اليمن: تمرّد قبلي ضد الحكومة اشتباكات حوثية ـ سلفية في صعدة

21-12-2013

اليمن: تمرّد قبلي ضد الحكومة اشتباكات حوثية ـ سلفية في صعدة

تنوعت الاشتباكات في اليمن، أفقر دول الخليج العربي، من أعمال عنف قبلية جنوباً وضد وجود السلطة والجيش، إلى مواجهات بين حوثيين وسلفيين شمالاً. ففي ولاية حضرموت الجنوبية، أسفرت أعمال العنف الناتجة مما أطلق عليه «الهبة الشعبية»، احتجاجاً على مقتل أحد قادة القبائل، عن مقتل مواطنَين، فضلاً عن تدمير ممتلكات. أما في ضواحي مدينة صعدة الشمالية، فقتل تسعة أشخاص في مواجهات مسلحة، بحسب ما أعلن مصدر قبلي أمس.
وسادت أمس حالة من التوتر الشديد مع دخول «الهبة الشعبية» مرحلة التنفيذ عقب صلاة الجمعة، للسيطرة على محافظة حضرموت، وطرد قوات الجيش والأمن منها، وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤونها المحلية، بحسب ما كان أعلن «تحالف قبائل حضرموت». ووصلت مواكب من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية منذ أمس الأول إلى حضرموت تلبية للدعوة، وذلك رداً على مقتل زعيم قبيلة «الحموم»، كبرى قبائل المحافظة، الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من كانون الأول الحالي.
وجاء في بيان صادر عن «تحالف قبائل حضرموت» أنه رفض طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش. وأشار البيان إلى أن التحالف لم يلمح جدية في تعامل السلطات مع القضية، ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبه في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.
وشوهدت في شوارع محافظات عدن وحضرموت وأبين وشبوة ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرتها، مذيلة بعبارات «نحن في حل من ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم». وقال شهود عيان إن العشرات من الأسر، التي تنتمي إلى المحافظات الشمالية، قد غادرت بالفعل. وذكروا ان الاتصالات السلكية سواء الثابتة أو المحمولة قد قطعت عن محافظات الجنوب.
وأكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية أن أبناء الضالع أغلقوا منفذ «سناح» الحدودي مع شمال اليمن، ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام في المحافظة.
واندلعت أعمال الشغب في المكلا، عاصمة ولاية حضرموت، وفي مدن أخرى، وشملت اشتباكات بين أبناء القبائل ورجال الأمن في المنشآت النفطية في منطقة غيل بن يمين، بحسب مسؤولين أمنيين.
ووفقاً للمسؤولين، أسفرت تلك الأعمال عن مقتل مواطنين، فضلاً عن تدمير محلات يمتلكها شماليون.
وكان الشيخ سعد بن حبريش قُتل مع مرافقيه برصاص جنود دورية عسكرية مكلفة بمصادرة الأسلحة في إطار الحملة، التي تنفذها السلطات لمكافحة حيازة السلاح. ثم أعلنت السلطات اليمنية ان القتلى متهمون بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة»، ما أثار غضب قبائل حضرموت.
أما شمالاً، وبحسب مصدر قبلي، «قتل (أمس الأول) سبعة من الحوثيين واثنان من رجال القبائل في اشتباكات متقطعة»، لا سيما في قطاف في محافظة صعدة، معقل الحوثيين وفي محافظة عمران. الأمر الذي أكده المتحدث باسم مدرسة «دار الحديث» لتدريس القرآن خالد العزاني، بينما قال المسؤول في جماعة «انصار الله» (الحوثية) علي البخيتي ان «هناك قتلى وجرحى»، من دون ان يحدد العدد.
وبحسب العزاني، فإن السلفيين شهدوا «مقتل 180 شخصا، من بينهم 23 طفلا واربع نساء واصابة 510 اشخاص» منذ نهاية شهر تشرين الاول الماضي. واوضح العزاني ان «من بين القتلى طلابا اجانب من المغرب العربي وأوروبا بما في ذلك فرنسا واميركا»، مشيراً إلى أن «الوضع مأساوي في دماج» في ضواحي صعدة. كما اتهم الحوثيين بقصف المدينة بالاسلحة الثقيلة.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجود صعوبات في الوصول إلى منطقة القتال منذ بدء عمليتها الانسانية في 24 تشرين الثاني الماضي. وقال رئيس مكتب الصليب الاحمر في صنعاء سيدريك شفايتزر في بيان أمس الأول، إن «اللجنة الدولية للصليب الاحمر على اهبة الاستعداد لدخول منطقة دماج فوراً لاجلاء المرضى والجرحى، شرط ان تكون قادرة على القيام بعملها... من دون أي شروط مسبقة من أي نوع».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...