النيران تقضم الجعرافيا السورية..والسبب واحد!!
“المكتوب مبين من عنوانه” هكذا وصف السوريون سنة 2019، والتي لم يكد ينته الشهر الأول منها إلا متسبباً بنحو 20 حادثة حريق مأساوية هزت الشارع السوري، دون أن يهتز للحكومة جفن!! فبعد أن ذاق السوريون جميع ويلات الحرب وأهوالها، واختبروا أكثر طرق الموت بشاعة، اجتاحت موجة الحريق بسبب وسائل التدفئة من كهرباء وغاز البلاد مخلفة نحو 12 ضحية وعشرات الجرحى، والكثير من الأضرار المادية، فضلاً عن الأضرار النفسية والمعنوية للكبار والصغار على حد سواء.
وامتدت الحرائق التي تسبب بمعظمها الماس الكهربائي معظم الجغرافيا السورية، ما بين دمشق وريفها وحلب وحماة واللاذقية والحسكة ودير الزور. وأكثر هذه الحوادث مأساوية كانت واقعة وفاة 7 أطفال أشقاء ليل الثلاثاء – الأربعاء 23 كانون الثاني، جراء حريق نشب في منزلهم في حي العمارة في دمشق، حيث رجح مصدر في الدفاع المدني أن يكون الحريق ناجماً عن مدفأة كهربائية، ما أدى إلى احتراق المنزل بشكل كامل، بحسب المصادر الرسمية. وبحسب متابعة موقع “بزنس 2 بزنس سورية”، فقد بدأت هذه الحوادث المأساوية مع بداية عام 2019 منذ يوم الثلاثاء 8 / 1 حيث تمكن فوج الإطفاء من إخماد حريق في منطقة باب توما واقتصرت الأضرار على الماديات، ليليه إخماد حريق يوم الجمعة 11 / 1 في أحد المحلات المخصصة لبيع الفروج جانب جامع الإمام اسماعيل في السلمية بريف حماة وقد نتج الحريق عن مدفأة كهربائية واقتصرت الأضرار على الماديات فقط.
أما يوم الأحد 13 / 1 ، فقد شهد اندلاع حريق في منزل بحي العزيزية بشارع الغزل في الحسكة بسبب ماس كهربائي أصاب المدفأة، وتسبب الحريق بأضرار مادية كبيرة بالمنزل دون تسجيل اصابات بشرية. وصباح يوم الخميس 17 / 1 ، قام رجال الإطفاء بإخماد حريق نشب بمحافظة اللاذقية في شقة سكنية بمنطقة 8 آذار، فيما اندلع حريق مساء يوم الجمعة 18 / 1 في منزل بحي بستان القصر في حلب، أيضاً بسبب مدفأة غاز، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية المكان. كما أثارت حادثة وفاة 7 أطفال أشقاء ليل الثلاثاء الأربعاء 23 /1 ، جراء حريق نشب في منزلهم في حي العمارة في دمشق تعاطفاً واسعاً مع عائلة الضحايا، في حين توفي شاب صباح يوم الخميس 24 / 1 إثر نشوب حريق في منزله “بسبب استخدام مدفأة كهربائية” في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، كما نشب حريق كبير بمنزل في بلدة سلحب غرب حماة بسبب مدفئة كهربائية اقتصرت أضراره على الماديات في اليوم نفسه.
وأعلنت الطبابة الشرعية أيضاً يوم الخميس، عن وفاة 4 أشخاص من عائلة واحدة وهم والد و3 أطفال نتيجة استنشاقهم الغاز المنبعث من إحدى المدافئ المستخدمة في منزلهم الواقع بحي الشعار في مدينة حلب. أما صباح يوم الجمعة 25 / 1 ، فقد تمكن فوج الإطفاء من إخماد حريق ضخم في شقة سكنية داخل حي ساروجة بدمشق، واقتصرت الأضرار على الماديات، كما احترقت شقة في مساكن العرين بدمشق، ما أسفر عن أضرار مادية دون وقوع إصابات.
وتتابعت الحوادث خلال يوم الجمعة، حيث نشب حريق في شقة سكنية بالقرب من كازية شموط في حي التضامن جنوب العاصمة واقتصرت الأضرار على الماديات، كما اندلع حريق في القامشلي بمحلات لبيع البنزين والمازوت بالقرب من دوار السلام والأضرار مادية حسب المعلومات الواردة.
فيما اشتعل منزل في حي السكري، وبناء سكني في حي الميسر بحلب، أيضاً يوم الجمعة 25 / 1، دون تسجيل إصابات بشرية.وفي يوم السبت 26 / 1 ، نشب حريق بإحدى المحلات في ضاحية قدسيا بدمشق، واقتصرت الأضرار على الماديات ، دون وقوع أي إصابات، كما اندلع حريق آخر في مطبخ المشفى الإيطالي بدمشق، تعامل معه عناصر فوج الإطفاء، وكانت الأضرار مادية.أما صباح أمس الأحد 27 / 1 ، فقد تم اخماد حريق نشب في احد المنازل السكنية في بلدة الكسوة بريف دمشق، واقتصرت الاضرار على الماديات.
وطالب السوريون وزارة الكهرباء بتقديم تفسيرات للحرائق التي تتكرر يومياً، لا سيما بعد الصمت الذي ساد أروقة وزارة الكهرباء والجهات المعنية، إلا من تبرير خجول أكد من خلاله وزير الكهرباء زهير خربوطلي، يوم الأربعاء، على هامش مناقشة أزمة الطاقة في البلاد تحت قبة البرلمان أن «الوزارة تعمل جاهدة لتحسين الواقع الكهربائي وإعادة المنظومة الكهربائية إلى جميع المناطق كما كانت سابقاً وإصلاح الاعطال في محطات التوليد». وعن حالة التقنين غير المنتظم للتيار الكهربائي، أشار خربوطلي إلى أننا نفتقد الكثير من القطع التبديلية التي تحتاجها محطات التحويل ولا يمكننا استيرادها، إضافة إلى عدم توفر الفيول والغاز، وتبعا لذلك فإن “وعودنا لم تواكب تمنياتكم”. وانتشرت “فوبيا الحريق” في صفوف المواطنين السوريين، حيث قالت السيدة أم سميح (ربة منزل) في حديثها لـ “بزنس 2 بزنس سورية” أنها باتت تقطع الكهرباء عن المنزل بالكامل في الليل، خوفاً من حدوث ماس كهربائي نتيجة الانقطاعات المتكررة والسريعة للتيار الكهربائي، متساءلة: “إذا هيك بداية السنة، كيف آخرها”؟!!
وتؤكد أم سميح أن ابنتها لبنى (7 سنوات) أصبحت ترجوها كل مساء للتأكد من قطع الكهرباء عن المدفأة، قائلة: “ما بدي احترق متل الأطفال السبعة”.
المصدر:b2b
إضافة تعليق جديد