المهم.. أطفال درعا .. أطفال درعا.. المهم
أطفال درعا الأربعة، بل الخمسة.. لا، هم ثلاثة، وربما اثنان.. المهم.. أطفال درعا الذين كتبوا.. لا لم يكتبوا، بل شاهدوا من كتب.. لا لا، بل ساعدوه عندما كتب على حائط المدرسة.. لا ليست مدرسة، بل مستوصف.. لا بل على حائط أحد المنازل.. المهم، عندما كُتب الشعب يريد.. لا لم يُكتب الشعب يريد، بل كتب يسقط الطاغية.. لا لا أبداً.. كُتب ارحل يا بشار.. المهم..
هؤلاء الأطفال هم من أشعل فتيل الحراك، بل الثورة، لا، بل المظاهرات.. المهم.. هم من أشعل المقتلة السورية، وذلك بعد أن اعتقلهم الأمن الجنائي، بل العسكري.. لا لا، اعتقلهم الأمن السياسي الذي يترأسه العميد، بل العقيد، أو ربما العميد عاطف نجيب ابن عمة.. لا ابن خالة، لا بل ابن ابن عمة الرئيس الأسد، وقام بحلق شعورهم، لا أبداً، بل قلع أظافرهم، لا لم يقلعها، بل ضُربوا بالمطرقة على أصابعهم، بل كل ذلك معاً.. المهم..
القصة كبرت بعد أن جاء أهالي الأطفال.. لا ليس أهاليهم، بل بعض الوجهاء، لا بل شيوخ عشائر درعا، وقالوا لعاطف نجيب لن نشرب القهوة حتى تفرج عن الأطفال.. لا لم يقولوا هكذا، بل خلعوا العقال عن رؤوسهم ووضعوها على مكتبه، وقالوا له لن نلبسها حتى تفرج عن الأطفال المعتقلين، فقام نجيب بجمعها وألقاها في سلة المهملات، لا لم يلقها في سلة المهملات، بل رماها في وجوههم وطردهم.. لا لا لا.. بل قال لهم (ما إلكن ولاد عنا.. اعتبروهم ماتوا بحادث).. لا غير صحيح، لم يقل كذلك، بل قال (ولادكن ماتوا، واذا ما عندكن زلم تحبّل النسواان جيبوا النسوان لعندنا).. لا أبداً لم يقل هكذا، بل قال لهم: (بدي ربي كل سورية بولادكن).. يا أخي لا، الرجل قال: (طول عمرن ولادكن بالشوراع، هلق صرتوا تخافوا عليهم؟) المهم.. تفاعل الموضوع كثيراً لأن في إهانة الوجهاء أو الأهالي أو المشايخ إهانة لدرعا بأكملها، فكان ما كان.
الغريب، أنه ما يزال هناك من يتحدث عن أطفال درعا، وعن أنهم من أشعل "الثورة" السورية، رغم أن كل من يتحدث عن تلك القصة عاجز عن ذكر اسم أحد هؤلاء الأطفال، وعجزت البروباغندا الإعلامية العالمية المواكبة لأول ضربة كف في سورية وصولاً إلى عمران الحلبي الذي قصفت منزله الطائرات الروسية، بل السورية، لا لا.. بل صاروخ من إحدى "الميليشيات" الإيرانية، المهم، عجزت كل هذه المنظومة الإعلامية عن نشر صورة واحدة لأحد هؤلاء الأطفال المزعومين.
وربما لا يعلم المستشهدون بهذه الحادثة بأن أحد أعمدة "الثورة" الفكرية، أي المفكر الفلسطيني الإسرائيلي، اليساري اليميني، الليبرالي الراديكالي، المغرم بكارل ماركس وعبد الله المحيسني في آن معاً، عزمي بشارة أنكر هذه الحادثة، وذلك عندما قال في الصفحة 74 من كتابه (درب الآلام) وبالحرف ما يلي:
(كل ما قيل عن حرق أو قلع لأظفار الأطفال في درعا، كان مجرد شائعات ومبالغات غير صحيحة استغلت لأغراض سياسية تعبوية من قبل الثوار. كما أن الأطفال ليسوا من كتب الشعارات على الجدران فأغلب الشهادات تؤكد أن لا علاقة للأطفال بهذا الأمر, إنما إعتقالهم جاء على خلفية رميهم أحد مراكز الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة).
طبعاً حتى ولو واجهنا أصحاب نظرية (أظافر أطفال درعا) بما قاله بشارة، فلن يقتنعوا، وبالتأكيد سيقولون: (لكنه تحدث عن أطفال، وبالنهاية هناك أطفال اعتقلوا، وهم من درعا، إذاً أطفال درعا هم السبب والمسبب).
وعلى قصة (أطفال درعا) قِس باقي ما سمعته عن "الثورة" السورية أخي القارئ.
فراس القاضي.. بل فراس.. بل القاضي.. المهم.
المصدر: خط تماس
إضافة تعليق جديد