الهامستر السوري واليوم العالمي للحيوان
يعود اكتشاف «الهامستر السوري» وهو نوع من أنواع الفئران إلى عالم الحيوان الانكليزي جورج «روبرت ووتر هاوس».
وذلك في العام 1839 عندما وجد العالم انثى هامستر بالقرب من مدينة جل وأطلق عليه اسم الهامستر الذهبي وبقي هذا الحيوان مهملاً حوالي مئة عام إلى أن أعيد اكتشاف أسرة منه في حلب عام 1930 مؤلفة من أم وثمانية فراخ تم نقلهم إلى القدس في فلسطين حيث تمت تربيتها وكانت أكبر قليلاً بالحجم من الهامستر الذي اكتشفه «ووتر هاوس» فدعيت الهامستر الذهبي المتوسط وهو الاسم الذي حمله الهامستر السوري الذهبي.
الدكتور دارم طباع مدير مشروع حماية الحيوان في جامعة البعث عن هذا الحيوان وأهميته قال:
وصل الهامستر السوري إلى المملكة البريطانية عام 1931 وحطت به الرحال في الولايات المتحدة الأميركية عام 1938 حيث كان العالم آدلر أول من استخدمه في التجارب المخبرية عام 1948 في مجال الأبحاث الطفيلية وكانت فرنسا وبريطانيا ومصر والهند من أوائل الدول التي استخدمته كحيوان تجارب ليصبح بعدها من أشهر حيوانات التجارب في العالم وتصل أعدادها في مخابر البحوث إلى مئات الآلاف ويعود أصلها جميعاً إلى أم واحدة أتت من شمال سورية وبالتحديد من حلب.
يصل الهامستر السوري إلى سن النضج الجنسي بعمر 5 ـ 6 أسابيع وتأتيها الدورة التناسلية خلال موسم الإخصاب كل أربعة أيام وتعد فترة الحمل عندها من أقصر فترات الحمل عند باقي الثدييات حيث تصل إلى 16 ـ 18 يوماً بينما تكون عند الفأر الأبيض 21 يوماً وتبلغ 31 يوماً عند الأرانب وتصل إلى 63 يوماً عند خنازير غينيا.
كذلك يمكن أن تضع الأنثى الحامل سنوياً حوالي 20 وليداً بمتوسط قدره ثمانية تقريباً.
لم يستطع العلماء منذ عام 1930 أن يكتشفوا حيوانات برية جديدة في سورية نظراً لصعوبة البحث عنها وسط النماذج الحياتية المعقدة التي تعيشها حيث تحفر أنفاقاً عميقة ومتعددة في الأرض لتسهل اختباءها وهروبها، لكن العلماء تمكنوا عامي 1997 و1999من إيجاد عائلات جديدة منها حيث تم التقاط سبعة ذكور وست إناث كانت إحداها حاملاً ووضعت ستة مواليد جدد وقد نقلت هذه الحيوانات التسعة عشر إضافة إلى ثلاثة أخرى أخذت من جامعة حلب إلى ألمانيا ليتم إكثارها هناك واستخدامها كسلالة جديدة مختلفة عن السلالات القديمة التي تعود جميعها إلى اكتشاف عام 1930.
ويقول الدكتور طباع: في هذا العام أطلق مشروع حماية الحيوان «سبانا» في كلية الطب البيطري بجامعة البعث الهامستر السوري كحيوان يجب تسليط الضوء عليه نظراً لأهميته الدولية فما هو هذا الحيوان؟
يعد الهامستر السوري واحداً من مئات أنواع القوارض الموجودة في سورية وتأتي أهميته الدولية لكونه أصبح اليوم من أهم الحيوانات المخبرية التي تجرى عليها الأبحاث العلمية في كافة أنحاء العالم، ومن النادر أن نجد بحثاً واحداً من بين مئات الملايين من الأبحاث التي تجرى في المخابرلم يستخدم هذا الحيوان الجميل واللطيف في تجاربه العلمية.
كذلك احتل الهامستر السوري مركز الصدارة كحيوان منزلي يربيه الأطفال والكبار في منازلهم على الرغم من عدم تجاوز حجمه 12.5 إلى 17.5 سم وفترة حياته 2 ـ 3 سنوات.
يمتلك الهامستر السوري لوناً ذهبياً مميزاً جعله يطلق عليه الهامستر الذهبي السوري وهو شبيه نوعاً ما بالأرنب حيث لا يمتلك ذيلاً كباقي القوارض إلا أنه أصغر حجماً وآذانه قصيرة إضافة إلى امتلاكه جيوباً كبيرة على جانبي التجويف الفموي لملء الحبوب في موسم الحصاد وتخزينها في مستودع خاص تحت الأرض لاستهلاكها في أيام السنة الأخرى حيث سجل وجود حوالي 25 كغ من الحبوب المخزنة في أحد المستودعات الأرضية التي جهزها الحيوان لحفظ مؤونته الشتوية لذلك يدعى في أرياف حلب بأبو خريج.
أخيراً يؤكد الدكتور طباع قائلاً: علينا أن نتذكر دائماً أننا شركاء في هذه الأرض مع بقية حيوانات ونباتات الغابة ولا يمكننا مهما تطورنا أن نعيش وحدنا على هذا الكوكب الجميل فلنجعل من يوم اليوم العالمي للحيوان وكل الأيام البيئية الأخرى كيوم البيئة العربي ويوم البيئة العالمي أياماً نثبت فيها نحن بنو البشر أننا جديرون بالحياة التشاركية مع الكائنات الأخرى التي تعيش معنا ولتكن نظرتنا إلى كل مكونات البيئة نظرة احترام كبرت هذه المكونات أم صغرت فكم من الحشرات الصغيرة استطاعت أن تقتل آلافاً من الناس وكم من الحيوانات الصغيرة استطاعت أن تنقذ حياة الملايين من البشر ولنتخيل مثلاً أنه لولا هذه الضفادع الصغيرة التي تملأ جداول وبحيرات قرانا في الربيع والصيف كيف كنا سنتمكن من العيش وسط مستعمرات البعوض التي تتكاثر بكثرة وسط هذه المياه الراكدة، ولنتذكر كيف يمكننا العيش والتنقل وسط الغابات الجميلة لولا تلك الضباع التي تلتهم جيف الحيوانات الميتة التي كانت ستجعل المكان كريهاً نتناً.
إنها الطبيعة بجمالها وتنوعها كما رسمها الخالق عز وجل وعلينا نحن بنو البشر أن نحافظ عليها وعلى تنوعها لنضمن استمرار حياتنا فيها.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد