اليمن: تسعير الحرب جنوباً
تستكمل المجموعات المسلَّحة والمدرَّبة سعودياً عمليَّاتها البرية في جنوب اليمن بغطاء جوي وبري من قوات «التحالف» بهدف توسيع مناطق سيطرتها، حيث انتقلت العمليات إلى محافظتي تعز وأبيَن الجنوبيتين، في وقتٍ وصلت تعزيزات عسكرية وبشرية بالمئات عبر معبر الوديعة قادمة من محافظة شرورة السعودية بهدف دعم المسلحين.
هذه المعلومات أكَّدتها مصادر تحدثت لوكالة «فرانس برس». وقالت إنَّ تعزيزات تتضمَّن «عشرات الآليات العسكرية الحديثة ومئات الجنود اليمنيين» المدربين في السعودية بقيادة الضابط اليمني جحدل العولقي، عبرت ليل الأربعاء ـ الخميس الحدود من المملكة إلى اليمن لدعم عمليات «التحالف».
مصدر عسكري يمني أكَّد أنَّ «أكثر من 100 مدرعة ومصفحة ودبابة وناقلة جند مع مئات الجنود، عبرت خلال الليل الحدود عبر منفذ الوديعة قادمة من محافظة شرورة في السعودية إلى اليمن». وأضاف أنَّ التعزيزات «توجَّهت إلى مأرب (وسط) وشبوة (جنوب) لدعم» المسلحين الذين يحاولون توسيع مناطق نفوذهم بعد سيطرتهم على عدن وقاعدة العند الجوية في محافظة لحج.
وتأتي هذه التعزيزات بعدما تمّ نشر المئات من الجنود الخليجيين يوم الاثنين الماضي حول عدن وقاعدة العند الجوية بهدف «تأمينهما».
وسُجِّلت مواجهات دامية في مدينة تعز في جنوب غرب البلاد، وفي محافظة لحج الجنوبية، بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التابعة لـ«أنصار الله» من جهة، والقوات الموالية لهادي من جهة أخرى، والتي تقاتل بأسلحة متطوّرة زوّدتها بها دول «التحالف» ومنها دبابات أميركية وفرنسية الصنع.
وفي محافظة أبين حيث تدور اشتباكات عنيفة، شنَّ طيران «التحالف» عشرات الغارات الجوية ليل الأربعاء ـ الخميس، استهدفت خصوصاً مقرّ «اللواء 15» بين مدينتي زنجبار، عاصمة المحافظة، وشقرة على الساحل، بحسب مصادر محلية. كما استهدفت الغارات مواقع الجيش اليمني في الكود ودوفس ومزارع المشور.
وميدانياً أيضاً، أكَّدت مصادر عسكرية موالية لهادي أنَّه تم فجر أمس، «طرد» الجيش و«اللجان» من معسكري لبوزة ووادي عطان في لحج، فيما أسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 40 شخصاً من الطرفين.
وفي هذه الأثناء، حطَّت أوَّل طائرة مدنيَّة تابعة للخطوط اليمنية في مطار عدن الدولي بعد أكثر من أربعة أشهر على توقف الرحلات بسبب الحرب، بحسب ما أفاد مدير مطار عدن طارق عبده الذي قال إنَّ «طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية تحمل خصوصاً لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي قادمة من جيبوتي».
إلى ذلك، أكَّد مدير الأمن السياسي في مطار عدن أحمد الدوبحي أنَّ طائرة تابعة للصليب الاحمر نقلت من مطار عدن سبعة أسرى من «أنصار الله» بينهم قياديون سُلِّموا مقابل الإفراج عن عشرين عنصراً من المسلحين كانوا محتجزين لدى الجماعة.
وهذا هو أول تبادل للأسرى بوساطة منظمة دولية، وقد يكون مؤشراً على التقدم في اتجاه إنهــاء الأزمة.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد