الكويت: السلفيون يكسبون نفوذاً متزايداً بهدوء

عندما اعترض سلفيون في الكويت على ملتقى للشباب حول السياسة والدين في وقت سابق من العام الحالي انطلقوا إلى موقع "تويتر" ومواقع أخرى على الانترنت وليس للشوارع.

وفي حين أن مبادئ السلفيين في الكويت مماثلة لمبادئ السلفيين في أي مكان آخر، فإن الطرق التي يتبعونها للتأكيد على نفوذهم أكثر تعقيداً، إذ يضغطون على أعضاء الحكومة ويطرحون تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الندوات. وهناك حرية نسبية متاحة للسلفيين في الكويت ويعتبرون أنفسهم قدوة للسلفيين الذين يشاركون في السياسة للمرة الأولى بعد "الربيع العربي".

ويقول النائب الكويتي السلفي عبد اللطيف العميري إن "التيار السلفي معروف بقدرته على اتخاذ موقف وسطي بين الحكومة والمعارضة".

وينتاب البعض شعور بالقلق من صلة السلفيين بالسعودية والتي اشتدت، خصوصاً بعد غزو العراق للكويت في العام 1990، ما حوّلهم إلى قوة أصولية أكثر تشدداً تدفع البلاد إلى الدوران في فلك السعودية.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق الغبرا إن السلفيين يشاركون في النظام السياسي في الكويت، مشيراً إلى اختيار أربعة نواب سلفيين في مجلس الأمة الكويتي خلال الانتخابات الأخيرة.

ويتوقع محللون إجراء انتخابات نيابية جديدة في الكويت، ما سيعطي السلفيين فرصة إثبات وجودهم على الساحة السياسية في إطار كتلة معارضة، تمثل الغالبية إلى جانب إسلاميين أكثر اعتدالاً. وكانت المعارضة قد أيّدت اقتراحاً يقضي بتعديل الدستور من أجل أن تتوافق التشريعات في الدولة مع الشريعة، ودعت في الوقت ذاته إلى فرض عقوبة الإعدام على جرائم التجديف.

ويعتبر محللون أن الأسرة الحاكمة في الكويت منحت السلفيين بعضاً من الحرية من خلال إشراكهم في النظام السياسي، ما قد يجعل مواقفهم أكثر اعتدالاً. وتمكن السلفيون خلال السنوات الماضية، من تحقيق نجاحات تشريعية مثل الفصل بين الجنسين في الجامعات، وفرض القيود على ممارسة الرياضة المختلطة بين النساء والرجال، ومنع النساء من شغل مناصب قضائية.

ويشعر الليبراليون في الكويت بالقلق من أثر تلك التطورات التي تقيد الحريات الشخصية، كما في السعودية. ويشير المعارض السعودي والباحث في معهد شؤون الخليج في واشنطن علي الأحمد إلى أن نقطة التحول حدثت بعد غزو العراق للكويت ما أدى إلى توجه العديد من الكويتيين إلى السعودية وتأثرهم بالفكر الوهابي.

واعتبر بعض المحللين أن التأثير السعودي على سلفيي الكويت كان وراء إلغاء قرار بتنظيم ندوة شبابية في الكويت، تضم معارضين سعوديين وليبراليين وإسلاميين من أنحاء العالم العربي من أجل البحث في شؤون دينية وسياسية، ما يظهر تزايد النفوذ السلفي والسعودي، لكن العميري نفى وجود أفكار مشتركة وصلات سياسية تربط سلفيي الكويت بالسعودية.

وأشار مدير "مركز الوعي لتحسين العلاقات العربية - الغربية في الكويت" إبراهيم العدساني إلى وجود لغط بين تعريف السلفيين والتقليديين. وقال إن "السلفيين ممثلون في مجلس الأمة ولديهم ناخبون. الناس يخلطون بين الأصوليين والتقليديين. هناك أشخاص تقليديون وهم في تزايد. إنهم يريدون العودة لتقاليدهم. إنهم يعتقدون أن الثقافة الغربية غزت بلادهم".

المصدر: رويترز