الموسيقى لغز الذاكرة
قد ينسون كل شيء بفقدانهم الذاكرة، نصفهم الآخر، عائلاتهم، أبناءهم، حتى أنفسهم، إلا هي. من أين تأتي بذلك السحر الذي يبقيها في ذهنه فلا ينسى منها اي تفصيل، هو الذي نسي اسمه... ربما تخزن هذه الذاكرة الموسيقية في جزء خاص ومنفصل في الدماغ حتى تتمكن من الصمود رغم زوال كل شيء حسب العلماء.
حين أصيب المايسترو البريطاني كلايف ويرنغ بعدوى في الدماغ عن عمر 18 عاماً تركته عاجزاً عن تذكر اي شيء يتجاوز عمره، وشخصت حالته بأنها من أقوى حالات فقدان الذاكرة، في حين معظم ذاكرته الموسيقية بقيت على حالها، حتى وهو في عمر 73.
ويفكر الدكتور كارستي فينكه من مستشفى جامعة «تشاريتي» في العاصمة الألمانية برلين بإمكانية استخدام الظاهرة السابقة لعلاج تدريجي ولو محدود لفقدان الذاكرة بربط نشاطات معينة، كتناول العلاج مثلاً، بنشاط موسيقي. ويمكن استخدام الأسلوب المذكور لعلاج الموسيقيين وغير الموسيقيين، لأنهم يمتلكون أنظمة الذاكرة نفسها. وتقول الدكتورة كلير رامسدين من مؤسسة تأهيل الإصابات العصبية إن الذاكرة الموسيقية قد لا تكون مشابهة لأنماط الذاكرة الأخرى، لأنها ليست مبنية على المعرفة فقط، بل على الفعل أيضاً.
في كتاب ألفته عن حالته بعنوان «اليوم للأبد»، قالت ديبورا زوجة كلايف ويرنغ إن الموسيقى لها الدور المرجع في ذاكرته إذ أنه يتذكر نشاطاتهما الموسيقية المشتركة وكيف أن الموسيقى ربطت بينهما في علاقة حب قوية.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد