اليمن: هادي يضع شروطه للقبول بالهدنة
وضع داعمو الحرب على اليمن، يوم أمس، شروطهم لقبول الهدنة الإنسانية، أبرزها تطبيق بعض ممَّا جاء في نص قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216، خصوصاً لجهة انسحاب الجيش اليمني و «أنصار الله» من أربع محافظات يسيطرون عليها، وهي مطالب تعتبرها الجماعة «غير واقعية»، في ظلّ عدم وجود قوَّات لسدّ الفراغ الأمني، في حال انسحابهم، ما يمكن أن يؤدي إلى استفادة التنظيمات في هذه الحالة وتمددها في المناطق اليمنية.
إلى جانب التطورات الديبلوماسية، شهد، يوم أمس، قصفاً عنيفاً على مقر «اللواء 23 ميكانيكي» في منطقة العبر التابعة لمحافظة حضرموت، ما أدى، وفق حصيلة أولية، إلى مقتل 84 ضابطاً وجندياً فضلاً عن إصابة المئات.
وكان مصدر أمني مقرب من الرئاسة اليمنية قد كشف لهيئة الإذاعة البريطانية - «بي بي سي» عن رسالة بعث بها الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تتضمَّن مبادرة لبدء هدنة إنسانية جديدة في اليمن مدتها عشرة أيام، تبدأ من آخر خمسة أيام من شهر رمضان.
وفي ضوء ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليمنية المستقيلة راجح بادي، أنَّ الحكومة أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على هدنة مشروطة، تأمل في إمكانية تطبيقها في الأيام المقبلة.
وقال بادي لـ «رويترز»، إنَّ عبد ربه منصور هادي وضع «ضمانات» للهدنة، تشمل الإفراج عن سجناء وانسحاب الجيش اليمني و «أنصار الله» من أربع محافظات يسيطرون عليها، ولكن من دون تحديد تلك المحافظات.
المصدر الأمني أكد من جهته، أنَّ الهدنة التي تضغط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتحقيقها، ستتم بالتنسيق مع دول «التحالف» بهدف إيصال مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية العاجلة الى المناطق المتضررة من القتال، مضيفاً أنَّ هادي اشترط أن تتولَّى من وصفها بـ «الحكومة الشرعية» الإعلان عن الهدنة، ولكن بعد التحقُّق من الضمانات وتعهد من وصفهم بـ «الانقلابيين بوقف هجماتهم على المدن اليمنية التي اجتاحوها».
واعتبر عضو المجلس السياسي في «أنصار الله» محمد البخيتي أنَّ «مطالب حكومة هادي بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، غير واقعية، لأن القرار مدفوع الثمن بالمال الخليجي».
وفيما يستمر القصف العنيف، نقلت وكالة «سبأ» عن مصدر أمني قوله إن «طيران العدوان السعودي شنّ عدداً من الغارات الجوية على معسكر اللواء 23 ميكانيكي في العبر، حيث استهدف مخزن السلاح والذخيرة ومقر قيادة اللواء والعمليات والسيطرة، ومحطة محروقات اللواء ما أدى إلى استشهاد 84 وإصابة المئات من ضباط وجنود المعسكر».
وأشار المصدر إلى أنَّ العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجثث تحت أنقاض مبنى القيادة والسيطرة بسبب سقوط المبنى على الجنود والأفراد الذين كانوا يحتمون في داخله.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد