اليمن: قتيل وعشرات الجرحى في مظاهرات وتمرد للسجناء
قال مسؤول أمني يمني إن سجينا لقى حتفه وأُصيب 60 شخصا آخر بجروح، بينهم 20 شرطيا، في اشتباكات وقعت الثلاثاء بين قوات الأمن ونزلاء السجن المركزي في العاصمة صنعاء.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن السجين توفيق نعمان الشريف قُتل عندما حاول عناصر من شرطة مكافحة الشغب احتواء تمرد كان السجناء قد بدأوه داخل السجن المذكور.
وذكر أن 40 نزيلا آخر و20 شرطيا أُصيبوا بجروح خلال الاشتباكات، ومن بينهم أربعة نزلاء أُصيبوا بعيارات نارية.
وقالت مصادر أمنية إن سجناء محكوم عليهم بالإعدام قادوا تمردا داخل السجن في محاولة منهم لاستغلال الأوضاع الأمنية في البلاد.
كما أطلقت الشرطة اليمنية يوم الثلاثاء النار على محتجين في العاصمة صنعاء مما أدى الى إصابة خمسين شخصا على الأقل حسبما ذكرت بعض التقارير.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن من بين المُصابين – الذين جرحوا خلال احتجاج طالب بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما- ثلاثة حالاتهم خطيرة.
وتابعوا قائلين إن رجال الشرطة وضباط أمن يرتدون ملابس مدنية فتحوا النار محاولين منع الناس من الانضمام الى الاف المحتجين المرابطين منذ أسابيع أمام جامعة صنعاء.
ولم يصدر على الفور أي تعليق حكومي على هذه الأنباء.
وتعد هذه أول مواجهة بين الشرطة والمحتجين المعتصمين أمام جامعة صنعاء منذ 21 فبراير/ شباط.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المتظاهرين أرادوا نصب خيام على طريق فرعي يبعد نحو مئة متر عن ساحة الجامعة فتدخلت الشرطة لمنعهم مطلقة النار والغاز المسيل للدموع.
وقبل ذلك بساعات، أصيب أحد عناصر الأمن اليمنيين أثناء صدامات في عتق، بجنوب اليمن، بين الشرطة وطلاب تظاهروا للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال شهود عيان ان مئات من الطلاب تظاهروا لليوم الثالث على التوالي في مدينة عتق كبرى مدن محافظة شبوة مطالبين برحيل صالح وفرض عقوبات على المسؤولين عن العنف.
وقد حاول المتظاهرون اقتحام مكتب تابع لوزارة التربية والتعليم في المدينة لكن رجال الأمن أطلقوا الرصاص الحي لتفريقهم فرد المتظاهرون بالحجارة مما أسفر عن اصابة أحد أفراد الأمن.
ويواجه النظام اليمني حركة احتجاج منذ اواخر كانون الثاني/يناير مع تظاهرات في صنعاء وتعز وعدن وفي سائر البلاد، على غرار تلك التي ادت الى سقوط النظامين في تونس ومصر، وتطورت في ليبيا إلى انتفاضة مسلحة ضد نظام الزعيم معمر القذافي.
وقالت مصادر حقوقية لـ بي بي سي إن تسعة متظاهرين سقطوا جرحى خلال المظاهرات التي شهدتها مدينتا ذمار وشبوه، وذلك نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل القوات الحكومية.
ونُقل عن مصادر حقوقية يمنية قولها إن المتظاهرين في شبوه وذمار تعرضوا لإطلاق رصاص من قبل مسلحين بزي مدني.
وفي تطور نوعي للاحتجاجات في اليمن، شهد العديد من المؤسسات الحكومية اعتصامات لموظفيها للمطالبه برفع الأجور، وإجراء اصلاحات مالية وإدارية، وإقالة المدراء "الفاسدين".
فقد شارك موظفون من الجهاز المركزي للإحصاء وقطاع الاتصالات والضرائب وقطاع النظافة والمرور في احتجاجات الثلاثاء.
وتقدر منظمة العفو الدولية عدد من لقوا حتفهم في موجة الاحتجاج هذه بسعة وعشرين شخصا على الأقل.
"قاعدة تأييد"وكانت الاحتجاجات على نظام عبد الله صالح قد امتدت الثلاثاء إلى منطقة قبلية تعد قاعدة التأييد القوية له.
فقد تظاهر الثلاثاء حوالي 10 آلاف شخص في مدينة ذمار، الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوبي صنعاء، والمعروفة بعلاقاتها مع الرئيس، وهي أيضا مدينة كل من رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
فبعد يومين على المسيرة التي نظمها مؤيدو صالح في المدينة، هتف المعارضون: "ارحل، ارحل"، في مؤشر على زيادة الضغط على الرئيس في أعقاب انشقاق حلفائه السياسيين وأنصاره من القبائل عنه.
وقد شهدت صنعاء انتشارا أمنيا غير مسبوق منذ منتصف ليل الاثنين، حيث نصبت الحواجز الاسمنتية، وانتشرت المدرعات وناقلات الجند والأطقم العسكرية في مداخل المدينة ومحيط ساحة التغيير التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من المطالبين برحيل النظام.
وفي عدن (جنوبي البلاد) أغلقت معظم المدارس يوم الثلاثاء بعد ان دعا المتظاهرون التلاميذ والاداريين للمشاركة في حركة التظاهر حسب مسؤول محلي في مكتب وزارة التربية والتعليم.
وقال هذا المسؤول "فضلنا اعادة الطلاب إلى منازلهم وعدم الحضور خلال الأيام القادمة للدراسة تحسبا لأي أعمال عنف وعدم توجيههم نحو السلوك السيء من قبل هؤلاء المعارضين".
وقال شهود عيان ان المئات من طلاب مدارس عدن شاركوا في مسيرات مرددين هتافات تطالب بتنحي الرئيس.
في المقابل قال صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف) يوم الثلاثاء ان متظاهرين معارضين للحكومة في جنوب اليمن يهددون باحراق مدارس ما لم ينضم المعلمون والطلاب لاحتجاجاتهم في مدينة عدن الساحلية.
ونفي محمد الصابري المتحدث باسم المعارضة الاتهامات المذكورة في بيان يونيسيف وقال انه ليس هناك برهان عليها.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد