً لدفع الولايات المتحدة وحلفائها لإجراء المزيد من التعديلات الإضافية الجديدة في مخطط مشروع شبكة الدفاع الصاروخي.
* نظام حظر انتشار التسلح الصاروخي: الملامح المتوقعة:
تقول بعض التسريبات الخافتة أن بعض الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين يعكفون حالياً بشكل سري لوضع الخطوط العامة لنظام حظر انتشار التسلح الصاروخي ومن أبرز النقاط التي سيتم التركيز عليها.
• السيطرة على صادرات مدخلات الصناعة الصاروخية.
• صياغة النظام القانوني لجهة إلزام الدول بالتخلي عن طموحاتها الصاروخية.
• النظر في إقامة وكالة دولية لمراقبة البرامج الصاروخية بحيث تعمل تماماً على غرار وكالة الطاقة الذرية العالمية.
• فرض العقوبات الدولية المتعددة الأطراف على الدول التي تتبنى إقامة البرامج الصاروخية.
• فرض الرقابة الصارمة على تكنولوجيا صناعة الصواريخ.
أضافت المعلومات أنه من الصعب فرض نظام صاروخي عالمي لأن تكنولوجيا صناعة الصواريخ انتشرت بشكل واسع ووصلت إلى نقطة اللاعودة ولكن برغم ذلك فإن واشنطن تسعى لاستخدام سياسة العصا والجزرة بما يتيح لها فرض النظام الجيد الذي سيشكل قيمة مضافة جديدة لمشروع واشنطن الخاص بالهيمنة على النظام الدولي المعاصر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد