المعارضة اليمنية ترفض تنازلات جديدة

09-05-2011

المعارضة اليمنية ترفض تنازلات جديدة

رفضت المعارضة اليمنية تقديم أي تنازلات إضافية من شأنها إطالة عمر النظام القائم في البلاد وإبقاء الرئيس علي عبد الله صالح على رأس السلطة لفترة أطول، بعد تراجعه عن التوقيع على المبادرة الخليجية التي كان على وشك إنجازها الأسبوع الماضي بحجة عدم قانونية التوقيع عليها بصفته الرسمية مفضلاً التوقيع عليها بصفته الحزبية، واعتبرت أن الكرة الآن صارت في ملعب أصحاب المبادرة الذين اشترطوا على الطرفين عدم إضافة أي حرف على المبادرة وإصرارهم على أن يقبلها الطرفان كما هي من دون تعديل أو يرفضانها بشكل صريح، وهو ما دفع الطرفان إلى قبولها، رغم تحفظات كل طرف على بعض بنودها .

موقف المعارضة جاء في سياق بيان رسمي أعقب لقاء ضم أحزاب اللقاء المشترك وشركاءها في اللجنة التحضيرية العليا للحوار الوطني، حيث جددت تمسكها بالمبادرة الخليجية بنسختها الأخيرة المسلمة إليهم من قبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في الحادي والعشرين من أبريل الماضي بالقول: “تمسكنا بتأكيدات الأشقاء بأنهم لن يقبلوا بتغيير أو تبديل حرف واحد في الاتفاق” .

أضاف البيان: “لقد تحمل اللقاء المشترك وشركاؤه مسؤوليتهم في استمرار العملية السياسية في التعاطي الايجابي مع المبادرات التي تحدثت عن انتقال سلمي للسلطة وقبلنا التعديلات تلو التعديلات، والتي كانت تأتي كل مرة كاستجابة من الأشقاء لرغبات طرف واحد، وهو الرئيس صالح، على الرغم مما نواجهه من مشكلات حقيقية مع الشباب والشعب في ساحات الاعتصام” . وأشار إلى أن “مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة الراهنة تدفعنا إلى أن نعلن بوضوح تمسكنا بالاتفاق المسلم إلينا من معالي الأخ عبداللطيف الزياني” .

واعتبرت المعارضة أن تمسكها بالمبادرة الأخيرة خلال الفترة الماضية “رغم كل المرارات”، وتجديد تمسكها به اليوم “إنما هو تعبير عن جديتنا ومصداقيتنا في التعامل الايجابي معه، وسنرقب جدية الطرف الآخر خلال اليومين القادمين، ونعتبر أي تأجيل أو مماطلة إضافية من قبل النظام في توقيع هذا الاتفاق كما هو لن يكون لصالح العملية السياسية، وسيضع النظام أو ما تبقى منه وجها لوجه أمام خيارات الشعب، التي سوف نساندها”، داعية الأشقاء والأصدقاء لمساندتها والكف عما أسمته “الاستقبال الرسمي لما تبقى من أجزاء هذا النظام الدموي، وعدم تقديم أي دعم مادي أو معنوي له لأنه سيستخدمها في قمع الشعب وسفك المزيد من دماء اليمنيين” .

ودانت المعارضة “المناورات والمراوغات التي لجأ إليها النظام بشأن التوقيع على الاتفاقية المقدمة من الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل المشكلة اليمنية الراهنة”، وأملت من الأشقاء في مجلس التعاون “اتخاذ موقف عملي تجاه تلك المناورات والمراوغات، لا سيما وان الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية تتدهور بصورة خطيرة في وقت لم يعد النظام أو ما تبقى منه قادرا على حل أي مشكلة من المشكلات بعد أن أصبح بقاؤه هو المشكلة وفقد شرعيته بمواصلة سفك دماء المواطنين وقمع المعتصمين وشن الغارات الجوية العسكرية على بعض القرى الآمنة في البلاد، إضافة إلى التصرف العابث بمقدرات وموارد البلاد للإنفاق على مناصريه متخليا عن واجباته في توفير متطلبات الشعب من الخدمات الاجتماعية والمعيشية حيث بات يمارس العقاب الجماعي ضد الشعب في ما نشهده من ترد في هذه الخدمات وما تشهده البلاد من نقص وانعدام كامل للغاز والبنزين والديزل” .

وأكدت المعارضة أن “ثورة الشعب سوف تنتصر وتعيد بناء اليمن الجديد بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية في السلطة والثروة بين كل أبناء اليمن” .

في الأثناء نفت مصادر في ساحة التغيير الأنباء التي تحدثت عن دعوة للزحف باتجاه دار الرئاسة، حيث يقيم الرئيس صالح في منطقة السبعين، ونفت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في الساحة وجود أي دعوة من هذا النوع، بعد أن ترددت أنباء تشير إلى وجود خطة للزحف نحو دار الرئاسة على إثر الغضب الذي ساد شباب الثورة في ساحات التغيير بسبب التعديلات المقترحة على المبادرة الخليجية، والتي اعتبرت بمثابة وقوف إلى جانب النظام وليس إلى جانب الثوار .

وقال مصدر في اللجنة في تصريح صحافي إن “ثمة جهات مشبوهة هي من تروج للزحف بغية إجهاض الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتفكيك صفوف شباب الثورة وخلق نوع من الارتباك داخل الساحة”، مؤكداً في الوقت نفسه تمسك شباب الثورة بسلمية ثورتهم مهما كلفهم ذلك، كما دعا المصدر الشباب المعتصمين في الساحة إلى “عدم الانجرار وراء هكذا شائعات أو محاولات من شأنها جرهم إلى دائرة العنف والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول إفشال ثورتهم أو شق صفهم وتفريق جمعهم”، مشيراً إلى أن “الدعوة إلى الزحف من دون تخطيط وترتيب مسبق لا تخدم سوى نظام الرئيس صالح الذي عجز حتى اللحظة عن ثني صمود وإصرار شباب الثورة على إسقاطه”، رافضاً الإفصاح عن خطة الشباب التصعيدية بشكل سلمي لإسقاط النظام لأسباب أمنية، على حد تعبير المصدر ذاته .

جاء هذا النفي بعد أن احتشد الآلاف يوم أمس في ساحة التغيير بصنعاء في إطار تصعيد الاحتجاجات الرافضة لكل المبادرات التي تسعى لإجهاض ثورة الشباب السلمية في كل الساحات والمبادين المطالبة بتنحي الرئيس صالح ومحاكمته بواسطة المبادرة الخليجية، حيث أكد شباب ساحة التغيير إنه لا يمكن التراجع عن مطالبهم التي خرجوا من اجلها منذ أكثر من شهرين، معتبرين أن ما تقوم به الأحزاب يتنافى مع المطالب التي يسعون إلى تحقيقها .

وقالت مصادر في الساحة إن شباب الساحة هددوا بالزحف إلى القصر الرئاسي بعد الإعلان عن المبادرة الخليجية المعدلة، حيث رددوا منذ مساء السبت شعارات منددة بكل المحاولات التي تحاول إفشال ثورتهم السلمية، معلنين موقفهم الرافض من الأحزاب السياسية التي ستوقع على المبادرة الخليجية بصيغتها الأخيرة .

صادق ناشر

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...