اليمن: اشتباكات بين الجيش ورجال القبائل خارج صنعاء
أدت اشتباكات دارت بين جنود يمنيين ورجال قبائل مسلحين في منطقة جبلية شمال العاصمة اليمنية صنعاء يوم الخميس، الى سقوط 40 قتيلاً على الأقل، وفقاً لتأكيد مسؤول عسكري.
وذكرت وزارة الدفاع اليمنية في رسالة نصية بعثتها إلى الصحفيين في صنعاء أن لواء المشاة الثالث التابع لها تعرض لهجوم. وقالت إن اللواء يواجه مسلحين من المعارضة حاولوا التسلل إلى قاعدة للجيش.
وأضافت أن أحد مقاتلي الميليشيا استخدم أسلحة ثقيلة في الهجوم على اللواء.
وحاولت الولايات المتحدة والسعودية نزع فتيل الصراع في اليمن عن طريق الضغط على صالح لقبول خطة لانتقال السلطة توسطت فيها دول خليجية.
ونقل المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبر موقعه الإلكتروني عن مصدر قوله إن حوالى 30 مسلحاً تابعين لأحزاب "اللقاء المشترك" قتلوا أثناء محاولتهم اقتحام معسكر تابع للحرس الجمهوري بمديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، اضافة الى عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف قوات الحرس الجمهوري.
وأضاف "إن وحدة من قوات الحرس الجمهوري صدت هجوماً مزدوجاً لمليشيات من أحزاب "اللقاء المشترك"، وجامعة الأيمان بقيادة عبد المجيد الزنداني رئيس الجامعة وعناصر من تنظيم القاعدة بمنطقة أرحب".
ونقل الموقع عن مصادر محلية بمحافظة صنعاء "إن عناصر من تنظيم القاعدة وجامعة الإيمان ومليشيات "المشترك"، احتشدت لشن هجوم مكثف على معسكر للحرس الجمهوري بمنطقة أرحب شمال شرقي العاصمة صنعاء بمحاولة للإستيلاء على آليات ومعدات المعسكر ومن ثم الإنتقال إلى العاصمة صنعاء".
وقال مصدر قبلي إن المواجهات العنيفة "أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين عندما حاول المسلحون السيطرة على معسكر الصمع، لكن الطيران الحربي حال دون سيطرتهم عليه".
وتعد قاعدة الصمع العسكرية التي تمتد على طول 3700 متر في منطقة جبلية محصنة طبيعيا أهم القواعد العسكرية التابعة للحرس الجمهوري وتمثل قرابة 40% من قوامها ويتواجد فيها أربعة ألوية عسكرية واللواء الثالث مشاه جبلي المستحدث مؤخرا
وتدور اشتباكات متقطعة بين المسلحين المعارضين للنظام مع قوات الحرس الجمهوري منذ قرابة شهرين حيث تعيق القبائل تحركات الأخيرة صوب صنعاء او اي محافظة أخرى كما قتل 48 مدنيا من سكان أرحب في قصف مدفعي وصاروخي متواصل ردا على هجمات القبائل على المواقع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري التي سقط منها العشرات ما بين قتيل وجريح.
وسمع دوي الإنفجارات العنيفة بالعاصمة صنعاء جراء غارات الطيران الحربي، كما شوهدت سيارات إسعاف وهي تنقل القتلى والجرحى من موقع المواجهات.
وأكد المصدر أن مسلحي القبائل فروا من معسكر الصمع بعد ان كانوا سيطروا على أجزاء منه.
واستخدم الجيش والمسلحون القبليون مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
وأشار المصدر إلى أن الغارات الجوية استهدفت أجزاء المعسكر التي سيطرت عليها القبائل، وعلى قرى شعب، الأبوة وشراع، المحيطة بالمعسكر.
ونقل عن جندي في احد المواقع العسكرية أن "ثلاثة جنود قتلوا وجرح 5 آخرون في معسكر الفريجة" وانه ليس لديه معلومات حول ضحايا معسكر الصمع.
وتقوم قوات الحرس الجمهوري في اللواء 61 في الصمع، واللواء 62 الواقع في منطقة فريجة، منذ نحو شهرين بقصف يومي على قرى أرحب تستخدم فيه الدبابات والمدفعية وصواريخ الكاتيوشا.
ويقول سكان محليون إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من أربعين بينهم نساء، وإصابة أكثر من 100، فيما تتكتم القوات الحكومية عن عدد قتلاها.
ويقاتل رجال القبائل القوات النظامية في أرحب، جنوب مدينة تعز، وفي غيرها من المناطق، فيما يتهم الجيش القاعدة بالسيطرة على مدن بكاملها في جنوب البلاد.
وشهدت أرحب التي تقع على بعد نحو 30 كيلو متراً من صنعاء نزوحاً للأهالي، كما تسبب القصف بتدمير عشرات المنازل وآبار المياه الأرتوازية، وإتلاف مزارع العنب.
وينظر في اليمن للصراع القائم بين القبيلة والجيش على انه "حرب استنزاف" للقوات الموالية للنظام، وانه نتاج للصراع السياسي القائم.
وفي محافظة أبين، معقل "القاعدة" في جنوب اليمن، قتل عنصر مفترض من تنظيم القاعدة وأسر آخر الخميس بيد مسلحين قبليين، وفقاً لتأكيد شهود محليين.
وقالت مصادر في المعارضة إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في مدينة تعز الجنوبية وإن اشتباكات عنيفة وقعت بين رجال قبائل وقوات للجيش خارج العاصمة صنعاء.
وشهد اليمن أعمال عنف متفرقة مع دخول احتجاجات حاشدة لإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ 33 عاما شهرها السادس.
وجددت الاضطرابات في اليمن مخاوف من انهيار الدولة خاصة أنه يقع بجوار السعودية صاحبة أكبر مخزونات للنفط في العالم.
وفي تعز، وهي مركز لاحتجاجات يومية على بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي صنعاء، قال مصدر امني ان ميلشيات تابعة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك الذي يمثل المعارضة الرئيسية في اليمن نصبت كمينا اسفر عن مقتل جندي واصابة عدد آخر.
وقال ناشطون في وقت سابق ان مسلحين من قوات الامن اليمنية أمطروا ميدانا في تعز يعتصم فيه محتجون منذ شهور بالرصاص.
وبدأ الهجوم عندما نظمت مجموعة من المحتجين مسيرة في الشارع خارج منطقة الاعتصام.
وزاد إحباط المتظاهرين اليمنيين بسبب فشلهم في تخفيف إحكام قبضة صالح على السلطة.
يتزامن ذلك مع استعدادات لحشود كبيرة لمعارضي النظام ستشهدها العاصمة اليمنية صنعاء وست عشرة ساحة في محافظات البلاد في اطار ما سميت بجمعة "اصبروا وصابروا ورابطوا" وفي المقابل يتجمع أنصار الحزب الحاكم في ميدان السبعين بصنعاء في جمعة أطلقوا عليها جمعة الاخلاص.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد