اليمن: «أنصار الله» تنعى المفاوضات السياسية

31-10-2015

اليمن: «أنصار الله» تنعى المفاوضات السياسية

لا أفق لحلّ سياسيّ ينهي الحرب على اليمن في المدى المنظور. هذا ما أعربت عنه «أنصار الله» على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة صالح الصماد، الذي أكَّد أنَّ «كل التفاهمات التي قُدِّمت من أجل الوصول إلى حلول سياسية تفضي إلى وقف العدوان، قد باءت بالفشل».يمنيون يتجمعون قرب موقع دمره قصف طائرات "التحالف" في الثامن من الشهر الحالي، في ذمار. (رويترز)
ويتزامن هذا التصريح مع إبداء المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، تفاؤلاً حيال فرصة جمع الأطراف اليمنيين قبل 15 تشرين الثاني المقبل، في انتظار الاتفاق على آليات المحادثات المقررة، مرجحاً أن تُعقد جولة المفاوضات المقبلة في جنيف.
ورأى المبعوث الأممي أنَّ السعودية «صادقة» بشأن قرب نهاية حملتها العسكريّة على اليمن، بعد تصريحات أدلى بها وزير خارجيتها عادل الجبير قبل أيام. وأضاف: «لديّ ضمانات اليوم.. خلال زيارتي الأخيرة إلى الرياض، أُتيحت لي الفرصة للقاء ولي العهد (محمد بن نايف) ووزيري الدفاع (محمد بن سلمان) والخارجية، وشعرت حــقاً بالتزام واضــح لدعم حلّ، بالطبع في إطار القرار 2216».
وفيما شدَّد المبعوث الأممي على أنَّ «الأولوية رقم واحد اليوم، نظراً للأوضاع الإنسانية، هي التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار»، قال إنَّ شروط «التحالف» والحكومة اليمنية المستقيلة الأولية هي انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من المدن التي يسيطرون عليها، مع الإشارة إلى أنَّ هذه الحرب «لا تفيد سوى مجموعات مثل القاعدة وداعش».
من جانبه، قال الصماد إنَّ المبعوث الأممي «مفروض من قبل السعودية، وصاحب دور سلبي، لا يتحرك إلّا بإشارة من دول التحالف، كما يتجاهل التنازلات التي قدّمناها في مسقط».
وشنّ الصماد هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة، موضحاً أن «لا هادي ولا النظام السعودي يمتلكان قرار إعلان الحرب أو إيقافها، فالحرب أعلنها الجبير من واشنطن»، وأضاف أنَّ «الأميركيين والصهاينة هم أصحاب الحلّ والعقد في العدوان»، خصوصاً أننا «بذلنا كل ما في وسعنا وقدّمنا مُنتهی التفاهمات التي قوبلت بالجحود من قبل دول العدوان».
وفي إشارة الى تصريحات الجبير، اعتبر القيادي في الحركة أنَّ «كل ما يصدر من تصريحات تروّج لها وسائل إعلام العدوان، ليست إلا خداع وتضليل، يهدف التحالف من خلالها إلى تحقيق المزيد من المكاسب في الميدان». وأضاف أنَّ «كل من يدلون بمثل هذه التصريحات، ليسوا سوى أبواق إعلامية للأميركيين يديرهم ساسة البيت الأبيض لكسب المزيد من الوقت، لجعل اليمن ساحة للقاعدة وداعش».
واتّهم الصماد السعودية بأنّها تقف خلف الهجوم على عدن مطلع تشرين الأول الحالي، وقال «ستثبت الأيام المقبلة أنَّ النظام السعودي هو من استهدف شركاءه مع أنّنا على يقين أنَّ الإماراتيين يدركون ذلك، ولكنهم مجبرون على مواصلة عدوانهم حتى تأذن لهم أميركا بالرحيل».
وأكد القيادي في الحركة أنَّ اليمن «أمام مراحل حاسمة وفاصلة» من تاريخه، «وعلى الجميع أن يدرك حجم التآمر والعدوان، وأنه لا بد من مضاعفة الجهود وبذل أقصى الطاقات، للحفاظ على التضحيات التي قدّمها أبناء شعبنا طيلة الاشهر الماضية من العدوان» تحت شعار «إما أن نكون أو لا نكون».
ورداً على عدم اعتراف «التحالف» قصف مستشفى في صعدة، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان، فجر أمس، إنَّ «إنكار قوات التحالف الذي تقوده السعودية، قصف المستشفى الذي ندعمه في صعدة اليمنية، يناقض كل الحقائق».
وجددت المنظمة دعوتها لـ«التحالف» من أجل تقديم تفسير واضح للهجوم الذي وقع في 26 تشرين الأول، على مستشفى حيدان في صعدة. وأضافت أنَّه «برغم إنكار التحالف الذي تقوده السعودية، إلَّا أنَّه ما من شكّ في أنَّ قوات التحالف قد قصفت ودمرت مستشفى ندعمه في مدينة حيدان، وأن المستشفى كان قد تضرر سابقاً إثر ضربات جوية».
وقال رئيس عمليات الطوارئ في المنظمة، لوران سوري، إنَّ «السلطات السعودية تنكر الحقيقة البيّنة المتمثلة في تدمير المستشفى، وهذه دلالة خطيرة بالنسبة إلى الشعب اليمني ولأولئك الذين يحاولون مساعدته، فكيف لنا أن نستقي العبر ممّا حدث ونحن أمام هذا الإنكار؟ وكيف لنا أن نستمر في العمل من دون أيّ شكل من أشكال الالتزام بحماية المرافق المدنية؟».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...