النمـو البشـري يتطـوّر بسرعـة
يبدو أن الإنسان لم يقف عند مرحلة معينة من النمو، حيث ما زال يتطوّر، بسرعة أيضا، بحسب ما وجدت دراسة أجرتها جامعة «ويسكونسون ـ ماديسون» الأميركية. وشرحت الدراسة أن وتيرة التطوّر البشري تمضي في تزايد منذ أن بدأ أجدادنا ينتشرون عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا، أي منذ حوالى 40 ألف سنة، وقد تسارعت هذه الوتيرة 100 مرة بعدما تطورت الزراعة.
وعبر فحص أكثر من 3 ملايين تحول جيني في الحمض النووي عند 269 شخصا، وجد الباحثون حوالى 1800 جينة تم تبنيها (أي لم تندثر أو تتحول) في العصور الحديثة، لأنها قابلة للتطور. فعلى سبيل المثال، تبين في الدراسة أن جينات الأشخاص الذين عاشوا في بيئات تعتمد على الماشية، حملت تحولا جينياً يمكنهم من هضم الحليب، خلافاً لأولئك الذين عاشوا في بيئات مختلفة. وحتى وقت قريب، اعتقد علماء الانتروبولوجيا أن ضغوط التطور على البشر قد خفت، بعد الانتقال إلى نمط حياة زراعي أكثر استقرارا. لكن في السنوات الأخيرة، أدركوا أن العكس صحيح، خاصة بعدما اجتاحت الأمراض المجتمعات التي عاشت فيها مجموعات كبيرة لفترة طويلة، وما مناعة الأفارقة من الملاريا سوى دليل على ذلك.
وقال عالم الانتروبولوجيا الذي اعد الدراسة، جون هاوكس، ان من بين المتحولات الجينية القابلة للتطور، ثمة «مئة جينة لا تزال لغزا». لكن فريق البحث استطاع أن يخلص إلى أن الأمراض المعدية وإدخال الأطعمة الجديدة كانت الأسباب الرئيسية التي جعلت بعض الجينات تنتقل بين الأشخاص، بالوراثة، بهذه السرعة.
المصدر: السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد