المحافظون الجدد يحولون هجومهم باتجاه روسيا باعتبارها دولة مارقة

الجمل:   مراكز الدراسات الاستراتيجية التابعة لجماعة المحافظين الجدد في أمريكا بدأت تكثف مشروعاتها البحثية الهادفة إلى (الاهتمام) بالشأن الروسي، وأصبحت كثافة الأوراق والبحوث والسمنارات المتعلقة بالشؤون الروسية تعادل في كثافتها ما كان يكتب عن العراق ونظام الرئيس الراحل صدام حسين في الأعوام الثلاثة التي سبقت غزو واحتلال العراق.
كذلك، أصبح لافتاً للنظر تحول الكثير من (الباحثين) التابعين لجماعة المحافظين الجدد، من الكتابة عن الشأن العراقي إلى الكتابة عن الشأن الروسي، وعلى سبيل المثال: الباحث راؤول مارك غيريخت حامل لقب (الزميل الباحث المقيم) بمعهد المسعى الأمريكي، تحول من الكتابة عن العراق ونظام صدام حسين، إلى الكتابة عن  إيران وتهديدها للأمن والسلام الخليجي والعالمي.. وأخيراً تحوّل إلى الكتابة، متفرغاً هذه المرة للشأن الروسي.
يصدر معهد المسعى الأمريكي عدداً من الأوراق السياسية الدورية، وقد كتب راؤول مارك غيريخت، بحثاً مصغراً نشرته دورية المعهد المختصة بشؤون البحث السياسي العام، حمل عنوان (دولة استخبارية مارقة، لماذا لا تستطيع أوروبا وأمريكا غض النظر عن روسيا).
يصف الباحث الدولة الروسية في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها تمثل (ظاهرة جديدة في أوروبا)، وذلك على أساس اعتبارات أن روسيا تمثل حالياً دولة ديمقراطية يشرف على قيادتها ضباط الأمن والمخابرات السوفييتية السابقين، ومن أبرزهم: فلاديمير بوتين الضابط السابق في الكي.جي.بي ورئيس الجمهورية الروسية الحالي.
وصفت ورقة معهد المسعى الأمريكي الحكومة الروسية بأنها سوف تكون حكومة من النوع الذي يبني سياسات وتوجهات غير مسؤولة إزاء مواطنيها والبلدان المجاورة لها.
كلك اتهمت ورقة معهد المسعى الأمريكي حكومة بوتين بالمسؤولية عن الكثير من الاغتيالات السياسية التي حدثت في الفترة الماضية، ورصدت الورقة أسماء 27 شخصية روسية تم اغتيالها، كان من أبرزهم:
- اليكسندر ليتفينينكو: ضابط الكي.جي.بي  السابق الذي تم اغتياله بلندن في 23 تشرين الثاني 2006 عن طريق تسميمه بواسطة إشعاع البولونيوم.
- آنا بوليتكوفسكايا: صحفية روسية معارضة تم اغتيالها في 7 تشرين الأول 2006.
ولم ينسَ المحلل اليهودي راؤول غيريخت أن يضيف إلى قائمة الاغتيالات أسماء الأصوليين الإسلاميين من القادة الميدانيين للحركات الإسلامية الشيشانية المسلحة.
بعد أن أفاض الباحث في اتهاماته للنظام الروسي، تحول إلى فقرة جديدة حملت عنوان: (ما الذي يتوجب القيام به؟) وتركز هذه الفقرة على الإجراءات التي يتوجب على أمريكا والبلدان الغربية اتخاذها ضد روسيا، وذلك على النحو الذي يؤدي إلى ردع النظام الروسي ويدفعه إلى تصحيح مساره السياسي الحالي، وتشير ورقة معهد المسعى إلى الآتي:
• التخلي عن الاعتقاد في فكرة أن روسيا سوف تتحول تديريجياً إلى دولة ديمقراطية.
• التخلي عن الاعتقاد في فكرة أن تحول روسيا نحو الاقتصاد الرأسمالي سوف يؤدي إلى تخليها عن الطغيان، وذلك لأن الرأسمالية من الممكن أن تترافق وتتساند مع الطغيان، بدليل أن نظام موسوليني الفاشي في إيطاليا كان نظاماً رأسمالياً، وأيضاً نظام هتلر النازي في ألمانيا كان نظاماً رأسمالياً.
• الضغط على روسيا من أجل التحالف مع الغرب وأمريكا في:
* الحرب ضد الإرهاب الدائرة حالياً في العراق وأفغانستان.
* القضاء على الخطر الإيراني.
* احتواء الخطر الصيني.
* التنسيق والتحالف مع أمريكا وحلفائها في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
* تخفيض ميزانية الدفاع الروسي.
* الحد من الاتفاقيات العسكرية مع بلدان العالم الأخرى.
* تخفيض مخزونات أسلحة الدمار الشامل الروسية.
* تخفيض الصواريخ الروسية البالستية.
* تخفيض حكم الجيش الروسي.
* إيقاف الحملات العسكرية الروسية ضد مناطق القفقاس الروسية (الشيشان، داغستان، أوسيكيا الجنوبية والشمالية، وشركسيا، وأبخازيا الشركسية)..
* الضغط على الاقتصاد الروسي عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.
* فرض المزيد من القيود على الصادرات الروسية.
وعموماً فإن جماعة المحافظين الجدد، أصبحت تسعى من أجل فرض بالحصار غير المعلن على روسيا، وذلك بما يؤدي على إضعافها اقتصادياً وعسكرياً، بما ينتهي بتحلل وتفكك الدولة الروسية سياسياً، وهو الأمر الذي تريده جماعة معهد مشروع القرن الأمريكي الجديد، الذي يتسم بالهيمنة الأمريكية الشاملة بعد القضاء على روسيا والصين المنافستان لأمريكا في زعامة النظام الدولي الجديد القائم على القطبية الواحدة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة