المشهد التركي بعد اجتماع بوش - أردوغان

06-11-2007

المشهد التركي بعد اجتماع بوش - أردوغان

الجمل: انفضّ لقاء بوش – أردوغان المرتقب في البيت الأبيض بالأمس، وكانت النتيجة بعض العناوين الباردة في الصحف الأمريكية، والتي عكست عدم وجود أي تطور جديد في الموقف الأمريكي الرسمي إزاء الأزمة التركية – الكردية، التي باتت تضع مستقبل العراق وشماله على مفترق طرق.
* المشهد قبل لقاء بوش – أردوغان:
كانت زيارة كوندوليزا رايس الأخيرة إلى تركيا بمثابة التحرك الذي هدف إلى تمهيد الأجواء للقاء بوش – أردوغان، وبكلمات أخرى فإن زيارة رايس كانت تهدف إلى إنجاز المهام الآتية:
• مهام استطلاعية: تتمثل في محاولة التعرف على نوايا الزعماء الأتراك، ومدى الهامش المتاح للتفاوض معهم إزاء أزمة شمال العراق.
• مهام إدراكية: وذلك عن طريق تسريب النوايا الأمريكية للزعماء الأتراك، على النحو الذي يدفع السلطات التركية نحو فهم حقيقة الموقف الأمريكي.
• مهام تضليلية: وذلك عن طريق إطلاق التصريحات التي تندد، أمام الرأي العام التركي، بحزب العمال الكردستاني، والتأكيد على أن أمريكا ما تزال وفية ومخلصة في مواقفها إزاء تركيا.
• مهام تنسيقية: وذلك عن طريق التفاهم مع الإسرائيليين حول الموقف الأمريكي – الإسرائيلي الموحد، الذي يجب أن يلتزم به الرئيس بوش عندما يلتقي أردوغان، وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد زارت إسرائيل بدعوى متابعة جهود عقد مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط، ولكنها في تصريحاتها أمام الصحافة في إسرائيل، فقد لاحظ المراقبون إلى أن ملف الأزمة التركية – الكردي قد أخذ حيزاً كبيراً فيه، الأمر الذي يبين أن لقاءاتها مع الإسرائيليين قد أفردت حيزاً كبيراً لما يحدث في شمال العراق..
* المشهد بعد اجتماع بوش – أردوغان:
المعلومات المتوافرة اليوم حول لقاء بوش – أردوغان تشير إلى الآتي:
• على الجانب الأمريكي:
* التزام الرئيس بوش بزيادة التعاون الاستخباري الأمريكي – التركي وذلك بحيث تقوم الولايات المتحدة بتقديم المعلومات الاستخبارية عن حزب العمال الكردستاني لتركيا، وتقول المعلومات أيضاً بأن طائرات التجسس الأمريكية من طراز (U-2) سوف تواصل تحليقها في منطقة تواجد حزب العمال الكردستاني والتقاط الصور الجوية، والقيام بنقلها فوراً إلى الأتراك..
* التزام الرئيس بوش بـ"إمكانية" قيام القوات الأمريكية بتنفيذ بعض الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني.
* التزام الولايات المتحدة باعتبار حزب العمال الكردستاني بمثابة العدو المشترك لتركيا وأمريكا، إضافة إلى أنه يشكل تهديداً للحرية في العراق والولايات المتحدة.
* التزام الولايات المتحدة بالتنسيق مع "الحكومة" العراقية في القيام بمكافحة أنشطة حزب العمال الكردستاني.
• على الجانب التركي:
* أعلن الأتراك عن عدم عزمهم سحب قواتهم من الحدود التركية – العراقية.
* أكد الأتراك على عدم سعيهم للقيام بالحرب، برغم التفويض البرلماني الواضح الذي يخول السلطات التركية شن العملية العسكرية ضد الأكراد.
* أكد الأتراك على أن صبرهم قد نفذ إزاء التهديدات والمخاطر التي تواجه تركيا من شمال العراق.
* رافق أردوغان في زيارته إلى البيت الأبيض وزير الخارجية التركي علي باباجان ووزير الدفاع وجدي غولول وبعض كبار القادة العسكريين، وقد فسر المراقبون ذلك بأنه يحمل إشارة للإدارة الأمريكية بأن تركيا ماضية قدماً في توجهاتها العسكرية ضد الأكراد.
* أبرز ردود الأفعال:
ارتفعت نبرة التحدي في أوساط زعماء حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى تزايد حدة لهجة زعماء حكومة كردستان العراقية، وقد ركزت تصريحات الزعماء الأكراد بأنه طالما أن الأكراد ملتزمون بـ"الوحدة الكردية" فإن الآخرين لن يستطيعوا استهدافهم..
أما في أنقرة، فقد صرّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد عودته قائلاً بأنه لم يقل لنا أحد في أمريكا لا تقوموا بتنفيذ الخيار العسكري أو لا تنفذوا العملية العسكرية..
عموماً، تشير التحليلات إلى أن التحركات الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة التي تضمنت زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى تركيا، وزيارة رئيس الوزراء التركي إلى واشنطن، قد وضع الأتراك أمام الخيارات الآتية:
• تنفيذ العملية العسكرية التي يرى حلفاؤهم الأمريكيون بأنها تضر باستقرار العراق وبالمصالح الأمريكية والتركية ولن تؤدي إلى القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني.
• تأجيل العملية العسكرية بحيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع تركيا والـ"حكومة" العراقية من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني...
وبرغم التردد، فإن احتمالات تنفيذ العملية العسكرية التركية ضد شمال العراق هي الأكثر احتمالاً وأن الأتراك أصبحوا أكثر إدراكاً بـ"خفايا" ملف العلاقات الأمريكية – الكردية – الإسرائيلية، واستخدامات هذا الملف المتعدد الأغراض ليس ضد سوريا وإيران فحسب، وإنما ضد العراق وتركيا أنفسهما..
كذلك تشير التحليلات إلى أن الضغوط التي تواجهها الحكومة التركية من أجل تنفيذ العملية العسكرية ليست من جانب الرأي العام التركي وحسب، بل ومن المؤسسة العسكرية التركية التي باتت أكثر معارضة للموقف الأمريكي الهادف إلى ثني تركيا عن رغبتها في القيام بالعملية العسكرية التي خطط لها وانتظرها العسكريون الأتراك طويلاً...

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...