المقاتلون السنة في العراق يحاربون عناصر تنظيم القاعدة
ينظر إلى ازدياد الدور الذي تقوم به الجماعات المسلحة السنية في العراق، الذين يقاتلون عناصر تنظيم القاعدة حالياً بدلاً من مقاتلة القوات الأمريكية، على أنه السبب الجوهري وراء انخفاض مستوى العنف في البلاد.
غير أن محللين يعتقدون أن دمج هؤلاء في قوات الأمن العراقية، والتوصل إلى مصالحة سياسية بحيث تتيح لمزيد من السنة أن يشاركوا في الحكم، يعتبر غير ملائم بالنسبة للحكومة التي يهيمن عليها الشيعة، وفقاً للأسوشيتد برس.
وأفاد مسؤولون عراقيون أن عدد المقاتلين السنة في مجالس الصحوة المختلفة يصل إلى نحو 70 ألف مقاتل، وهو رقم يتزايد بصورة متسارعة.
ويتوقع المسؤولون أن يصل عدد المقاتلين السنة في العاصمة بغداد وحدها إلى 45 ألف مقاتل في العام المقبل، أي نحو أربعة أضعاف العدد الحالي للمقاتلين.
وبالمقارنة، يبلغ تعداد القوات المسلحة وقوات الأمن العراقية، التي يشكل الشيعة الغالبية العظمى منها، حوالي 440 ألف عنصر.
وكان المسؤولون الحكوميون الشيعة قد رحبوا بحذر بمساعدة المقاتلين في خفض مستوى العنف، غير أنه ظهر في تصريحاتهم أكبر مخاوف الشيعة، ألا وهو أن هذه الجماعات المسلحة ستصبح قوات خارجة عن نطاق السيطرة، وبالتالي فإنها ستستخدم بنادقها في تصعيد الحرب الطائفية التي عملت على تقسيم العراقيين بصورة كبيرة.
فقد قال وزير الدفاع العراقي، عبدالقادر العبيدي، وهو عربي سني، في مؤتمر صحفي السبت: "إن حركة الصحوة كانت رداً على القاعدة في العراق التي تحاول منع السنة من الدخول في العملية السياسية."
وأضاف الوزير العراقي: "جاء رد السنة على شكل انتفاضة، تمثلت في مجالس الصحوة.. والآن بما أنه تم تهميش القاعدة بصورة كبيرة في عدد من المناطق، فإن السنة أخذوا يدخلون في المعترك السياسي.. وسنرى تغييراً واضحاً في القريب العاجل لأنه ما من أحد يقف الآن بينهم وبين بقية الشعب العراقي."
يشار أن السنة يشكلون قرابة 20 في المائة من إجمال سكان العراق، وهيمنوا على السياسة العراقية إبان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكذلك أثناء الحكم العثماني والبريطاني للعراق، غير أن الوضع قد ينقلب إذا عادت بنادقهم لتتوجه نجو القوات الأمريكية والعراقية، وهو ما يدركه بوضوح المسؤولون الأمريكيون.
فقد أعلن السفير الأمريكي، ريان كروكر، أمام الصحفيين في بغداد الأحد أن مجالس الصحوة لم ينظر إليها أبداً باعتبارها قوات مستقلة، مضيفاً "لقد شعرنا دائماً أن عليهم أن يرتبطوا بالحكومة العراقية، وهذا ما سيحدث، وإلا فإن الأمور ستتردى."
وكشف كروكر أيضاً أن العنف في العراق انخفض بسبب ما قال أنه قرار واع من قبل القادة الإيرانيين بوقف دعم المسلحين الشيعة.
يشار أن الساعد الأيمن لزعيم القاعدة، أيمن الظواهري، سبق أن هاجم العشائر السنية في العراق، وكذلك فعل أبو عمر البغدادي، أحد زعماء القاعدة في العراق، في تسجيل صوتي نشر مؤخراً على مواقع متشددة على الإنترنت، وطالب فيه باستهداف أعضاء مجالس الصحوة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد