المخابرات وتكنولوجيا الاتصالات: الموساد والسي آي إيه

18-03-2007

المخابرات وتكنولوجيا الاتصالات: الموساد والسي آي إيه

الجمل:    المفهوم الأساسي في الجمع الاستخباري يتمثل في القيام باعتراض الاتصالات بين المرسل (أ) والمستقبل (ب). وإذا استطاع (أ) أن يحتفظ بمعلوماته لنفسه، فلن تكون هناك أي فرصة متاحة للقيام باعتراض المعلومات وجمعها استخبارياً، وذلك لأن فرصة الاعتراض والجمع الاستخباري تتطلب معرفة المرسل (أ) والمستقبل (ب)، وطريقة وتوقيت الاتصالات بين (أ) و(ب).
وقد أسقطت الإدارة الأمريكية الحالية هذا المفهوم تماماً، وأصبحت تعتمد على (فبركة) المعلومات الاستخبارية التي تخدم السيناريو الذي ترغب في تنفيذه.
العمليات الاستخبارية الناجحة على مدى آلاف السنوات السابقة استغرقت الوقت وتكريس الجهد اللازم باتجاه الهدف الواضح التحديد. ويعتبر هذا الأمر سارياً ومجدباً في حالة القيادة السياسية ذات العزم المستمر، والتي يشرف عليها الزعماء الأقوياء ذوي الخبرة والدراية. ولسوء حظ الولايات المتحدة الأمريكية أنها ظلت تتأرجح بين الزعماء السياسيين من كافة المستويات، وكان القليل منهم يحظون بالخبرة والفهم الدولي للاتصالات واللاعبين –الذين يقومون بها- ويعتبر هذا الأمر سارياً وصحيحاً لكل من كان يتحدّث لغة أخرى إلى جانب الانكليزية والاسبانية. وبالنسبة لمعظم القادة الأمريكيين الذين كانوا يتحدثون الاسبانية إلى جانب الانكليزية، فقد كانوا يفعلون ذلك من أجل كسب أصوات الناخبين الأمريكيين ذوي الأصول الاسبانية، ومن ثم، لم يكن في مقدورهم مجرد الإشارة إلى بقية أجزاء العالم التي تتحدث اللغات الأخرى. أما بوش وإدارته الحالية فهم بمثابة أمثلة كلاسيكية لـ(الأعمى الذي يقود أعمى) خاصة وأن كل خبرة بوش حول العالم، قبل احتلاله البيت الأبيض، كانت تتمثل فقط في الخمارات المكسيكية.
إن جمع المعلومات الاستخبارية يجب أن يكون ملائماً ومناسباً لشكل الاتصالات المستخدمة، والكلمة التي يتم النطق بها عن طريق المصادر الموثوقة ظلت أمراً مستخدماً لعشرات آلاف السنوات، وبرغم البطء فإن الاتصالات الحديثة أعطت –هذه الكلمة- فعالية أكبر.
• التعامل مع بن لادن ورسله، وقنوات اتصالاته المؤمنة، كلف أمريكا أقماراً صناعية للتنصت الالكتروني ومنشآت للاعتراض الأرضي، بلغت تكاليفها مليارات الدولارات، إضافة إلى آلاف الوكلاء والمتعاقدين المختصين بتكنولوجيا الاتصالات المتطورة الفائقة التعقيد.
وقد أصبح مشهد (قطيع الغنم) الذي يعمل من أجل رصد (كهف) بن لادن ينطبق على عملاء المخابرات الأمريكية. وبرغم قيام جماعة نادي شلة المتعاقدين مع وزارة الدفاع الأمريكية، بإنفاق مليارات الدولارات، بحثاً عن بن لادن، فإنه مايزال أمامهم وقت طويل لكي يعملوا ناشطي المخابرات الأمريكية كيف يصبحوا قطيعاً من الغنم يستطيع أن يحقق النجاح في العثور على بن لادن، وهو أمر لن يتحقق مادام بوش يتنقل متحركاً من حرب في بلد إلى حرب في بلد آخر.
• ماكينة المخابرات الأمريكية أصبحت تعاني من العطب، وتنتقل من فشل إلى آخر.. وذلك لأن –القائمين بأمرها- نسوا المبادئ الأساسية.
• بأبرز الأمثلة على فشل أجهزة المخابرات الأمريكية يظهر متجسداً بوضوح في هزيمة الإسرائيليين عند غزوهم الأخير للبنان، وذلك عندما اتضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم تكن لديه أدنى فكرة عن عشرات آلاف الصواريخ التي كانت منصوبة ومصوبة ضدّه، ولا عن المخابئ ومدى ونطاق إمدادات ومستوى تدريب حزب الله. وبكلمات أخرى: فإن تكنولوجيا الاتصالات المتطورة وشبكات القيادة والسيطرة التي كان يتمتع بها جيش الدفاع الإسرائيلي. استطاع حزب الله –اللبناني- أن يخترقها جميعاً، وكان رجال حزب الله يعرفون مقدما وبشكل مسبق كل حركة وكل كبيرة وصغيرة تحدث على الجانب الإسرائيلي.
• الغزو الأمريكي للعراق، كان كارثة كبيرة للغاية، وكان كل العالم يعرف تماماً أن العراق سوف يواجه خطر التقسيم والحرب الأهلية إذا تمت الإطاحة بنظامه السابق بهذه الطريقة، وعلى ما يبدو فقد كان الوحيد في العالم الذي لا يعرف ذلك هو جورج بوش ومخابراته وأقمار تجسسه الصناعية.
لقد تعرضت أجهزة المخابرات الأمريكية للخراب والدمار، وأصبحت تستخدم في فبركة المعلومات من أجل تضليل الرأي العام الأمريكي العالمي، وحالياً تبلغ ميزانية المخابرات الأمريكية 42 مليار دولار بالتمام والكمال.. ومازالت تصر على استخدام الآلاف من العملاء (قطعان الغنم).. والمئات من أقمار التجسس، والشبكات الأكثر تطوراً في تكنولوجيا الاتصالات، وتسترق السمع إلى كلمة يتم نطقها بواسطة التلفونات، وبرغم ذلك لم تستطع هذه الاجهزة ولا عملاؤها، مجرد الحصول على الرقم التلفوني الخاص بأسامة بن لادن!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...